من اللحظات القوية للدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات تكريم الفاعلين الجمعويين عبد الرزاق غازي فخر ( 66 سنة ) وحسن إغلان ( 49 سنة ) مساء الثلاثاء 31 مارس 2009 في حفل الإفتتاح ، وذلك اعترافا بشكل خاص بخدماتهما الجليلة للسينما وثقافتها داخل حركة الأندية السينمائية محليا ووطنيا . لا أحد يمكنه إنكار الدور الكبير الذي لعبه الأستاذ غازي قبل وبعد تأسيس "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب"، لقد كان بمثابة دينامو هذه الجمعية السينمائية الوطنية يتحرك ليل نهار ويتنقل بين مختلف المدن و القرى المغربية ويقوم بمفرده بتوزيع الأفلام على أزيد من تسعين (90) ناديا سينمائيا ، كانت في عصرها الذهبي تستقطب مجتمعة آلاف المنخرطين 0لم يكن غازي من الذين سجلوا حضورهم إسميا فقط في لوائح الأطر المسيرة لجامعة الأندية السينمائية وإنما كان مناضلا بكل ما في الكلمة من معنى ، على واجهات التدبير المالي والبرمجة وتوزيع الأفلام داخل المكاتب المسيرة لهذه الجامعة طيلة عقدين من الزمان ( 1973 1992 ) . فلولا صبره وجلده وحنكته داخل العمل الجمعوي السينمائي الثقافي ، لما رسخت حركة الأندية السينمائية أقدامها في تربة حقلنا الثقافي ولما حققت إشعاعها الواسع الذي لم تضاهيها فيه سوى جمعيات ثقافية وفنية كانت في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي محسوبة على رؤوس أصابع اليد الواحدة .إن العمل التطوعي الجبار الذي اضطلع به الأستاذ غازي فخر عبد الرزاق إلى جانب فاعلين آخرين على رأسهم نور الدين الصايل وآيت عمر المختار هو الذي نجني اليوم ثماره المتمثلة في الحركية السينمائية التي تشهدها بلادنا منذ مطلع الألفية الثالثة بشكل خاص على مستوى إنتاج الأفلام وتنظيم التظاهرات السينمائية المتكاثرة سنة بعد أخرى. أما الأستاذ الأديب حسن إغلان فلا يمكن تجاهل حضوره الجمعوي والثقافي محليا ووطنيا وذلك لأن انخراطه في العمل الجمعوي انطلق أولا بمدينة الخميسات ( مسقط رأسه ) أواخر السبعينات حيث كان عضوا نشيطا داخل النادي السينمائي وجمعية النهضة الثقافية وثانيا بمدينة سطات ( مقر عمله وسكناه حاليا ) التي التحق بها في منتصف الثمانينات كأستاذ للفلسفة بثانوية القدس ( 1985 1992 ) ثم كأستاذ مؤطر بمدرسة المعلمين والمعلمات ابتداء من سنة 1992 . ففي سطات التي احتضنته واحتضنها بحب منذ ربع قرن من الزمان ساهم إلى جانب فاعلين آخرين في تأسيس المنتدى الأدبي ونادي الفن السابع وفرعي اتحاد كتاب المغرب و جمعية الشعلة وتحمل مسؤولية التسيير في ثاني مكتب لنادي الفن السابع ( 1991 1993 ) ، وعلى المستوى المركزي تحمل مسؤولية العضوية سابقا في المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة بالإضافة إلى عضوية اتحاد كتاب المغرب والجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة. للأستاذ حسن إغلان تجربة في الكتابة والإبداع الأدبي ( القصة القصيرة أساسا ) على امتداد ثلاثة عقود ( 1979 2009 ) أنتج خلالها العديد من النصوص والمقالات والدراسات الأدبية والفكرية والتربوية والفنية وغيرها ، نشرها في عدة منابر من بينها جرائد " المحرر " و " أنوال " و "الإتحاد الإشتراكي " ومجلات " أقلام " و " آفاق " .. أما الكتب التي أصدرها لحد الآن فعددها أربعة هي على التوالي " وقائع الأيام الأولى " (1991) و " وليمة الكلام " ( 1996 ) و " شيء من ظلها " (2002) و " كتاب الألسنة " (2009) . تجدر الإشارة إلى أن الدورة الثالثة للمهرجان الوطني لفيلم الهواة بسطات ستشهد ، بالإضافة إلى تكريم غازي وإغلان ، مسابقة لأفلام الهواة يتبارى على جوائزها ثلاثون (30) فيلما تم اختيارها من ضمن 42 عنوانا وورشات تكوينية في كتابة السيناريو والتصوير السينمائي والمونطاج الرقمي وبانوراما لأفلام الهواة من فرنسا و موائد مستديرة 0وستستمر أنشطة هذه التظاهرة ، المنظمة من طرف نادي الفن السابع والمجلس البلدي بسطات وبدعم من المركز السينمائي المغربي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، إلى غاية الرابع من أبريل القادم.