مرة أخرى ، لم يخطئ الأستاذ عبد القادر باينة موعده مع مناسبة وطنية هامة تتعلق بالانتخابات المحلية ليصدر مؤلفه الثالث عشر منذ مؤلفه الاول عام 1983 ، حول المبادئ العامة وأحكام القانون الاداري المغربي، ومن خلالنا للرأي العام الوطني مولفا جديدا حول موضوع: «النظام القانوني للانتخابات بالمغرب: الانتخابات المحلية». الدكتور عبد القادر باينة، من خلال اشتغاله بالتدريس الجامعي القانون الاداري وترأس شعبة القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط ما بين 1984 و1986 لم يكتف بالممارسة النظرية للقوانين الادارية وقوانين الانتخابات، بل مارسها لربط النظرية بالتطبيق، من خلال ترشحه وفوزه في العديد من الانتخابات المهنية منها والجماعية والبرلمانية حيث كان رئيس لجنة التشريع والعدل وحقوق الانسان والوظيفة العمومية بمجلس النواب خلال فترة 1993 الى 1997، وممثل سكان الدائرة بالرباط خلال تجربة 1976 الى 1983 تم من 2003 الى 2009. وهذه التجربة هي ما تعطي التميز لأعمال الدكتور عبد القادر باينة. هذا التميز الواضح من خلال مؤلفه الاخير الذي خصصه لانتخابات المجالس المحلية في أنواعها الثلاثة، حيث عمد الى دراسة معمقة لقانون مدونة الانتخابات، وفي نفس الوقت عمل أيضا على تقديم النظام القانوني لانتخابات الهيئات المسيرة في المجالس المحلية والمنظمة بالقوانين الخاصة بكل نوع من أنواع الجماعات المحلية، والمتمثلة في القانون رقم 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي، ثم القانون رقم 79.00 المتعلق بتنظيم العمالات والأقاليم وأخيرا القانون رقم 47.96 المتعلق بتنظيم الجهات. ولم يتوقف عند هذا الحد، رغم أهميته، بل تعقب هذا النظام القانوني للانتخابات في بعض الجوانب المرتبطة بها والمكلفة لها، والموجودة في قوانين أو نصوص تنظيمية أخرى، والمتعلقة بالحملة الانتخابية أو مساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية أو مساهمة الدولة في تمويل الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية واتحاداتها، أو في استعمال الوسائل العمومية السمعية البصرية في الحملات الانتخابية أو تقوية القدرات التمثيلية للنساء... الكتاب، تم تقسيمه إلى أربعة أبواب: 1 التقييد في اللوائح الانتخابية. 2 انتخابات أعضاء مجالس الجماعات الحضرية والقروية والمقاطعات. 3 انتخابات أعضاء مجالس العمالات والأقاليم. 4 انتخابات أعضاء مجالس الجهات. وفي انتظار الكتاب الثاني المكمل لهذا الذي نعرفكم عليه اليوم، تجدر الاشارة الى أن الدكتور عبد القادر باينة كتب في الصفحة الاولى منه هذا الإهداء: «إلى كل مواطنة ومواطن يجعلون من الانتخابات وسيلة لتطوير الديمقراطية ببلادنا، وجعل المؤسسات المنبثقة عن الانتخابات ذات مصداقية وفعالية مؤطرة من لدن منتخبين، يجعلون المصلحة العامة فوق كل اعتبار».