تعرف الخزينة العامة بالمدينة في الأيام الأخيرة من كل شهر ازدحاما كبيرا واكتظاظا لافتا للنظر أمام شبابيك الأداء، حيث يقصدها المتقاعدون من كل جهات ولاية الدارالبيضاء ، يشكلون طابورا طويلا، مما يجعل عملية تسليمهم مستحقاتهم تتم بشكل بطيء، علما بأن ثلاثة موظفين فقط، يقول بعض المتقاعدين ، يتكلفون ب «خدمة» هذا العدد الكبير ! صباح يوم الاثنين الماضي 26 يناير الجاري، شهدت الخزينة العامة ازدحاما كبيرا على الشبابيك ، والأمر الذي زاد الوضع تأزما بشكل كبير هو مغادرة أحد الموظفين الثلاثة لمقعده حيث تأخر كثيرا في عودته، وطال صبر المتقاعدين مما حدا بالبعض منهم إلى أخذ المبادرة والبحث عن مدير الخزينة لطرح الموضوع معه. وفعلا تم الاتصال بالمدير الذي تفهم ظروفهم واحتجاجاتهم ، فعمل على بذل مجهودات ملموسة خففت من درجة المعاناة واستحسنها المعنيون . إن جل المتقاعدين يعانون من كثرة الانتظار كلما توجهوا لقضاء مصلحة ما، خصوصا في آخر كل شهر، سواء حجوا الى الخزينة العامة أو قصدوا بعض مراكز البريد، إذا كان لديهم حساب بريدي، هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم لايستحقون مثل هذا التعامل، الذي يجسده طول الانتظار الذي يفقد معه الشاب، الذي في مقتبل العمر برودة أعصابه، فبالأحرى كبار السن ، الذين قضوا الجزء الأكبر من مراحل حياتهم في الكد والعمل، وينتظرون نهاية الشهر ، على أحر من الجمر ، للحصول على « دريهمات معدودات » لاتكفيهم حتى لسد مصاريف أسبوع واحد ، ومن ثم لاينبغي أن تزيدهم الطوابير الطويلة إحساسا آخر ب«عدم الاهتمام أوالإقصاء »!