الانتصار العريض الذي حققه الفريق العسكري، في الدور التمهيدي وضد فريق سبورتينغ برايا (1/6) لم يكن كافيا لاستمالة الجمهور العسكري، الذي يظهر أنه لم ينس بعد الهزيمة ضد النادي الإفريقي بفاس، والهزيمة ضد الرجاء بالبيضاء، خوفاً من إعادة سيناريو السنة الماضية. كان هدف العسكريين الأول هو تسجيل أكبر عدد من الأهداف، ولذلك كان الضغط منذ البداية، الشيء الذي أعطى أول الأهداف في الدقيقة الثانية بواسطة العلاوي، من ضربة جزاء. وإذا كان الهدف قد أثار الغبار المترسب على الشباك، فإنه لم يشفع للفريق في انتزاع دعم الجمهور الذي ظل ثابتا على موقفه الغاضب من فريقه، وليس أدل على ذلك، عدده القليل الذي حج الى مركب الأمير مولاي عبد الله. وحتى لا يجاري فريق برايا الفريق العسكري في لعبه اعتمد إيقاعاً رتيباً بالارتكاز الى الوراء، مع تكسير اللعب، والاحتفاظ بالكرة، الشيء الذي جعل المباراة تعرف اتجاها واحداً هو اتجاه الحارس سييي. إلا أن تسرع العسكريين، والضغط النفسي جعلهم يضيعون الكثير من الفرص بواسطة كل من القديوي، مديحي، لمناصفي، العلاوي، وبندريس من كرات ثابتة. وبينما كان الشوط الأول يسير نحو النهاية، يعلن الحكم التونسي مونصيب عن ضربة جزاء ثانية لصالح العسكريين، نفذها بنجاح العلاوي في الدقيقة 41، ليعزز تقدم فريقه بهدف ثان. الشوط الثاني، ابتدأ باحتجاج قوي، على الحكم التونسي بعد طرده للاعب بوبكار، في الدقيقة 46 بعد اعتدائه على اللاعب العلاوي. هذا الطرد خلق تحولا كبيراً في صفوف برايا، الذي فقد ضابطاً مهماً في إيقاع الدفاع وتحركاته، الشيء الذي جعل المدافع خوصي بيدرو يكسر تطبيق الشرود الخطي، الذي انتهجه فريق برايا، مما جعل المهاجمين العسكريين يستغلونه، سواء بالتوغل بواسطة ثنائيات ذكية (القديوي/ العلاوي (العلاوي/ لمناصفي) (القديوي/ مديحي) أو بواسطة الضغط من وسط الميدان، أو التسديد من بعيد بواسطة أوشلا، وبن ادريس، ولمساسي. الضغط أعطى أكله في الدقيقة 56 بواسطة العلاوي الذي يسجل ثالث أهدافه في اللقاء بعد تمريرة رائعة من لمناصفي، قبل أن يضيف القديوي الهدف الرابع بعد توغل رائع لمديحي الذي خلف وراءه لاعبين، ساقطين أرضاً، وليمد القديوي بسخاء بكرة في الدقيقة 63 كانت نهايتها الشباك. بعد ذلك بدقيقتين، الراقي يسدد بقوة ويوقع الهدف الخامس للجيش الملكي قبل أن يختتم مهرجان الأهداف العسكري بهدف سادس في الدقيقة 74 بواسطة لمساسي. بين الأهداف ضاعت الكثير من المحاولات، فصدت العارضة بعضاً منها، وانبرى للآخر الحارس سييى الحاجي، وبعيداً عن المتوقع، وفي الوقت بدل الضائع، يسجل فال في شباك الجرموني هدف الشرف. تصريح فاخر مدرب الجيش الملكي استحضرنا جيدا إقصاءنا من طرف فريق برايا خلال السنة الماضية، بعد انتصارنا هنا بثلاثة أهداف، لذلك ركزنا على الانتصار بأكبر حصة ممكنة، حتى لا نفاجأ في الإياب. الانتصار إن كان كبيراً، إلا أنه كان أمام فريق متواضع جداً، فريق جاء ليدافع فقط. وبخصوص غضب الجمهور على الفريق العسكري، أقول وبصراحة إن من حقه ذلك، خصوصا بعد النتائج السلبية التي حصدناها، خلال المباريات السابقة، والتي فيها تراجع الفريق العسكري. وأنا أرجع هذا الى مشاركة ثمانية لاعبين من فريق الجيش الملكي صحبة المنتخب المحلي، إضافة الى مباريات كأس شمال إفريقيا التي لم تكن مبرمجة، وهذا كان له وقعه على أداء اللاعبين (أداء أعطاب). أقول مرة أخرى بأن البرمجة ليست في صالحنا، فنحن بعد مباراة الإياب ضد برايا، سننزل بالمركب الرياضي لمقابلة جمعية سلا، إنها أشياء غير معقولة. تصريح كاردوصو مدرب فريق برايا تأثرنا كثيراً بقرارات الحكم التونسي من خلال إعلانه عن ضربة جزاء في بداية المباراة، ونهاية الشوط الأول، إضافة إلى طرد المدافع بوبكار. هذه العوامل كلها بعثرت نهجنا التكتيكي، فيما يخص النتيجة، اعترف بأنها قوية جداً، وما يجب القيام به، هو التهييء النفسي للاعبي فريق برايا، خلال مباراة الإياب، إعادة سيناريو السنة الماضية، لا يجب الحديث عنه الآن، لأن ذلك سيعرف من خلال الأجواء التي ستمر فيها المباراة.