حقق فريق الرجاء البيضاوي، الذي حل بمدينة تطوان مؤازرا بأعداد غفيرة من جماهيره، تعادلا ثمينا بملعب سانية الرمل، في مباراة قوية جمعته بفريق أتلتيك تطوان، هذا التعادل خدم مصالح الفريق الزائر أكثر ما خدم مصالح فريق الحمامة البيضاء، الذي كان يراهن على المصالحة مع جماهيره وتحقيق الفوز للبصم على انطلاقة حقيقية في النصف الثاني من البطولة الوطنية، غير أن أصدقاء المخضرم جريندو عرفوا كيف يتعاملون مع مجريات اللقاء. هكذا، ومنذ بداية اللقاء الذي قاده الحكم البعمراني، استطاع الفريق الزائر التحكم في زمام المقابلة عبر تحصين الدفاع بقيادة القائد جريندو وملء وسط الميدان وتكثيف الهجومات، بقيادة العائد الى أحضان البطولة الوطنية المهاجم السابق لفريق الجيش الملكي محمد أرمومن، الذي خلق عدة متاعب لدفاع الفريق التطواني، حيث شكل الى جانب عمر نجدي خطرا حقيقيا خلال الشوط الأول الذي انتهى بتفوق طفيف للعناصر الرجاوية. مجريات الشوط الثاني اختلفت عن سابقتها، حيث دخل التطوانيون أكثر عزيمة من الرجاويين، إذ استطاع أصدقاء بنشريفة خلق فرص حقيقية للتسجيل، وذلك من خلال التركيز على الكرات الثابتة التي كانت مصدر خطورة المحليين، وكذلك عبر انسلالات اللاعب يوسف الشنكيطي، الذي رسم صورة متألقة خلال هذا اللقاء الى جانب زميله في الفريق هشام العمراني القادم الجديد إلى صفوف الحمامة البيضاء، من عرين الرجاء. فقد شكل هذا اللقاء لللاعبين مباراة إثبات الذات أمام فريقهما السابق، وهو ما ساهم في تألقهما. وعلى إثر تمريرة من الجهة اليمنى للفريق الزائر تمكن اللاعب أرمومن من افتتاح حصة التسجيل عبر ضربة رأسية بديعة في الدقيقة 49، أسكنها في الزاوية التسعين لمرمى الحارس الشاذلي، معلنا عن تسجيله أول أهدافه في بطولة هذا الموسم. مباشرة بعد هذا الهدف كثف الفريق المحلي من هجماته ومن ضغطه على الفريق الأخضر، حيث تمكن في حدود الدقيقة 57 في اللقاء من اقتناص ضربة خطأ في منتصف الملعب، ليتكفل كعادته بنشريفة بتنفيذها مقوسة داخل مربع العمليات، حيث انبرى لها المتألق يوسف الشنكيطي برأسية بديعة أودعها مرمى الحارس عتبة معلنا عن هدف التعادل. ولم يكتف الفريق المحلي بهدف التعادل، بل واصل مده الهجومي على دفاع الفريق الزائر، إذ كاد المدفعجي بنشريفة أن يمنح الفوز لفريق الحمامة البيضاء عبر قذيفة مركزة تصدى لها الحارس عتبة على مرحلتين. وخلال المباراة كادت أن تقع انفلاتات في صفوف الجمهور الرجاوي الذي حل بكثافة (أكثر من 3 آلاف متفرج). حيث أدى الازدحام والاصطدامات مع رجال الأمن إلى تكسير السياج الحديدي.. فلولا يقظة بعض الأجهزة الأمنية التي سارعت الى إعادة تثبيته لزحف الجمهور إلى وسط الميدان، وأدى الى توقيف اللقاء. غير أن اللافت هو استمرار إغلاق منصة ملعب سانية الرمل وعدم الشروع في الإصلاحات الموعودة. فخلال هذا اللقاء تفاجأ الزملاء الصحفيون بإغلاقها في وجههم على غير العادة، مع بعض الاستثناءات، حيث سمح لمعلق القناة الأولى ومعلق الإذاعة المركزية الولوج إليها، وهو ما أثار حفيظة باقي ممثلي وسائل الإعلام المعتمدة. لكن المثير في كل هذا هو إقدام إحدى الجمعيات، التي تدعي انتماءها إلى الجسم الصحفي على توزيع بيان بخصوص وضعية المنصة، حيث دعت الصحفيين الى إخلائها ومقاطعة الجلوس بها مع حمل شارات حمراء احتجاجا على الوضع الذي آلت إليه، غير أن أعضاء هاته الجمعية، ومباشرة بعد انطلاق المقابلة، هرولوا إلى أخذ مقاعدهم بها..!؟