ليس السر المهني حماية للعاملين الاجتماعيين، ولا هو حق أو امتيازأن لانرد على أسئلة قد يكون بالامكان ان تطرح علينا، بل هو اكراه يضغط على بعض الاشخاص بأن يلزموا الصمت حيال ما يعرفونه او ما يفهمونه بسبب وضعيتهم ،مهنتهم، بسبب و ظيفة او مهمة، من هنا نسمع من يقول: «نحن محميون بالسر المهني» لذلك تأخذ مسألة السر المهني صبغة جد خاصة اليوم». عن السر المهني وما يحيط به يعرض كتاب هذا الموضوع، الذي نقدم بعض خلاصاته، اخلاقيات المهنة لا تملى من خارج المهنة الاخلاقية هي مجموع قواعد السلوك السليم الخاصة بكل مهنة. بامكاننا القول ذلك، انها الالتزامات التي يتخذها اعضاء مهنة فيما بينهم - ضمنيا او بشكل صريح، او اتجاه الزبناء و نظرائهم في المهنة. تشكل القواعد الاخلاقية اذن مجموعة معيارية محددة ذاتيا بمهنة من أجل ضبط سيرها: بطريقة غير مباشرة توطد تلك القواعد وتحمي هذه المهنة تجاه المحيط الخارجي. تتميز القواعد الاخلاقية بكونها مصادق عليها من طرف المهنة، ولا يمكن ان تملي من خارج المهنة. واذا كانت تابعة، احتمالا لجهاز قانوني، فإنها تأخذ بشكل قانوني (مثل مدونة اخلاقية الاطباء او مدونة الممرضين) او مرسوم (مثل مدونة رجال الشرطة)، فإنه سيكون لها طابع عمومي، لكنها قبل ذلك ذات جوهر داخلي. يستعمل مصطلح الاخلاقية اليوم في كل الامور بدل ومكان الاخلاق او قاعدة السلوك. من هنا نميز بين ما يلي: الاخلاق التي هي علم الخير والشر قاعدة السلوك التي تتوقف على مجموعة من القواعد يتزود بها كل شخص صراحة او ضمنيا لتوجيه تصرفه اليومي التنظيم الداخلي وقاعدة سلوك خاصة بمصلحة، تستعمل هذه العبارة كثيرا في الحقل الطبي( توجه فريقا مكونا من مهنيين الى تبني قواعد اللعب المطبقة في المصلحة،ثم القانون بالطبع الذي هو نفسه متعدد: القانون المدني )الذي يضبط العلائق بين الافراد، خاصة لزوم جبر الضرر الحاصل، القانون الجنائي الذي يضع سلسلة من الممنوعات (التي يعاقب عليها القانون) قانون الشغل الذي ينظم علاقات الاجراء والمشغلين ليست قواعد الاخلاقيات فقط ضميرية او معنوية، يمكن ان تكون تقنية. وعلى اي حال، فهي تستند الى المرجعيات الاخلاقية من خلال قواعد الاخلاقيات التي يحددونها، يرسون ممنوعات وبصفة اعم ينخرطون في سلسلة من الالتزامات في مواجهة وضعية معينة او مشكلا معينا، يلتزم هؤلاء الذين يعتبرون انفسهم كمهنيين بسلوك معين او يمنعون ويحرمون على انفسهم موقفا ما. من المهم الكشف للتو أن هذه الالتزامات يجب ان تكون مطابقة للقانون. ليس واردا ولو للحظة واحدة، ادنى قاعدة من هذه القواعد مناقصة للقانون الجنائي. للقانون المدني او لقانون الشغل. في الحالات الاحسن ستكون الالتزامات. التي ينخرط فيها المهنيون اكثر صرامة. وعلى العموم، فإن قواعد الاخلاقيات تساهم في تنوير او في تحقيق القانون. بالنهاية، سيتوجب ان يكون الفعل المهني - حتى لا يطرح مشكلا مطابقا. - للقانون في مختلف أبعاده -لاخلاقيات المهنيين المعنيين -للقواعد المعلنة من طرف المصلحة التي ينتمون اليها - للضمير الذي هو فردي في غياب احد هذه الشروط، ستحدث صعوبة، مثلا ان الممارسة ستكون مطابقة للقانون او للتعليمات المأمور بها، لكنها لن ترضي المهنيين بالنظر الى قاعدة سلوكه الخاص او لاخلاقيته، من ثم يتوجب عليه استخلاص العبر، على العكس من ذلك يمكنه وضع عقد مهني مجدد وبالتالي «خارج القانون». ظاهريا يتعلق الأمر بغض النظر عن القانون بتقديم مجموعة من المياسيم للمهنيين لتوجيه بعضهم بخصوص مواقف صعبة. من جهة أخرى يجب أن تتضمن المدونات، انشغال المهنيين بمنح مياسيم لنظرائهم ضمن سياق للتدخل اكثر تعقيدا على الصعيد التقني والسياسي مما كان عليه الامر في السابق. فالقانون لا يقدم جوابا عن كل شيء. انه يحدد خطوطا عامة. بالنظر الى المكانة التي يتبوأها في فترة ازمة مجتمع عميقة بشكل خاص. فانه ليس بامكان العمل الاجتماعي ان يشد عن فكرة التأمل في الاخلاقية. فقواعد اخلاقيات المهنة تؤدي على الاهداف التي ينبغي تحديدها والاجراءات التي تفرض نفسها للخروج بالحل غير المكتوب للمشكل. في الواقع أن نصا متعلقا بأخلاقيات المهنة يذهب لماهو أبعد. فهو مناسبة لتأكيد هوية مهنية إزاء المستعملين او الرأي العام، ولكن كذلك ازاء المشغلين العموميين او الخواص الذين يمكن أن يرغبوا في هذا السلوك أو ذاك، مع ذلك لا تكمن اهمية سعي اخلاقي في الشق الردئ وان كان يندرج في الانضباط الذاتي. لا تسعى مدونة للاخلاقيات إلى أن تكون اداة ردعية تجاه العاملين الاجتماعيين. بل وثيقة ستساهم في عرض خبرة وحسن تدبير. مجموعة من الالتزامات تم اتخاذها من طرف مهنة. على العكس من ذلك، قد لن يتوجب اعتبار هذه الوثيقة كمتراس قد يكون بالإمكان الاختفاء وراءه لإنكار المسؤولية. مدونة أخلاقية المهنة لن تكون أبدا تأمينيا على جميع المخاطر. لقد تمكنت مهن اخرى من الاستفادة من مدونة الاخلاقيات، لماذا لا تستفيد منها المهن الاجتماعية؟ فخلافا لبعض المظاهر، يمكن للعمل الاجتماعي اكثر من اي وقت مضى ان يتوافق مع الحرية، والحرية مع المسؤولية، فان لا نكون مسؤولين يعني اننا لسنا احرارا. ليست القواعد بخصوص السر المهني تلجم العمل الاجتماعي، كما ان مدونة اخلاقيات المهنة لا تقدم اجابة لكل المشاكل، على الاقل ستساهم في الإحاطة بعناصر الإجابة الواجب تقديمها. هامش 1) كتاب le secret professionnel en travail social لمؤلفيه جان بيرر روزانرفيغ، بيير فيفردي، 160 صفحة.