في رسالة إلكترونية قصيرة توصلت بها صفحة «الوسيط» تحت عنوان «اقتراح» يقول القارئ زعازر (ليعذرنا إن لم نقرأ إسمه كما يجب) «ماذا لو قمتم بإجراء حوارات مع جميع الأمناء العامين لأحزاب اليسار بالمغرب من أجل فتح حوار حول مختلف القضايا الراهنة» والرسالة رغم قِصرها إلا أنها بليغة و دالة؛ فهي من جهة تعكس اهتمام شريحة من القراء بالشأن السياسي الوطني و بما تمور به الساحة السياسية من تطورات، سواء منها تلك التي تستشرف المستقبل أفقا و ترنو إلى اللحاق بركاب الدمقراطية و التقدم، أو تلك التي ترى في الماضي منتهى طموحاتها فتحاول جاهدة كبح التطور الطبيعي بكل ما أوتيت من جهد محاوِلةً -ضدا على ناموس الطبيعة- إعادة المياه الجارية إلى منبعها. وهي - أي الرسالة - من جهة ثانية تعبر عن رغبة هذه الشريحة في التعرف على آراء ومواقف اليسار تحديدا، من القضايا الوطنية والسياسية والفكرية والأيديولوجية؛ لأن اليسار كان دائما في مقدمة النضال الوطني من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان و حرياته و من أجل تحديث الدولة وعصرنتها، و لعل ما تحقق من هامش للحريات في الآونة الأخيرة يعود الفضل فيه إلى نضالات وتضحيات اليسار بمختلف مكوناته. و لعلى لن أضيف جديدا إذا قلت أن من المهام الرئيسية للإعلام عموما في بلد نامٍ يتطلع للمستقبل كبلدنا، هو نشر الثقافة السياسية و توصيل الآراء و المواقف السياسية المختلفة إلى عموم المواطنين، حتى يتمكنوا من الاختيار الصائب والمتجرد و المناسب لهم. ومن هنا فإن الإعلام الاتحادي - الذي تمثل جريدة «الاتحاد الاشتراكي» جزءا منه - أولى بأن يقوم بهذا الدور الإشعاعي والتنويري، خاصة أن الحزب الذي تُعَدُّ الجريدة لسان حاله، يحمل لواء وحدة اليسار و يمثل النواة الصلبة والحاضنة الطبيعية لأي تحالف أو تكتل محتمل لليسار بالمغرب.. والاهتمام بمختلف فصائل اليسار من طرف الإعلام الاتحادي ليس طارئا أو مستغربا إن حدث اليوم ، فقد سبق لجريدتنا في أواخر سنة 2000 (فسحة رمضان تحديداً) أن فتحت صفحاتها لملف من إعداد الزميلين لحسن العسبي و الصافي الناصري لمتابعة ومعالجة تجربة أقصى اليسار، و هي المعالجة التي أَثْرَت النقاش الوطني حول اليسار بصفة عامة وعلاقة الاشتراكية والدمقراطية ، كما أثارت عدة ردود فعل حول تجربة أقصى اليسار من طرف فاعلين ومناضلين من هذا التيار. لهذا فإن اقتراح القارئ الكريم، بفتح صفحات جريدتنا للأمناء العامين لأحزاب اليسار المغربي فكرة محمودة قد تتجسد بالشكل الذي اقترحه القارئ أو بشكل مُغاير؛ فلجميع قوى اليسار، قادة ومناضلين، في الاتحاد الاشتراكي منبر كبير يحضنهم و يرحب بهم ولربما في هذا أيضا بعض من تفعيل توصيات المؤتمر الأخير للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي دعى إلى توحيد العائلة اليسارية والإشتراكية بالمغرب.