خرجت حسناء عشية يوم الجمعة 9 يناير الجاري من منزلها الكائن بحي اشريفة بمقاطعة عين الشق، عندما كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة بعد الزوال، متوجهة نحو حي مولاي عبد الله بنفس «التراب» بهدف عيادة «عدوزتها»، وقضاء الفترة المسائية مع أفراد العائلة في انتظار أن يلتحق بها زوجها بعد خروجه من العمل، فقد اشتاقت للجميع و «توحشت» الجلسة معهم. وبينما هي سائرة في طريقها عبر شارع القدس لم تشعر بنفسها إلا وهي ملقاة على الأرض وشخص ما على متن دراجة نارية يجرها جرا من خلال حقيبتها اليدوية التي ظلت متشبثة بها لفترة ما، إلا أن قواها خارت سيما أنها حامل، ف «تنازلت» عن الحقيبة التي «طار» بها اللصان كالبرق! كانت الساعة تشير إلى حوالي الثالثة بعد زوال يوم الثلاثاء 13 من الشهر الجاري. شارع القدس مسرح الحادث/السرقة، السالف ذكرها، وسرقات أخرى كثيرة تعرض لها عدد من الضحايا خاصة من العنصر النسوي، منهن من سجلت شكايتها بالدائرة الأمنية ومنهن من «حازت أمرها لله» كما هو حال حسناء. كان الشارع يعج بالمارة ويعرف حركة سير مكثفة وجولانا دؤوبا للراجلين، لم «يكسر» من جمود روتينه سوى صرخة سيدة في الأربعينات من عمرها كانت هي الأخرى تعبر الطريق، شأن سائر الراجلين، عندما ستمر من خلفها دراجة نارية من نوع «سكوتر» من الحجم الكبير زرقاء اللون يمتطيها شخصان، حاول الراكب الثاني ، الذي كان يجلس بالخلف، انتزاع حقيبتها اليدوية من بين ذراعها، لتصرخ بشدة أمام وقع المفاجأة/الصدمة، التي ليست سوى محاولة للسرقة في واضحة النهار! صرخة السيدة ستثير انتباه المواطنين الذين تواجدوا بالشارع ساعتها، فانتفض عدد منهم وهبوا لنجدتها ومحاولة تعقب ومطاردة اللصين اللذين «أعماهما الله»، ونزلت عليهما «الدهشة»، إذ حاول سائق الدراجة النارية الهرب مفضلا «اقتحام» الرصيف / الطوار، لينفلت المقود من بين يديه، الأمر الذي أدى إلى انزلاق الدراجة و «زَلَكَ » معها «الشفاران» ليقعا على الأرض بين يدي «عباد الله». «سقوط» السارقين شكّل «حدثا» سعيدا بالنسبة للمواطنين / المطاردين، الذين وجدوا أنفسهم أمام «فرصة تاريخية» لرد الدين وتسوية الحساب، سيما أن بعضا منهم من القاطنين بالمنطقة سبق وأن تقاسموا ألم التعرض للسرقة على أيدي اللصوص من «موالين الموطورات» مع شقيقاتهم أو زوجاتهم أو بناتهم وحتى جيرانهم، فكانت الفرصة سانحة لاستعمال «يد من الفوكانية»، لتنهال العديد من اللكمات و«البوطيات»، وأنواع «التصرفيق»، على سائر جسديهما قبل أن يلمح بعض المواطنين عنصري أمن من فئة الصقور يمران من المكان، ليقوموا بمناداتهم، فتدخلا وقاما بتصفيد السارقين وعملا على «مناداة» المركز قبل أن تحل عناصر من الشرطة القضائية ليتم اقتيادهما إلى مقر المنطقة الأمنية وتم حجز الدراجة ونقلها على متن سيارة خاصة.