ليست الصورة المرفقة لإحدى القنصليات الأوروبية بالمغرب، بل إنه طابور طويل لمتقاعدين أفنوا زهرة شبابهم خدمة لهذا الوطن، فمنهم جنود وموظفو الإدارات العمومية على اختلاف أنواعها: فابتداء من 18 من كل شهر يصطف هؤلاء المتقاعدون أمام مبنى الخزينة الإقليمية ببني ملال بانتظار صرف معاشاتهم، فيضطرون لكثرة عددهم من جهة، وبطء مسطرة الصرف من جهة أخرى إلى المبيت ليلتين في بعض الأحيان يفترشون خلالها الكارطون، مع العلم أن أغلبهم إن لم نقل كلهم رجالا ونساء في حالات صحية لا يقوون معها على الوقوف أو الانتظار ولو دقائق معدودات، فما بالك بليال طوال صيفا وشتاء أمام هذا المبنى دون أن تعطى لهم أدنى خدمة لتحسيسهم بأنهم ما يزالون أبناء هذا الوطن، ويستحقون العناية والشكر على ما قدموا من خدمات جليلة. وصرح أحد المتقاعدين من البريد ل التجديد أنه تقدم بطلب تحويل معاشه إلى حساب بريدي منذ 18 يناير 2002 ولم يبت فيه إلى حد الآن! واشتكى أحد المتقاعدين من القوات المساعدة من إحالته ومجموعة من زملائه على الخزينة الإقليمية بعدما كانوا يصرفون معاشاتهم من القباضة. نائب الخزين الجهوي من جهته ألقى بالمسؤولية على الصندوق المغربي للتقاعد، ولخص مهمة الخزينة الإقليمية في صرف المعاشات فقط، والقيام بدور ساعي البريد. وعزى الازدحام الكثيف إلى تفضيل المتقاعدين صرف معاشاتهم ببني ملال عوض التوجه إلى أزيلال، وأفورار، والقصيبة، واويزغت...إلخ حيث توجد شبابيك مخصصة لهذا الغرض. البعزاوي حسن