أكد وزير السياحة محمد بوسعيد أن قطاع السياحة العالمية يعيش مرحلة عصيبة، تتسم بانعدام الرؤية بسبب تداعيات الأزمة المالية وهو مايجعل السياحة الوطنية عرضة لهذه التقلبات التي تشهدها الاسواق السياحية الدولية، وخصوصا تلك التي تصدر بشكل تقليدي سياحها نحو المغرب. ورغم كل المؤشرات السلبية التي تنبئ بركود سياحي قادم، لم يتنازل بوسعيد عن تفاؤله خلال لقاء جمعه بالصحافة الوطنية بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي لسوق السياحة المقام حاليا بمراكش، مؤكدا أن المغرب باستطاعته مجابهة الأزمة الحالية والخروج منها بأقل الأضرار الممكنة، داعيا المهنيين الى الاستمرار في التعبئة لإنجاح الخطة الاستباقية كاب 2009. ونظرا لاحتدام التنافسية التي وصفها الوزير بالشرسة خلال الظرفية الصعبة هذه، سيحاول المغرب المراهنة على جذب أسواق صاعدة كالصين وروسيا مع المحافظة على حصة السياحة الوطنية من الأسواق الأوربية التقليدية، وتوسيع قاعدة السياح العرب الذين وصل عددهم في نونبر الماضي الى ثمانين ألفا. أما بالنسبة للسياحة الداخلية التي تمثل 20 في المائة من السياحة الوطنية ككل، فستتم المراهنة عليها من خلال مخطط «بلادي» الذي تم خلاله حتى الآن تفويت ثلاث محطات للقطاع الخاص بكل من افران وأكادير والجديدة ، ويتم حاليا تهييئ أربع محطات موضوع طلب عروض بكل من مراكش والقنيطرة وبنسليمان والناظور، غير أن أولى هذه المحطات لن تكون جاهزة قبل 2011 وهو ما يعني عمليا أن الوزارة المعنية تفتقد لأي برنامج يستهدف السياح المغاربة في غضون العامين القادمين، وهو معطى قد يزيد من تعميق الأزمة التي بدأت تلوح ملامحها في الأفق. ومن أولى تجليات هذه الأزمة اعتراف محمد بوسعيد بأن جلب عشرة ملايين سائح سنة 2010 سيكون أمرا صعبا ، كما يعترف بأن أجندة انجاز وتسليم المشاريع السياحية الكبرى )التي تم التطبيل لها كل هذه السنوات الاخيرة( تعرف تأخرا كبيرا، مما يعني عمليا أن الرفع من القدرة الايوائية الذي سطرته رؤية 2010 والذي تعاقدت بشأنه الدولة مع مستثمرين بما يفوق 103 ملايير درهم، يعرف تعثرا حقيقيا يدل عليه توقف إنجاز العديد من المنشآت السياحية المبرمجة في خطة المغرب الأزرق. بالاضافة الى ذلك، يشتكي مهنيو السياحة من تراجع نوعية السياح الاجانب، حيث أصبح المغرب يستقطب سياحا ضعيفي الاستهلاك، جزء كبير منهم من المتقاعدين يأتون في سياق تخفيضات سياحية وتبقى نفقاتهم في المغرب جد محدودة وحتى هؤلاء يلقون منافسة شديدة من قبل تونس ومصر. ويبقى أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج هم الدعامة الحقيقية لرقم 8 ملايين سائح الذي أعلن قبل أسبوع، خصوصا وأن عددهم فاق أربعة ملايين في العام المنصرم وهؤلاء طبعا ليسوا في حاجة لمجهودات وزارة السياحة لإقناعهم بالقدوم الى المغرب.