لم يخف صلاح الدين بصير، اللاعب الدولي السابق في المنتخب الوطني، رغبته في تحمل مسؤولية التسيير في مجال ارتبط به، كما يؤكد، ويسعى في أن يقدم فيه مجهوده من خلال ما راكمه من تجربة. وأوضح بأنه انخرط بالفعل في رسم مساره في هذا الاتجاه، من خلال انخراطه في فريق الرجاء البيضاوي استعدادا لنيل عضوية مكتبه المسير، في انتظار فرصة نيل شرف منصب الرئيس! عن وجهة نظره في موضوع انخراط قدماء اللاعبين في مجال التسيير الرياضي، يقول: «بكل صدق، أحمل طموحا كبيرا في ولوج ميدان التسيير في كرة القدم.. إنها رغبتي التي تولدت لدي منذ أن كنت ممارسا بالبطولة الوطنية، والتي تقوت بشكل كبير وأنا ألج عالم الاحتراف، حيث عاينت كيف تدار أمور أندية الكرة بشكل جيد من طرف لاعبين سابقين، يجمعون بين المعرفة الميدانية بشؤون الكرة، وبين حسن التكوين في التدبير والتسيير. في هذا الإطار، قمت في الموسم الماضي، بالانخراط في فريق الرجاء البيضاوي، فريقي الأصلي الذي أرتبط معه بعلاقة روحية وانتمائية كما هو معروف، كخطوة أولى قبل أن أتقدم في الجمع العام القادم، وأنا مستوفي لكل الشروط القانونية المنظمة، بترشيحي لنيل عضوية المكتب المسير.. ولا أخفي أنني أتطلع لنيل شرف رئاسة الفريق في المستقبل القريب إن شاء الله، إيمانا مني بأنه يمكن أن أفيد فريقي وأن أقدم لصالحه العديد من الأمور الإيجابية. وأرى أن اللاعب السابق يحمل تراكمات متعددة، وتجارب ميدانية، تؤهله للبصم على مسار جيد في مجال التسيير، شريطة أن يخضع للتكوين، وإن يجتهد في البحث عن إغناء رصيده بالمعارف الجديدة، حينها سيصبح بدون شك، ورقة رابحة في أي تشكيل مسير، وفي أي مكتب مسؤول، لكونه يجمع بين الخبرة الميدانية كممارس سابق يعرف كل التفاصيل، وعلى بينة من كلما يحيط باللعبة، وبين التكوين في التدبير والتسيير، علما أنه يبقى عملة ضرورية في إنجاح عملية التسيير، لأنه وكما يقال « أهل مكة أدرى بشعابه» للأسف، كبار اللاعبين المغاربة، يفضلون بعد اعتزالهم، الانسحاب من الحياة الرياضية، ويتوارون بعيدا عن الأجواء، وبعضهم يكتفي بولوج ميدان التدريب بعيدا عن خوض تجربة التسيير لأسباب متعددة ومختلفة. وأظن أن مسؤولية هذا العزوف هي مشتركة بين جميع المتدخلين في رياضة كرة القدم، فالجامعة مثلا لا توجد بها برامج تخص تحفيز قدماء اللاعبين على الانخراط في الدورات التكوينية الخاصة بالعمل الإداري،كما تنعدم في معظم مسؤوليها تلك الرؤية المتبصرة التي تؤمن بجدوى الاعتماد على اللاعب السابق ومنحه الفرصة لتحمل المسؤولية الإدارية، بدورها، تتجاهل الأندية هذا الجانب، ولا ترى في اللاعب السابق سوى أنه مشروع مدرب تقني فقط، وبعض مسؤوليها يقفون للأسف مانعين ولوج بعض قدماء اللاعبين فرصة تحمل هاته المسؤولية.. هذا إلى جانب بعض وسائل الإعلام غير الجدية في قراءاتها خصوصا عندما تخصص قراءاتها تلك لتجارب بعض المسؤولين والرؤساء وترفعهم إلى مستوى المسؤولين الناجحين وهم عكس ذلك تماما! كل ذلك، تولد عنه إحباط شديد لدى قدماء اللاعبين، وأصبح التخوف يمتلكهم، ففضلوا التراجع أو الانسحاب من هاته الأجواء غير السليمة. ويكمن التخوف مثلا عند اللاعب السابق أنه يتردد من ولوج المغامرة وهو صاحب السجل الشرفي كلاعب، من أن يتعرض للإقصاء والفشل أمام أشخاص يمتلكون «أدوات» أخرى يستغلونها للمحافظة على مناصبهم ومراكزهم في المسؤولية.. وأشبه كل ذلك بما يحدث مثلا في المجال السياسي والانتخابي، الذي يلجه المرء بقناعاته ومبادئه، ليفاجئ بطغيان أساليب أخرى تتجاوز ما يمكن أن يقدمه، وهنا أستحضر ما وقع للبطل الأولمبي سعيد عويطة بخصوص تجربته السياسية، حيث لم تشفع له إنجازاته وطموحاته الحقيقية في خدمة البلد، أمام الوسائل التي استعملها منافسوه! أؤكد مرة أخرى، أنني أطمح بجد لكي ألج ميدان التسيير الكروي، وأظن بأنني أمتلك المؤهلات المطلوبة لتقديم عمل جيد في فريق الرجاء البيضاوي وفي كل الأجهزة المسيرة إن شاء الله»