تجسيداً لأهمية ملف الجالية المغربية في أجندة الحكومة المغربية الحالية، وفي إطار اللقاءات التواصلية التي يقوم بها محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية مع أفراد الجالية المغربية، تم عقد لقاءات موسعة مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بجهة رون آلب أوفيرن لإطلاعهم على برنامج عمل الوزارة. كما قام بعقد جلسات عمل ولقاءات تشاورية مع السلطات الجهوية والمحلية العمومية والمنتخبة بهدف تطوير التعاون اللامركزي المحلي. وقد تمت هذه اللقاءات والمشاورات ببلدية ليون، سانت ايتيان وكليرمان فيران. خلال هذه اللقاءات كان الشأن الديني حاضرا في برنامج محمد عامر،والذي اعتبره واحدا من الأوراش الكبرى التي تنبني عليها السياسة الهجروية. وتأسيس المجلس العلمي لمغاربة أوروبا بالنسبة لعامر جاء للحفاظ على تماسك المسلمين المغاربة المقيمين بالمهجر. كما أن تدعيم المساجد بأئمة مكونين دينيا يروم احترام تطبيق المذهب السني المالكي المعتمد في بلادنا والمعروف بالتسامح والتنوير والانفتاح ، تحصينا للهوية الدينية للأجيال الصاعدة. تدريس اللغة العربية من بين الملفات التي ناقشها عامر في جولته وأعلن خلال لقاءاته مع الجالية المغربية أنه سيتم إعادة النظر في هذه المنظومة التعليمية بما يتوافق مع حاجيات أبناء الجالية بدول الإقامة، وكذلك توفير التأطير اللازم للأساتذة المغاربة المشرفين على تدريس اللغة العربية وتمكينهم من الوسائل والمعدات التربوية الضرورية مع التأكيد على تحسين أوضاعهم المادية، لتفادي لجوء بعضهم للقيام بأنشطة موازية لتحسين دخلهم المادي. وعلى المستوى الاجتماعي ، قال عامر بخصوص معالجة قضايا ومشاكل الفئات المعوزة أنه سيتم تدعيم المصالح الاجتماعية داخل القنصليات بتزويد هذه الأخيرة بوسائل مادية وبشرية لتمكينها من مباشرة مهامها، وذلك لتوفير الحماية الاجتماعية والقنصلية للفئات الهشة من الجاليات المغربية بالخارج، وفي مقدمتهم، العاملات في البيوت والأطفال القاصرون والمتقاعدون ونزلاء المراكز السجنية... وأشار في لقاءاته الى أن الحكومة قررت التكفل بتكاليف نقل جثامين المعوزين من أفراد الجالية الذين توافيهم المنية خارج أرض الوطن. كما اكد الوزير أنه ابتداء من فاتح يناير المقبل سيستفيد المتقاعدون المغاربة بالخارج من الإعفاء من الرسوم الجمركية بنسبة 85 بالمائة في ما يخص تعشير سياراتهم وبدون شرط الرجوع النهائي إلى المغرب. وسيتم تمكين الفئات الضعيفة من أبناء الجالية من كوطا مخصصة لهم من السكن الاجتماعي بالمغرب. وفي ما يرتبط بملف الاستثمار، قال الوزير إن الحكومة المغربية بصدد بلورة سياسة متكاملة تهدف إلى تشجيع استثمارات أفراد الجالية في قطاعات مدرة للدخل ومنتجة لليد العاملة، وتوفير الدعم اللازم لحاملي المشاريع الاستثمارية بالمغرب خاصة في الميدان الفلاحي والسياحي، وكذا مواكبة المشاريع التي ينجزها أفراد الجالية بمناطقهم الأصلية بالمغرب. وبالنسبة لملف الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج أشار عامر إلى أن الوزارة تعمل حاليا على اعتماد مقاربة تطور من خلالها برنامج «فينكوم» لكي تلائم بين الطلب والعروض في مختلف التخصصات لكفاءاتنا المتواجدة ببلدان المهجر، وكذا التعرف والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال لدول أخرى مثل الصين، الهند، اسبانيا، البرتغال... ولإنجاح المبادرات الجمعوية تجاه الوطن ، قال عامر إنه سيتم تزويد الجمعيات بدليل يعرفها على المساطر والقوانين المغربية التي تساعدهم على القيام بأنشطتهم دون عراقيل أو صعوبات يفاجأون بها أحيانا بسبب عدم معرفتهم لهذه المساطر التي تقنن العمل الجمعوي. و كذلك مواكبة و دعم مشاريع للتنمية المحلية من خلال إعلان طلب مشاريع. وفي ما يخص القضاء والإدارة المغربية أشار في هذا الصدد إلى كون المغرب يعيش أوراشا كبرى فيما يخص إصلاح الإدارة وتحديثها . كما أشار الى أنه تم إحداث خلية للدعم القضائي لأبناء الجالية المغربية داخل الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج. كما ذكر بأهمية الإتفاقية الثنائية الموقعة مع وزارة العدل والتي من خلالها وضعت وزارة العدل رهن إشارة الوزارة قاضياً يسعى لتصفية المشاكل كمطابقة الأحكام مع المدونة الجديدة، والسهر على تجاوز الصعوبات المرتبطة بتذييل الأحكام الأجنبية بالصيغة التنفيذية. وعلى المستوى الثقافي، ذكر الوزير بالدور الحيوي والاستراتيجي للمراكز الثقافية المغربية المزمع إحداثها بشراكة مع بلدان المهجر والتي سيتم إنجازها في كبريات المدن التي تعرف تمركزا قويا لأبناء الجالية، وذلك لتعميق روابط أبناء الجيل الثاني والثالث مع وطنهم الأم وكذا لإبراز إشعاع المغرب داخل بلدان إقامة مغاربة العالم. وهكذا فقد أخبر الوزير المشاركين في هذا اللقاء بأن الوزارة بصدد وضع الترتيبات النهائية لخمسة مراكز ثقافية في كل من مونريال (كندا)، وبروكسيل (بلجيكا)، برشلونة (اسبانيا)، باريس (فرنسا) وبالجماهيرية العربية الليبية التي تعرف تواجد أكثر من 120 ألف مغربي.