مرة أخرى يتميز الكاتب والقاص إغلان حسن بإصداره الأخير الذي اختار له كعنوان: «كتاب الألسنة»، والذي ضمنه ثلاثين قصة قصيرة، وجدت في بعضها كأحد مواليد عاصمة الشاوية سطات جزءا من طفولتي ويفاعتي وشبابي، كما يستذكرها كل من يقرأ هذا الكتاب المتميز. حسن إغلان، يؤكد مرة أخرى، من خلال «كتاب الألسنة» أنه ذاكرة حية ليس فقط لمدينتي لخميسات (مسقط رأسه) وسطات التي احتضنه أبناؤه البررة، ودرس فيها جيلين من التلاميذ بالتعليم الثانوي ودرس بها أفواجاً من خريجي وخريجات من مدرسة المعلمين والمعلمات، وذاكرة أيضا لحقبة الحياة الدراسية الجامعية التي يعيدنا إليها وهو يكتب جزءاً من حياته، كما يسافر بنا داخل المغرب وخارجه. الكتاب صادر عن منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن امسيك بالدار البيضاء، قراءته تجعل القارىء يعود الى فترات من حياته، ويعيش خلال قراءته لما سجلته ذاكرة حسن إغلان منذ أكثر من عشرين (20 سنة) بالنسبة لإقامته خارج المدينة التي رأى النور فيها. وتجدر الإشارة ، إلى أن الأسلوب المكتوبة به بعض القصص قوي، وخشن في نفس الوقت، لا أعرف هل هو توجه بدأ ينحاه بعض الكتاب المغاربة بعد ما شاهدوه عن تألق صاحب «الخبز الحافي»، أم هو رد فعل على تيار فكري معين يعتبرون أنه بدأ يجد له موقع قدم داخل المجتمع المغربي، وإن كان كذلك، فلن تكون سوى مرحلة عابرة مثلما عبرت قبله تيارات فكرية سابقة. المهم الكتاب يستحق القراءة، ويدعو للتساؤل حول العديد من المواضيع التي اختارها القاص حسن إغلان لهذا المولود الذي ينضاف إلى إنتاجاته المنشورة بالصحافة اليومية والأسبوعية.