لا تتعدى الحوارات الصحافية التي أدلى بها الملك محمد السادس ثلاثة إلى أربعة على أقصى تقدير، وهو ما لا يستوجب المقارنة مع «الآلة الإعلامية الكاسحة» للملك الراحل الحسن الثاني. وبعملية حسابية نجد أن الملك الحالي استقبل ثمانية منابر إعلامية على الأقل خلال عشر سنوات من حكمه، أي بمعدل حوار واحد في السنة، فخلال السنوات الماضية تقاطر صحافيون أمريكيون وفرنسيون وإسبان على الإقامات الملكية في الرباط ومراكش وورزازات. بالنسبة إلى جميع الصحافيين الذي حظوا بنيل حوار مع محمد السادس فإن ذلك يشكل «تجربة مهنية وإنسانية لا يمكن نسيانها». وهذا أمر طبيعي، لأن غالبية هؤلاء جاؤوا لمقابلة رجل خجول وانطوائي، وبعد دقائق من الحوار يخرجون منبهرين بالبساطة التي يستقبل بها الملك ضيوفه، كما يقول هؤلاء أنفسهم. ويتذكر الصحافي الإسباني إغناثيو صيمبريرو من يومية «إيل باييس» الذي حظي بآخر حوار مع الملك في يونيو 2005 قائلا: «لقد تم استقبالنا، مدير الجريدة وأنا، بكل بساطة في الإقامة الملكية بورزازات، وما أثارنا حقا هو البساطة وغياب البروتوكول، فالملك لم يجعلنا ننتظر طويلا وحضر بدون إعلام سابق، وتم إجراء الحوار في الحديقة»، ويتابع صيمبريرو: «عندما يستقبلك شخص ذو أهمية، والملك محمد السادس له أهمية في أعين الإسبان، فإنه يسجل سلفا نقطة لصالحه، أما عندما يقوم بذلك بنوع من البساطة وبدون جلبة فإنه يسجل نقطة ثانية». بالرغم من ذلك يطرح التساؤل حول ندرة الحوارات الصحافية التي يعطيها الملك وعدم استقباله للكثير من الصحافيين المغاربة والأجانب، وهو تساؤل يستحق أن يطرح لأن الحصول على هذا «الامتياز» يتطلب تحمل البطء الملازم للبروتوكول. فإن كان الحصول على حوار صحافي مع الملك يتلخص فقط في إيداع طلب بذلك أمام الديوان الملكي فإن الرد سيتأخر كثيرا، وفي أغلب الأحيان لن يأتي، ويقول مصدر من القصر الملكي: «يستقبل الديوان الملكي أزيد من مائة طلب في السنة، ويستحيل الرد عليها جميعها، ولا توجد معايير محددة للبت في تلك الطلبات، لأن منح حوار صحافي يخضع حصريا لتقدير الملك شخصيا». الملك الهادئ في يونيو 2000، وبشكل لم يكن متوقعا، منح الملك أول حوار صحافي للمجلة الأمريكية الشهيرة «تايم»، وكان ذلك قبل أقل من عام من توليه الحكم. لقد كان الملك آنذاك يمثل الجيل الجديد من القيادات في العالم العربي «المرتبطة بقيم الانفتاح وتقديم الحساب»، كما كتب وقتها سكوت ماكلود، مدير مكتب المجلة في القاهرة الذي أجرى الحوار. وقد حظي الصحافي الأمريكي بمعاملة خاصة من الملك، وليس فقط بالحوار، حيث أقام عدة أيام برفقة زوجته وأبنائه بالقصر الملكي ورافق الملك في عدة جولات داخل المملكة. جرى الحوار في ثلاث جولات، الأولى تمت خلال حصة لرياضة المشي البطيء في وقت متأخر من الليل بمراكش، ويروي ماكلود: «اتجه الملك ناحيتي داخل القصر بدون إحداث أي صوت تقريبا، وبعد مدخل قصير ومصافحة ابتسم ودخل رأسا في الموضوع قائلا: «لنبدأ؟»، لكن الحوار لم يتم وكان يجب الانتظار قليلا، فقد كان الملك يرتدي لباسا رياضيا وحذاء من نوع «نايك». وقبل أن يبدأ الصحافي في طرح أسئلته دعي إلى مشاركة الملك رياضة المشي. أما الجزء الثاني من الحوار فقد جرى في أكادير «في جو هادئ بدون ربطة عنق أو طقوس» كما يقول الصحافي. ومن خلال ذلك الحوار والتقديم الذي رافقه عرفنا أن الملك يهوى الموسيقى ورياضة كمال الأجسام وأن لديه الثقة في نفسه مع الحفاظ على تواضعه. وحسب ماكلود فإن الملك يوفق بين الرؤية الاستراتيجية، التي يتصف بها رجال الدولة، وبين القاموس العادي لرجل الشارع، ويختم قائلا: «لكنه من جميع النواحي يثير الدهشة». أما الجزء الثالث والأخير من الحوار فقد جرى، كما لو أريد بذلك التذكير بعادة أمريكية، على متن الطائرة الملكية في طريق العودة من أكادير إلى الرباط. لقد تم إرساء الصورة الإنسانية للملك بشكل نهائي، من خلال الحوار، وكهدية إضافية تم نشر صورة كبيرة للملك على غلاف المجلة الأكثر تأثيرا في العالم، واقفا إلى جانب كرسي العرش، وهكذا جال عنوان المجلة «الملك الهادئ» جميع أصقاع المعمور. الصحافي الإسباني صيمبريرو يرى أن الملك محمد السادس «بسيط، مباشر، محبوب، ولكنه ليس مسترخيا تماما، إنه لا يستقبل الصحافيين إلا في مناسبات نادرة، ولذلك فإنه ليس معتادا على حضورنا. لقد كان يريد توجيه رسالة معينة، وهذا يتطلب درجة من الإقناع والتركيز». وماذا عن التلفزيون؟ بين الحوارين الصحافيين مع كل من «تايم» و«إيل باييس» حل الملك محمد السادس ضيفا على منابر إعلامية أخرى، فرنسية على الخصوص، مثلما حصل مع يومية «لوفيغارو» ومع مجلة «باري ماتش». في كلا الحوارين كانت صورة الملك الذي يتحكم في الملفات، سواء الوطنية أو الدولية، هي الأكثر ظهورا، ويقول مصدر مطلع: «إن الصحافة الفرنسية ترى في ملك المغرب المحاور الرئيسي، ليس فقط لفهم الرهانات المرتبطة بالبلاد، بل كذلك كل ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي». وخلال هذين اللقائين فإن التأثير الشخصي للملك وجو الترحاب هما اللذان كانا يثيران الانتباه أكثر، ولم تكن تلك الصورة بعيدة عن تلك التي كان الحسن الثاني يثيرها لدى محاوريه. نفس الأمر عندما تحاور الملك مع الصحافيين العرب، كما حصل عام 2001 في الحوار الذي منحه ليومية «الشرق الأوسط» اللندنية وعام 2002 عندما استقبل الملك أربعة صحافيين من منابر لبنانية، عشية انعقاد القمة العربية في بيروت. ففي مواجهة محاوريه لم يرتد الملك قفازات لكي ينتقد أوروبا لأنها ترى في كل مواطن مغاربي إرهابيا مفترضا، أو لكي يعبر عن رضاه على الدعم المالي الأمريكي للمغرب، كما اتهم الجزائر بأنها سبب استمرار نزاع الصحراء، وانتقد الاجتماعات بين زعماء الدول العربية التي لا تكون سوى ساحات للمنافسة لمعرفة ما سيتحدث بشكل أقوى من الآخرين. وفي الحوارين ذهب إلى أبعد عندما وجه التحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بسبب «حس الدعابة»، كما أكد أنه غير قادر على القيام بكل شيء. غير أن محمد السادس لم يتحدث إلا للمنابر الإعلامية المكتوبة، ولذا سنظل بعيدين عن تلك المناورات التلفزيونية التي كان يتصدى لها الحسن الثاني مباشرة في مواجهة أعتى «المستجوبين» الفرنسيين، لكن أحد المحللين يقول إن ذلك «مرتبط بشخصية الملك محمد السادس الذي يفضل العمل، ويرى أن التواصل يعني الإخبار وليس المجادلة، كما أن للأمر علاقة بالعصر وبالتغيرات الحقيقية التي حصلت في صورة زعماء الدول، وحتى نفهم هذا جيدا، لنعترف بأنه حتى ساركوزي، الذي يزبد ويرغد في الكلام، سيكون في درجة أقل أمام دوغول مثلا أو ميتران». أين الصحافة الوطنية؟ لكن الملك محمد السادس لا يزال حتى الآن يغلق أبوابه في وجه الصحافة المغربية، الاستثناءان الوحيدان في هذا الإطار هما الحوار الذي منحه الملك للصحافي المغربي المقيم في فرنسا حكيم غيساسي، ولكن لفائدة المجلة الباريسية «المدينة»، والصور التي حظيت مجلتان نسائيتان من الدارالبيضاء بالتقاطها، ويقول مصدر مقرب من القصر الملكي «الحوارات الصحافية هي طريقة في توجيه رسائل على المستوى الدولي أو إلى الرأي العام الوطني الذي يقابله عنوان محدد، وبالنسبة إلى المغرب فإن الخطب الملكية والرسائل الملكية الأخرى هي جد كافية، لكن إعطاء حوار للصحافة المغربية ليس سوى وقت فقط. الملك ومجلة «تايم» الأمريكية: ديمقراطية إسبانيا تناسبها، وللمغرب نموذجه الديمقراطي أول حوار صحافي أدلى به الملك محمد السادس بعد توليه الحكم عام 1999 كان لمجلة «تايم» الأمريكية، وحسب مصادر مقربة من القصر فإن الصحافي الأمريكي الذي أجرى الحوار أقام حوالي أسبوعين داخل القصر لإجراء حوار قصير وشاق مع الملك. وقد حظي الملك بصورة الغلاف للعدد الذي نشر به الحوار، مع عنوان بارز هو «الملك الهادئ»، حيث نرى محمد السادس واقفا ويضع يده على كرسي العرش، مرتديا بذلة ذات لون داكن مع لحيته القصيرة ذات الثلاثة أيام. لقد التقطت المجلة، في الواقع، سلسلة من الصور داخل القصر الملكي بالرباط، ويقول مسؤول في الاتصال بالقصر: «لقد كان ذلك خبطة صحافية جميلة، ففي تلك الفترة كان العديد من القادة الشباب قد تولوا الحكم في العالم العربي، لكن الملك محمد السادس تميز عنهم جميعا بهذا الغلاف». في ذلك الحوار ظل الملك، الذي كان يحضر لزيارة إلى الولاياتالمتحدة، واضحا، وقال «لا يجب أن نعتقد بأن جيلا جديدا (من الزعامات) سوف يقلب كل شيء أو يضع كل شيء محل شك، إذ لا ينبغي أن ننسى بأن التقاليد قوية جدا في بلداننا». أما باقي الحوار فإنه كان أقرب إلى خارطة طريق ملكية، حيث حدد الملك أولوياته ورسم اختياراته، وأكد أنه سوف يتصدى لمشاكل المغرب، مثل البطالة والجفاف الذي تعاني منه الفلاحة والحرب على الفقر والأمية. وبعد عشر سنوات من ذلك الحوار ما يزال ميله إلى العمل على الصعيد الاجتماعي هو نفسه. وفي ما يتعلق بمستقبل الملكية قال محمد السادس: «لا أعرف، لدي تقدير كبير للملك خوان كارلوس، فأنا أدعوه العم خوان لأنه رجل فذ أعرفه منذ زمن طويل، بل إنه يشكل تقريبا واحدا من أفراد العائلة، فنحن نتحدث باستمرار في الهاتف وأطلب منه المشورة، لكن المغاربة ليسوا هم الإسبان ولن يكونوا كذلك في يوم من الأيام، فالديمقراطية في إسبانيا تناسب إسبانيا، وهناك نموذج ديمقراطي خاص بالمغرب». وفي الحوار تطرق الملك إلى الخطر الإسلامي وقال إنه غير وارد، وإن النساء المحجبات والرجال الملتحين لا يثيرون خوفه في الشارع. لكن أمورا كثيرة تغيرت منذ ذلك الوقت. أما بخصوص العلاقة مع الجزائر فقد ظل الملك حذرا في أول تصريحاته الصحافية، وحاول ملاطفة عبد العزيز بوتفليقة قائلا: «إنه رجل لطيف لأن لديه حس الدعابة». الملك وجريدة «إيل باييس» الإسبانية: مشاركة مغاربة في تفجيرات مدريد كانت بالنسبة لي صدمة أخلاقية ليس الملك هو الذي يطلب إجراء الحوارات معه، ففي بعض الأوقات تفرض الظروف السياسية ذلك بمناسبة بعض الأحداث المهمة، وهو ما حصل خلال الحوار الذي منحه محمد السادس ليومية «إيل باييس» الإسبانية عام 2005، ويروي الصحافي صيمبريرو الذي أجرى الحوار، «لقد تقدمت إيل باييس، مثل جميع الصحف العالمية، بطلب لإجراء حوار صحافي مع الملك مرات عدة، ولكن الفرصة لم تتح إلا في يونيو 2005 أثناء زيارة ملك إسبانيا وعقيلته للمغرب». لقد كانت هناك رسالتان في ذلك الحوار، ففي تلك الفترة كانت لدى الملك محمد السادس رغبة في التأكيد على أن صفحة الخلاف مع إسبانيا قد طويت، وأن مرحلة جديدة قد فتحت مع مجيء الاشتراكيين إلى السلطة في ربيع 2004، ويضيف صيمبريرو «في نفس الوقت كان الملك يفهم بأن مشاركة مغاربة في تفجيرات مدريد يوم 11 مارس 2004 قد خلقت نوعا من العداء لمواطنيه في أوساط المجتمع الإسباني، ولهذا السبب انتقل إلى مدريد في الذكرى الثانية لتلك التفجيرات، لكي يحاول التخفيف من تلك المشاعر، ووجه رسالة إلى المجتمع الإسباني». في الحوار مع الجريدة الذي لم يستمر سوى 55 دقيقة لخص الملك التعارض الموجود بين البلدين بقوله»عندما لا تكون الأمور جيدة بين البلدين وبين الحكومتين لم تكن اتصالاتي بالملك خوان كارلوس تنقطع، ليس للحديث فقط عن المشكلات الصعبة، ولكن للحديث كذلك عن القضايا الجميلة، وفي كل مرة تكون هناك حاجة لا أتردد في مهاتفته، حتى خلال لحظات الأزمة». وبخصوص تفجيرات مدريد قال الملك بصراحة»إن كون تلك التفجيرات قد دبرها أشخاص من أصل مغربي كان بالنسبة لجميع مواطنيَ وبالنسبة لي صدمة قوية على الصعيد الأخلاقي». الملك وجريدة «لوفيغارو» الفرنسية: حرية الصحافة ليست هي أن يكتب أي كان ما يشاء عن أي كان نشر الحوار الذي منحه الملك لجريدة «لوفيغارو» قبل تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بقليل، وقد أكد فيه محمد السادس نفس الأفكار التي سبق التصريح بها في حوارات سابقة، لكن بصيغة جديدة، حيث قال مثلا: «وتيرتي في العمل هي وتيرة المغرب ككل وليست بالضرورة الوتيرة التي يريد أن يفرضها علينا، بعجرفة وعن جهل، بعض المراقبين الذين نصبوا أنفسهم مدعين عامين. إنهم يسعون، وانطلاقا من مجالسهم في المقاهي، إلى جعل المغرب: وعاهله يسيران حسب هواهم.. لكن ذلك الزمن قد ولى». وصرح الملك بدون مواربة، ردا على أولئك الذين يأسفون لبطء وتيرة التغيير في المغرب»لا أدعي أنني أملك القدرة على إرضاء جميع الناس، وقد تعلمت أنه لا يجب على المرء أن يسعى لإرضاء الجميع مهما يكن الثمن. لكن ماهي الحرية؟ إنها بالنسبة إلي احترام الآخر واحترام القانون. والحرية لا تعني الفوضى والنقد بناء بطبيعته لكن الافتراء ليس كذلك. إن حرية الصحافة ليست هي أن يكتب أي كان ما يشاء عن أي كان، بل يجب أن نكتب مع مراعاة الوقائع حتى ولو كانت أقل إثارة من تهيؤات أولئك الذين اختاروا الانتقاد من أجل الانتقاد. غير أنه في المغرب كما في غيره من البلدان لابد أن تنقلب الحقائق العنيدة على أولئك الذين يودون تجاهلها». الملك و مجلة «باري ماتش» الفرنسية: والدي كان يقول إن عرش العلويين على صهوات جيادهم، وأنا لا أنوي التخلي عن هذا التقليد استقبل الملك في أكتوبر 2001 مجلة «باري ماتش» الفرنسية في مقر إقامته بورزازات، حيث كان يقوم بجولة عبر ربوع المملكة. لقد أصبحت المجلة الباريسية فردا من العائلة العلوية تقريبا، وكان ذلك أول حوار يدلي به الملك لتلك المجلة بعد توليه الحكم، وجاء ذلك بعد شهر تقريبا من تفجيرات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. افتتح الحوار بسؤال عن عدم تواجد الملك بالرباط حيث رد قائلا: «ولكن الملك لم يكن يتواجد دائما في الرباط وحدها، وإنني أتذكر عندما كنت صغيرا أن والدي لم يقض بالرباط خلال إحدى السنوات سوى 18 يوما من أصل 365 يوما. لقد كان والدي رحمه الله يقول دائما إن عرش العلويين على صهوات جيادهم، وأنا لا أنوي التخلي عن هذا التقليد». وتحدث عن مشاريعه وعن مدينة طنجة: «العزيزة عليه»، وقال: «نعمل حاليا على إقامة ميناء جديد. إنني لا أود الإعلان عن انتهاء المشروع. لقد كافحت طيلة سنة وناقشت بقوة المختصين في الأشغال العمومية والمهندسين الذين كانوا يرون أنه من المستحيل بناء ميناء على البحر الأبيض المتوسط وذلك بسبب طبيعة الموقع الجغرافي وعزلة المنطقة. إنه بالنسبة إليهم تحد يصعب رفعه، وبالنسبة إلي أعتقد على العكس من ذلك أن مثل هذا الإنجاز قد يعطي دفعة جديدة للمنطقة. فبهذا الميناء الجديد سيمكننا تخفيف الضغط على المنطقة المينائية الحالية بطنجة وجعلها أكبر ميناء ترفيهي في منطقة حوض المتوسط بأكملها. وإذا تمكنا من خلق منطقة للتبادل الحر وميناء صناعي إلى جانبها فسيكون ذلك أمرا رائعا». ترجمة وحوار إدريس الكنبوري