كشف السيناريست المغربي محمد اليوسفي عن جديد أعماله مع القناة الثانية، والمتمثل في الفيلم التلفزي «الصالحة» المستمد من الواقع المغربي والمشاكل الاجتماعية، مع إدخال للتراث الشعبي بطريقة فنية، مما يجعل الفيلم شريطا وثائقيا مضمرا داخل قالب فني يتناول فن العيطة. فيلم «الصالحة» الذي أخرجه كمال كمال، لعب فيه دور البطولة مجموعة من الفنانين المغاربة المتميزين كحنان الإبراهيمي ومحمد البسطاوي ومحمد خيي وادريس الروخ والبشير ومحمد الشوبي ونفيسة الدكالي وغيرهم. وأوضح محمد اليوسفي بأن أحداث الفيلم تدور حول قصة فتاة تعيش بالبادية، متعلقة بحب أبيها وحب الأرض، وتتميز بالفطنة والذكاء، كما تميزت عن باقي إخوتها بالوفاء للأسرة، وبالعمل في الأرض، والقيام بمستلزمات البيت، الشيء الذي جعلها تحضى بثقة والدها... وواصل السيناريست شرح بعض المقتطفات من فيلم «الصالحة» من خلال تركيزه على تطور الأحداث المتسارعة التي دفعت الصالحة إلى مغادرة القرية مرغمة تاركة المكان الذي عاشت فيه وتعلقت بمعظم تفاصيله، لتعيش أحداثا أخرى في المدينة، وتصبح «شيخة» وهو الدور الذي قامت به الفنانة حنان الإبراهيمي. وقد صرح اليوسفي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأن السيناريو الذي يحكي قصة الصالحة يعد شريطا وثائقيا غير مباشر يتناول فن العيطة بالمغرب كخصوصية اجتماعية وفنية لها دلالات عميقة وثقل كبير في المفهوم الشعبي بالمغرب. وأن مفهوم «الشيخة» تاريخيا وواقعيا لم يكن دائما مرتبطا بالتفسخ الأخلاقي ، لكنه كان مرجعا شعبيا في مجموعة من الأمور متعلقة بالأمور اليومية، بالفلاحة، بالسياسة، وبأدق تفاصيل الحياة اليومية للمجتمع المغربي الذي كان للشق القروي فيه تأثير واضح على الثقافة الشعبية، ولعل قصة «خربوشة» التي يعرفها معظم المغاربة لدليل على عمق الإحساس لدى هذا النوع من الفنانين الذين لامسوا بمواضيعهم أهم خصائص وتفاصيل الحياة اليومية البدوية..» فيلم «الصالحة» الذي انتهى تصويره قبل أسابيع بمدينة أزرو ونواحيها تجرى حاليا عملية تركيبه من طرف التقنيين ليتم عرضه على المتفرجين في وقت لاحق، في توقيت زمني قدره 90 دقيقة. ينتمي هذا الشريط الذي يعرف أحداثا مشوقة إلى الأعمال الدرامية التي تمزج بين الفرجة والغناء، وذلك باعتماده على مقطوعات من «العيوط». وتجدر الإشارة إلى أن الشريط التلفزي «الصالحة» الذي أنتجته القناة الثانية 2M، ثاني عمل لابن الدار للسيناريست محمد اليوسفي بعد شريط «خيال الذيب» الذي انتجته نفس القناة وأخرجه محمد عاهد بنسودة سنة 2005. وعن أعماله المفبلة أفصح محمد اليوسفي أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على عمل مثير ينتمي دائما إلى الواقعية الإجتماعية يحمل عنوان «الرجل الحافية»، اضافة إلى توفره على سيناريو لسيتكوم اختار له عنوان «أولاد الردادة»، كما أوضح أنه يتوفر على مجموعة من الأفلام القصير ك«الجن والجنين» و«العقد» و«الزائرة» و«تكريم» وغيرها، وارتباطا دائما بإنتاجاته الفنية فقد أكد محمد اليوسفي أنه سيصدر قريبا ديوانا شعريا تحت عنوان «رحلة الخبز والشوق»