أكد محمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية،أن قطاع السياحة المغربية يواصل انتعاشه بالرغم من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية،التي أثرت بشكل واضح على السوق الدولية للأسفار . "" وقال بوسعيد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء،على هامش الدورة الثلاثين لمعرض لندن الدولي للسياحة،الذي افتتح أمس الإثنين،إن قطاع السياحة يواصل،بفضل (رؤية 2010 )،انتعاشه ويحقق النتائج المتوخاة منه في ما يتعلق بتوفير فرص شغل وخلق الثروة وتحقيق إنجازات اقتصادية،وذلك بالرغم من الأزمة العالمية،التي تسببت في تراجع في نسبة النمو الذي شهده هذا القطاع بالمغرب خلال الخمس سنوات الماضية . وبعد أن أبرز أهمية (رؤية 2010 ) ك"خارطة طريق حقيقية وواعدة"،أكد الوزير أن المغرب أصبح قادرا على تحمل آثار الازمة العالمية "لأن الأسس سليمة والأهداف المحددة في إطار هذه الرؤية ناجعة". وأكد أن المغرب يواصل تنويع منتوجه السياحي الغني،من أجل تقوية هذا القطاع الذي يشكل خزانا كبيرا لفرص الشغل،مشيرا الى أنه بالرغم من توجهه نحو الانخفاض الا أن القطاع يعزز مكانته ك" أول مصدر للعملة الصعبة ببلدنا". وأوضح أنه بفضل إرادة وبعد نظر الملك محمد السادس،استفادت العديد من القطاعات،من بينها السياحة،من استراتيجيات بعيدة المدى،مضيفا أن هذه الاستراتيجيات البعيدة المدى شملت،إضافة الى (رؤية 2010 )،"مخطط المغرب الأخضر"،و"مخطط الإقلاع الصناعي"،وقطاعات أخرى ذات تنافسية عالية. وفي معرض تطرقه لمشاركة المغرب في الدورة الثلاثين لمعرض لندن الدولي للسياحة،أوضح بوسعيد أن هذه التظاهرة العالمية تشكل مناسبة بالنسبة للمغرب لعرض منتوجه الجديد،وتكثيف اللقاءات مع الشركاء الأساسيين وربط علاقات معهم . وأشار إلى أن هذه الدورة تنعقد في ظرفية دولية صعبة بالنسبة للسوق الدولية للأسفار،ملاحظا أن أثر الأزمة العالمية تم الوقوف عليه بشكل واضح بالنسبة للسوق البريطانية كما يشهد،على ذلك تراجع قيمة الجنيه الإستريلني،وتراجع عمليات الربط الجوي . وبعد أن ذكر بأن هذه الوضعية أدت الى تراجع طاقة توجه السياح انطلاقا من السوق البريطانية بنسبة 13 بالمائة،أكد أن المغرب يشارك في هذا المعرض بتفاؤل،موضحا أنه،فضلا عن تعزيز الوجهات التقليدية الأساسية (مراكش،أكادير،طنجة،فاس) ،فإن هذه التظاهرة تشكل مناسبة للمغرب لتقديم منتوجه السياحي الجديد الذي تمثله المحطتان السياحيتان السعيدية ومازاكان. وقال بوسعيد إنه سيتم التركيز أيضا على تعزيز خطوط النقل الجوي نحو المغرب،وإن من شأن ذلك المساعدة على تعويض النقص المسجل على هذا المستوى،مشيرا في هذا الصدد إلى الخطوط الجديدة التي فتحت في اتجاه المغرب انطلاقا من بعض المدن البريطانية كلندن،ومانشستر وليفربول. وأكد أنه من المنتظر أن تؤدي الزيادة في هذه الخطوط الى الرفع من طاقة النقل الجوي خلال فصل الشتاء المقبل بنسبة 10 في المائة،مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2008 ،معتبرا أن اقتران هذا العامل مع الحملة التسويقية التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة من شأنه تحفيز الطلب. ومن جهة أخرى،عبر الوزير عن أمله في أن تعود السوق البريطانية إلى وضعها السابق قريبا،مشيرا إلى أن هذه السوق تظل من أهم الأسواق السياحية في العالم. ويشارك المغرب في معرض لندن الدولي للسياحة،برواق يمتد على مساحة 205 أمتار مربعة،يضم ممثلين عن المكتب الوطني المغربي للسياحة والخطوط الملكية المغربية وشركاء من القطاع الخاص إلى جانب المراكز الجهوية للسياحة لكل من أكادير،ومراكش،وورزازات،والرباط،وفاس،والدار البيضاء. كما يضم الرواق فضاءين موضوعاتيين،الأول يخص السياحة الشاطئية والثاني يتعلق بالسياحة الثقافية،ويمثلان مختلف الجهات والمدن السياحية المغربية. وتتميز المشاركة المغربية في المعرض بتقديم الاستراتيجية الجديدة في قطاع السياحة،والتي تشمل جميع المنتوجات السياحية التي توفرها المملكة. وسيجري الوفد المغربي في هذا المعرض،الذي يقوده وزير السياحة والصناعة التقليدية،سلسلة من المحادثات مع المهنيين الدوليين المشاركين في المعرض حول سبل تعزيز حضور المغرب في السوق البريطانية،إضافة إلى التفاوض مجددا بشأن اتفاقات ثلاثية مبرمة مع مجموعتي (طوماس كوك) و(تي يو أي) حول تنفيذ هذه الاتفاقات للسنة الثالثة. يذكر أن معرض لندن الدولي للسياحة،الذي يمتد على مساحة 64 ألف متر مربع،يعد أول معرض للصناعة السياحية ببريطانيا وثاني معرض عالمي للسياحة بعد معرض برلين.