أضحت الحالة الصحية للإثيوبي محمد بنيام، المعتقل بغونتانامو والذي يتهم المغرب بتعذيبه طيلة عام ونصف، حرجة للغاية، وذلك عقب دخوله في إضراب عن الطعام منذ الخامس من يناير الماضي. وذكر المحامي العسكري الأمريكي، الكولونيل «إيفون برادلي»، أنه زار بنيام (38 سنة) الأسبوع الماضي في زنزانته الإنفرادية، وراعه مشهد السجين الذي لم يعد سوى كتلة من عظام يغلفها الجلد. وأضاف أن بنيام انهار عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية. وتسعى السلطات الأمريكية جاهدة لتجنب الزوبعة الكبيرة التي قد تثيرها وفاة المعتقل بنيام، الأثيوبي الأصل والحاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا، حيث تجري التحضيرات لإطلاق سراحه، غير أن المحامي «إيفون برادلي» لم يخف تخوفه من أن مغادرة بنيام لمعتقل غوانتنامو لن تتم إلا وهو في صندوق الموتى. ورغم أن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما أعلن قرار إغلاق معتقل غوانتنامو في ظرف سنة، إلا أن هذا الأمر لم يرق بنيام الذي قرر بدوره مواصلة الإضراب عن الطعام، رافضا قضاء سنة أخرى تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي. ومن جانبه، أكد المحامي البريطاني «كليف ستافورد سميث» أن قرار أوباما إغلاق المعتقل لم يكن له أي تأثير على ظروف اعتقال موكله، إذ لا يزال ممنوعا من التوصل برسائل ذويه وأصدقائه والمتضامنين معه. وبغض النظر عن إطلاق سراح بنيام الوشيك، يضيف «ستافورد»، فإن المحكمة العليا البريطانيا ستصدر في الوقت ذاته قرارا من شأنه أن يفرض على الحكومة البريطانية تسليم وثائق تؤكد خضوع بنيام للتعذيب في المغرب. وسبق للمحامي كليف ستافورد سميث أن صرح عقب إحدى زياراته لبنيام بأن هذا الأخير كشف له بأن التعذيب الذي تعرض له في المغرب لم يكن جسديا فحسب، بل نفسيا أيضا، إذ كان يتم تقييد يديه ووضع سماعات على أذنيه اللتين تخترقهما موسيقى صاخبة لفرقتي «Meat Loaf» و«Aerosmith»، ويستمر الأمر كذلك طيلة أيام عدة. وكان بنيام قد ولد في إثيوبيا وتوجه إلى المملكة المتحدة، حيث تمكن من الحصول على اللجوء السياسي سنة 1994، وقضى في لندن سبع سنوات. وفي 2002 اعتقله أمن الحدود الباكستاني بمطار العاصمة كاراتشي عندما كان يهم بالعودة إلى بريطانيا، وقبل ذلك الحين، كانت السلطات الأمريكية قد أصدرت مذكرة بحث عنه بتهمة التخطيط لتفجير مركب سكني في الولاياتالمتحدة. وفي يوليوز 2002، تم نقل بنيام إلى المغرب، مرورا بقاعدة دييغو غارسيا التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي، قبل أن يتم التوجه به في يناير 2004 إلى «السجن الأسود» بأفغانستان ومن هناك إلى غوانتانامو.