و سمت ذكرى غارسيا لوركا و شموخه الشعري الحفل الباذخ الذي أهداه معهد سرفانتس بمراكش مساء الجمعة 11 دجنبر 2009 للجمهور الثقافي بالمدينة الحمراء و الذي أحيته فرقة إسبانية شهيرة في فن الفلامنكو. كان لوركا منتصبا على خشبة مسرح دار الثقافة تتموج قصائده بين الضوء الخافت واهتزازات أوتار القيثارة و نشوة الجسد الراقص. و بإيقاع يستوعب تمزق الروح و جرحها الأبدي في تناغم جميل بين العزف وقوة الصوت و بحته المؤثرة التي لا تقاطعها سوى حركات جسد الراقصة الضاج بالخفة و الفتنة و المحمل بكل معاني اللامحتمل و القلق المبدع و مضايق الإحساس التراجيدي الذي يكمن خلف كل عطاء عظيم ، تدفقت أشعار غارسيا لوركا لتكمل تفاصيل مشهد في مستوى روعة مفاجأة قصيدة يتلوها انسياب زمن يحقق أبديته في لحظة عابرة . عرف مانويل دي فايا الفلامنكو بقوله « لا يوجد فن بأروبا أكثر غنى و حيوية من الفلامنكو « ، و كلمة فلامنكو هي أحد الأسماء التي أطلقت على الغجر بإقليم الأندلس ، وظل صوت الغجري حامل هذا الفن وسبب انتشاره . و تتماهى آلة القيتار مع غناء الفلامنكو كالحرارة بالنار ، إنها الآلة المحورية لهذا الفن ، و تؤدي عدة وظائف بموازاة مع الغناء في فضاء صوتي من خلاله يصمم المغني و يدعم غناءه ، و تحفزه على الإلهام بالإضافة لمساعدته على التقاط أنفاسه . معهد سرفانتس بمراكش اقترح بموازاة مع هذه الاحتفالية معرضا فوتوغرافيا عن حياة الكاتب المغربي محمد شكري بقاعة العرض بالمعهد الكائن بشارع محمد الخامس قبالة مكتبة شاطر ، و يمتد إلى غاية 13 يناير 2010.