ما هي هوية صفحة «الوسيط»؟ هل هي صفحة لا تخضع لرقابة هيأة التحرير؟ هل هي صفحة مستقلة؟ هل هي صفحة خاصة بالقراء؟من هو الوسيط؟ ما هو دوره؟ تلك بعض الأسئلة التي وردت على العنوان الإلكتروني للصفحة والتي أمْلَت علينا -تجاوبا مع انتظارات القراء- ضرورة إعطاء فكرة عن «الوسيط» ودوره و عن الصفحة و أهدافها. فالوسيط ، تاريخيا ، شخص كانت مهمته تلقي الشكاوي و المطالب -التي لم تجد حلولا لها من خلال القنوات الرسمية- من عموم الشعب، على أن يعرضها على أعلى مسؤول في القطاع المشتكى منه.و يمكن للوسيط أن يكون في الحكومات أو المستشفيات أو الجامعات أو غيرها... و قد عُيِّن أول وسيط -بهذا المعنى- في التاريخ في بداية القرن التاسع عشر(1809) في السويد لتلقي شكايات المواطنين من الحكومة و البرلمان، وللقيام بمهمته باستقلال وحياد مُنحت لمنصبه هذا مكانة معنوية و رمزية لا تجعله خاضعا لأي من هاتين السلطتين، علما أن اجتهاداته و اقتراحاته لا تملك سلطة النفاذ، بل لا تتعدى سقف التوصية. وعلى غرار الحكومات والمؤسسات ، سلكت وسائل الإعلام نفس المنحى، فأنشأت مؤسسة الوسيط الإعلامي. و كان أول وسيط إعلامي-بالمعنى الحصري لهذه الكلمة- هو الذي تم تعيينه في الولاياتالمتحدة في يونيه 1967(صحيفة لويزفيل-كنتاكي) ثم تلاه أول وسيط في كندا سنة 1972 (تورنتو ستار) ثم انتشر الوسطاء في المجال الصحفي منذ ذلك الوقت ليطالوا العديد من الدول في أوربا و آسيا و أمريكا اللاتنية. وفي هذا السياق ومواكبة للتطور المهني جاءت فكرة إنشاء صفحة «الوسيط» بجريدة الاتحاد الاشتراكي؛ و هي صفحة تتلقى آراء القراء في المنتوج الذي يؤدون ثمنه أي الجريدة و انتقاداتهم له و شكاويهم منه. كما أنها صفحة تتحقق من دقة التغطيات الإخبارية و نزاهتها و توازنها، و كذا عدم مجانبة التعاليق و الآراء الواردة في الجريدة للمبادئ العامة لميثاق التحرير و لقواعد المهنة و أخلاقها. من هنا فإن الصفحة المفتوحة أساسا للقراء، لا تنشر سوى الآراء و المقالات التي تتخذ من الجريدة ،شكلا و مضمونا، موضوعا لها ، و هي بذلك تهدف إلى خلق علاقة تفاعلية بين الجريدة و قرائها من أجل غاية سامية مشتركة هي تطوير الجريدة مهنيا و تقديم سلعة جيدة للقارئ الزبون.