متعة كبيرة وانتشاء فاتن انتزعه الجمهور الثقافي بمراكش خلال اللقاء الذي جمع الكاتب الاسباني هيبوليتو نفارو والشاعر والقاص المغربي عدنان ياسين و ناشرهما أنطونيو رييس رويس بفضاء معهد سرفانتس بمراكش مساء الجمعة 20 مارس 2009. كان لهذه اللحظة أجواؤها الخاصة المتوجة بالاحتفاء باليوم العالمي للشعرو كذا بالإنصات المتبادل لنبض الإبداع الدافق بالضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط و لشغب السؤال المتواشج بينهما . دولوريس لوبيز إينامورادو مديرة معهد سرفانتس بمراكش التي افتتحت اللقاء استدعت في كلمتها أهمية تشكيل فضاء مشترك لسؤال الكتابة في اللغتين العربية و الاسبانية . وهو ما أكد عليه الناشر أنطونيو رويس الذي تحدث عن مشروع دفاتر إشبيليا الذي وصل إلى الكتاب السادس وقدم إلى القارئ الاسباني عدة أسماء من عالم الإبداع بالمغرب كعبد القادر الشاوي و عدنان ياسين و لطيفة لبصير، و سيضم الكتاب السابع المبدع أحمد المديني و الكتاب الثامن إدمون عمران المالح و خوان غويتيسوللو. " ففي هذه اللحظات المضطربة التي تجتازها الانسانية اليوم يقول الناشر الاسباني تندر الأنشطة التي تسمح بالتواصل و التقارب بين الشعوب و الثقافات مثلما يفعل الأدب الذي يمنحنا هذه الملكة العجيبة التي تجعلنا نتخيل ، و التي تجعلنا ، بواسطة الكلمات ، نتمكن من وضع أنفسنا في موضع الآخر و أن نقترب ليس فقط من مجاله الحيوي بل أيضا من حميميته . و في هذه اللحظات التي تتميز بأزمة هوية تمس الجميع ، ربما نكون في حاجة أقوى للاقتراب من مواقع و تيارات فكرية أخرى و من طرائق أخرى لرؤية وفهم الحياة . ." وأضاف الناشر الإسباني " هذه التجربة بقدرما هي ممتعة لها أيضا جانبها المتعب بما أن نتائجها لا يمكنها أن تظهر إلا على المدى البعيد خاصة في سياق هذه المرحلة المضطربة التي نحن شهود عليها .." هبيليتو نفارو الذي وصفه الناشر الإسباني بكونه إعصار جميل في عالم الكتابة بإسبانيا عبر عن دهشته لكون الكاتب لا يكتشف إبداعيته إلا في لغة أخرى غير تلك التي يكتب بها .و هي نفس التجربة التي عاشها في لقاء مراكش حيث جعلته قراءة عدنان ياسين لأحد نصوصه المترجمة إلى العربية يكتشف جمالية كبيرة فيما كتبه في اللغة التي لا يفهم أصلا ولا يتحدث بها . قرأ الكاتبان لبعضهما باللغة التي استضافت كليهما : الاسبانية بالنسبة لياسين و العربية بالنسبة لنفارو . و كان النص الواحد يرتحل أمام الجمهور دفعة واحدة بين لسانين هو ما فتح مرة أخرى سؤال الترجمة الذي انخرط فيه الجمهور و المبدعان الحاضران بحميمية أضفت على اللقاء تألقا إضافيا متحررا من الرسميات الباردة . و إذا كان إسم عدنان ياسين أليفا لجمهور الثقافة بمراكش ومعرف بمنجزه الإبداعي كمنكان ، و تفاح الظل ، و رصيف القيامة ،ولا أكاد أرى ، و من يصدق الرسائل ؟ و مراكش أسار معلنة ، فهيبوليتو .ج . نفارو كاتب أندلسي بإسهامات بارزة في تطور القصة الاسبانية . وصدرت له عدة أعمال منها : " سماء لويث " 1990 و "الضجر، ليستر" 1996 و"النمور ذات الشعر و الجلد الأبيضين " 2000 و"السمكة الطائرة " 2008 . وحصل على عدة جوائز عن أعماله كجائزة ماريو فاركاس ليوسا وجائزة ألبرطو ليستا ...