بحضور المستشار الثقافي للسفارة الاسبانية بالرباط جيارمو اسكربانو ومديرة معهد سرفانتس بمراكش ماريا دولوريس لوبيزأونامورادو وعدد مهم من المثقفين و الفنانين ، وفي إطار فعاليات ربيع الأندلس الثقافي الأول بمراكش، تم مساء الجمعة 15 ماي 2009 افتتاح قاعة العرض الخاصة بالمعهد بمعرض فوتوغرافي حمل عنوان : «ألبوم الحرية، الأندلس من الديكتاتورية إلى الحكم الذاتي» . المعرض الممهور بالأبيض و الأسود يقدم رؤية فنية للتطور التاريخي المعاصر لإقليم الأندلس من عهد الديكتاورية إلى عهد الديمقراطية والحكم الذاتي عبر تقطيع بصري تمفصل حول أربع مراحل تبدأ بالمرحلة الفرونكوية ثم مرحلة الانتقال الديمقراطي و مرحلة الحكم الذاتي وأخيرا مرحلة الأمل و التطلع للمستقبل الذي تعبر عنه الحساسيات الجديدة فنيا و أدبيا . الصور المقدمة في هذا المعرض جاءت حافلة بتفاصيل مدهشة عن هذا التطور المطبوعة مفارقاته و ضغوطاته وأحلامه في وجوه الناس وحركاتهم و إيماءاتهم . وفيها نعثر على مفاجآت معبرة كصور بعض الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسباني المعاصر و في تطوره الأدبي والسياسي كالكاتب الكبير خوان غويتصوللو الذي يظهر في صورة تعود إلى فترة السبعينيات شابا يافعا بأحد الأحياء الفقيرة بألميريا بمناسبة كتابته عن ظروف البؤس في هذه المدينة على عهد الديكتاتورية ، و صورة الملك الإسباني خوان كارلوس و عقيلته شابين أيضا في قلب حشود من الجماهير المتطلعة للعهد الجديد الذي تلوح ملامحه معهما وصورة الشاب الحالم فيليبي غونزاليس الذي سيصبح فيما بعد رئيسا للوزراء يتوسط عددا من رفاقه . ومن الصور المؤثرة التي يقترحها ألبوم الحرية صور وجوه أندلسية تقرأ باهتمام و دهشة خبر وفاة الديكتاتور فرانكو في الجرائد المعلقة باحد الأكشاك و تقاسيم وجوهها تعلن شكلا غامضا من الحزن المتفائل ، حزن على ما مضى مع هذا الرمز القاتم لفترة من المعاناة وتفاؤل لما سيأتي مع هذا الحدث الذي يدل على انقضاء عهد من الاضطهاد و النضال الشجاع من اجل الحرية . تسرد هذه الصور قصة رحلة كبيرة لشعب يدفع اختباره لقيمة الحرية إلى حدوده القصوى مع جزئيات دالة على حجم هذه التضحيات . واظهر بعضها هجرة الأندلسيين بمحطة القطار في اتجاه بعض البلدان الأوربية كعمال موسميين في فترة جني العنب على عهد الديكتاتورية مع ما تحمله من بؤس وانحباس للآمال . و في مرحلة الانتقال الديمقراطي تظهر إحدى الصور التي اعتبرت رمزا لبوابة الانفتاح عددا من المناضلين اليساريين الشباب متجمعين بحديقة عمومية ذكورا و إناثا يتناولون الجعة و الطعام الساخن ويناقشون بعضهم بعضا بحرية . جيارمو اسكربانو المستشار الثقافي للسفارة الاسبانية بالرباط أكد في تصريح للصحافة على القيمة الفنية لصور المعرض فخلف هذه الأعمال يوجد تاريخ كبير لكن أيضا فنانون كبار ، معتبرا التأريخ للانتقال الذي عرفته إسبانيا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية إحدى أهم قيم هذا المعرض الهام الذي يقترحه معهد سسرفانتس بمراكش. ومن جهتها اعتبرت ماريا دولوريس لوبيز أونامورادو مدير المعهد الإسباني بمراكش افتتاح قاعة المعارض الخاصة بالمعهد مكسبا هاما للبنية الثقافية التي يحتكم إليها معهد سرفانتيس بمراكش وسيسمح بتقديم تجارب متنوعة في مختلف صنوف الفن البصري من تشكيل و فوتوغرافيا و كاليغرافيا و ذلك في أفق ترسيخ تقارب ثقافي و حوار عميق بين الثقافيتين الإسبانية و المغربية. ومعلوم أن مراكش تعيش خلال شهري ماي ويونيو 2009 على إيقاع تظاهرات ثقافية متنوعة في إطار ربيع الاندلس الثقافي الأول الذي ينظمه معهد سرفانتس يالمدينة الحمراء تضم معرضا وورشات و عروض مسرحية وسهرات للفلامنكو.