أصبح بإمكان متقاعدي الصندوق المهني المغربي للتقاعد استخلاص معاشاتهم عبر بطاقة بنكية ابتداء من الشهر القادم، حيث وقع البنك الشعبي المركزي والصندوق المهني المغربي للتقاعد يوم أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، على اتفاقية تعاون من أجل تحديد الإجراءات الخاصة بتسديد معاشات التقاعد بواسطة بطاقة بنكية أطلق عليها اسم «راحتي» . وفي هذا الصدد، أكد محمد بنشعبون، الرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي، أنه بموجب هذه الاتفاقية سيتقاضى المتقاعدون المنضوون تحت الصندوق المهني المغربي للتقاعد غير المستبنكين معاشاتهم عبر بطاقة «راحتي»، وهي بطاقة بنكية معمول بها في ما بين البنوك، وتحمل شعاري الشريكين، وتسمح لحاملها بالحصول على معاشه على الفور وبدون أجل، مباشرة بعد عملية الإصدار لدى كافة الشبابيك الأوتوماتيكية للقطاع البنكي. وأضاف أن البنك الشعبي يستهدف من هذه العملية استبناك 40 ألف متقاعد خلال مدة سنتين، أما عن مزايا البطاقة الجديدة، فصرح بنشعبون بأن المتقاعد أصبح بإمكانه سحب معاشه في أي وقت يريد وطيلة أيام الأسبوع من شبكة تضم 760 وكالة بنكية للبنك الشعبي وأكثر من 850 شباكا أوتوماتيكيا تابعا للمجموعة، كما بإمكانه سحب معاشه من مختلف الشبابيك الأوتوماتيكية لباقي البنوك المغربية، لكن على أساس تحمل نفقات إضافية، عكس السحب من شبابيك البنك الشعبي التي لن تكلف المتقاعد أكثر من 6 دراهم في الشهر، وهي أقل تكلفة للبطائق البنكية بالمغرب، يضيف بنشعبون. ومن المزايا الإضافية ل «راحتي» كذلك إمكانية تسديد فواتير الهاتف والأنترنيت الخاصة باتصالات المغرب، وتعبئة الهاتف المحمول لشركتي ميديتل واتصالات المغرب، وتسديد فواتير الماء والكهرباء المستخلصة من شركة «ليدك»، كما يمكن للمتقاعد شراء حاجياته عبر البطاقة البنكية في المحلات والمتاجر الكبرى التي تتوفر على الآلات الإلكترونية الخاصة بقراءة بطائق «مركز النقديات» «سي.إم.إي» . من جانب آخر، أكد خالد شدادي، الرئيس المدير العام للصندوق المهني المغربي للتقاعد، أن بطاقة «راحتي» ستستخدم كدعامة لإثبات حياة المتقاعدين والتأكد منها عبر مناهج متجددة تضمنها الوكالات البنكية التابعة لشبكة مجموعة البنك الشعبي، حيث سيعفى المتقاعد من عناء الذهاب كل 3 أشهر إلى الجماعة أو المقاطعة من أجل جلب وثيقة «شهادة الحياة» وتقديمها إلى إدارة الصندوق المهني المغربي للتقاعد، ذلك أنه أصبح مطالبا الآن بالذهاب إلى أي وكالة بنكية تابعة لمجموعة البنك الشعبي وتقديم بطاقة «راحتي» مرفوقة ببطاقة التعريف الوطنية للاستفادة من مزايا البطاقة البنكية واستخلاص تقاعده. وأضاف أن «بطاقة راحتي» ستسمح ب «تحقيق مكتسبات جوهرية من حيث زمن المعاملات والتكلفة المادية، مما يعود بفائدة كبيرة على مستوى خدمات الصندوق المهني المغربي للتقاعد وعلى متقاعديه على حد سواء، وأن العمل بهذه الوسيلة الجديدة للأداء الإلكتروني يشكل خطوة جديدة نحو تحديث الخدمات المقدمة إلى المواطنين ونحو استبناك مختلف الشرائح الاجتماعية» . وكان الصندوق المهني المغربي للتقاعد، الذي ينخرط فيه أكثر من 120 ألف متقاعد ويوزع 2.5 مليار درهم في السنة كنفقات للمتقاعدين، قد تقدم في شهر يوليوز 2008 بطلب عروض للأبناك المغربية من أجل اقتراح حلول لتسديد معاشات التقاعد بواسطة بطاقات بنكية، تأخذ بعين الاعتبار تحديث المناهج المرتبطة بإثبات حياة المتقاعدين، ويدخل ذلك في إطار برنامجه للجودة 2008-2010، حيث جعل الصندوق من استعمال الأداء الإلكتروني دعامة أساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة إلى المتقاعدين المنخرطين بالصندوق. وجوابا عن طلب العروض هذا، أكد شدادي أن البنك الشعبي اقترح حلا متميزا يرتكز على استعمال بطاقات بنكية قابلة للتعبئة، ويستجيب للأهداف المتوخاة من لدن الصندوق المهني المغربي للتقاعد، بحيث يمكن هذا الحل من ترشيد تكاليف معالجة المعاشات وتدبير المتقاعدين وخفض الآجال الخاصة بتنفيذ أوامر تسديد المعاشات ثم تحفيز إدماج المتقاعدين غير المستبنكين في النظام المالي.