صدر للأكاديميان أنخيل إستيبان وآنا غايغو كتاب «من غابو إلى ماريو» يتعرض للعهد الذهبي للأدب المكتوب بالاسبانية من خلال الصداقة بين رائدي أدب أمريكا اللاتينية غابرييل غارسيا ماركيز وماريو يوسا. ويحتوي الكتاب، الذي استغرق إعداده خمسة أعوام، مخطوطات لم يسبق لها النشر من قبل، إضافة إلى الخطابات التي تبادلها الأديبان الصديقان والمحفوظة حاليا بجامعة برينستون الأمريكية. وعن العلاقة بين الكاتب الكولومبي ونظيره البيروفي، لاحظ الكتاب أن «الكاتبين صارا صديقين على الفور بعد لقائها للمرة الأولى عام 1967. كانت هناك كيمياء بينهما منذ البداية». وأضاف أنه «كانت بينهما الكثير من الأمور المشتركة، كما ظل مسار حياتهما الشخصية ومشوارهما الأدبي يسيران في خطين متوازيين لفترة زمنية طويلة إلى ان وقعت حادثة اللكمة الشهيرة». وتطرق الباحثان إلى الواقعة الشهيرة التي فرقت بين ماركيز ويوسا والتي قام فيها الأخير بتوجيه لكمة قوية لماركيز طرحته أرضا وتركت كدمة واضحة في عينه. وقد تربي كل من ماركيز ويوسا على يد جديهما، ودرسا في مدرسة دينية، وعشقا الأدب منذ الصغر، ونشرا قصتهما الأولى في السن ذاته، وعملا كصحفيين في بداية حياتهما في ظل ظروف صعبة قاسية، وسافرا إلى أوروبا في عمر مبكر، ورفض نشر روايتهما الأولى، وتهربا من الخدمة العسكرية، وكانا أصدقاء حميمين للشاعر التشيلي بابلو نيرودا، كما كانت لديهما الوكيلة الأدبية ذاتها، كارمن بالسيلس. ويخلص الأكاديميان إلى أنه لولا أواصر الصداقة التي ربطت بين الروائي غابرييل غارسيا ماركيز والكاتب ماريو بارغاس يوسا لكان حال الأدب المعاصر مختلفا.