في ظل تنامي الأزمة المالية، وأمام التهديد الذي تشكله على مختلف القطاعات الاقتصادية في العالم، واستباقا للتأثيرات المحتملة على قطاع السياحة في المغرب، خاصة بعد الانتعاشة التي عرفها خلال السنوات الأخيرة مع تنفيذ رؤية 2010، قال وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد بوسعيد إن وزارته بصدد بلورة استراتيجة احترازية من أجل تفادي أي تأثير سلبي محتمل للأزمة المالية العالمية على القطاع السياحي بالمغرب. وأوضح خلال ندوة احتضنتها الغرفة الفرنسية للتجارة يوم الخميس بالدار البيضاء أن هذه الاستراتيجية ستهم بالأساس القيام بحملة دعائية مكثفة في اتجاه الأسواق التي تحظى بالأولوية والبحث عن أسواق جديدة إلى جانب الاهتمام بإنعاش السياحة الداخلية. وأضاف أن الصناعة السياحية العالمية ستتأثر بالأزمة المالية الحالية إلا أن السياحة أثبتت على الدوام أنها قادرة على الصمود في وجه كل المتغيرات العالمية كما حدث بعد اعتداءات11 شتنبر2001 وحرب الخليج. وعبر بوسعيد عن ثقته في مستقبل السياحة الوطنية مشيرا إلى أن السياحة ستعرف في أسوأ الأحوال استقرارا ولن يتم تسجيل أي تراجع على هذا المستوى. وأبرز أن الأزمة العالمية لن تطال حركية 900 مليون سائح يسافرون عبر العالم وإنما ستمس فقط إيقاع هذه الرحلات السياحية معتبرا أن الصناعة السياحية الوطنية تبقى قوية باختياراتها الاستراتيجية وبتموقعها ضمن «الصنف الرفيع» وباستفادتها من القرب الجغرافي للمغرب من أوروبا وكذا من الفرص التي يتيحها اتفاق «السماء المفتوحة». وأبرز وزير السياحة والصناعة التقليدية في مداخلة حول وضعية وآفاق تنمية القطاع السياحي على ضوء رؤية 2010 أن هذه الرؤية المنبثقة من سياسة عمومية مندمجة تقترب من بلوغ وتحقيق جل الأهداف التي سطرت لها. وقد حققت هذه الرؤية التي تهدف إلى مضاعفة الطاقة الإيوائية والرفع من مستوى تكوين الموارد البشرية وتطوير الأسطول الجوي للمملكة وتعزيز مكانة المغرب في السوق الدولية وتحسين المحيط السياحي معدل نمو سنوي يقارب 9.7 بالمائة وهو معدل النمو الأفضل على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط. وأوضح بوسعيد أن مداخيل الأسفار انتقلت من592 إلى990 دولار أمريكي للسائح الواحد في حين تضاعف حجم الاستثمارات أربع مرات مسجلا أن المخطط الأزرق لا يمثل سوى 40 بالمائة من الاستثمارات المتوقعة في أفق سنة 2014 . وأضاف أن اتفاق «السماء المفتوحة» ساهم بنسبة17 بالمائة في تنشيط حركة تنقل السياح خلال عام2007 وأتاح ل40 شركة نقل جوي جديدة العمل في المغرب بمعدل360 رحلة إضافية في الأسبوع. وأكد الوزير أن الجهود ستتواصل من أجل بلوغ الأهداف المسطرة ضمن رؤية 2010 في مجال تحسين المحيط السياحي وتكوين الأطر العاملة في القطاع حيث من المتوقع أن تعرف سنة2012 تخرج62 ألف خريج من مختلف المؤسسات التكوينية سيستفيدون من ميزانية السنة المالية المقبلة.