قلق، توجس وخوف من المستقبل، وضع تعيش على إيقاعه العشرات من الأسر بحي النسيم، بعدما باتت مهددة بشبح الإفراغ امتثالا لحكم المحكمة، وفي حال العكس، فإن أفرادها سيكونون معرضين للاعتقال وإيداعهم السجن، كما وقع ل «ابا عمر» الذي يقبع في سجن عكاشة منذ حوالي عشرين يوما، بعدما اقتادته عناصر الشرطة من منزله يوم الخميس 25 دجنبر 2008، بهدف «حث أسرته على مغادرة الشقة التي بيعت بالمزاد العلني»، بعد عجزها عن الاستمرار في أداء الأقساط الشهرية التي تصل إلى 850 درهما قبل أن يتم تمليكها لها. «الاتحاد الاشتراكي» زارت فاطمة بلعرج زوجة المعتقل عمر الصواف البالغ من العمر 70 سنة، بالشقة 39 عمارة 58 حي النسيم، المطالبة بإفراغها هي و 5 من أبنائها أكبرهم يبلغ عمره 13 سنة وأصغرهم 11 سنة، للوقوف على حقيقة «الواقعة»، التي قالت بشأنها وهي تحاول مقاومة الدموع التي تنهمر من عينيها، فالألم الذي تحسه السيدة آلام متعددة، ألم لفراق زوجها قسراً، الذي يقبع بسجن عكاشة خلال فترة «الليالي»والانخفاض الشديد في درجة الحرارة التي تعيشها بلادنا، غير مصحوب بأدويته التي تُسكن آلامه وتخفض من حدتها، والذي لم تشفع له لا علله ولا سنه المتقدم، وألم دائها الذي أصاب قلبها، والذي يتطلب إجراء عملية جراحية عاجلة، وألم الرمي بهم في الشارع! حكت فاطمة عن تفاصيل انتقال الأسرة للسكن بحي النسيم بعد «استفادتها» من الشقة، شأنها شأن الضحايا الذين تعرضوا لفيضان بوجدور أواخر سنة 1995 بدرب السلطان، وذلك بعد طول انتظار بالسكن المؤقت الذي حشرتهم فيه الجهات المسؤولة بإحدى المدارس العمومية بنفس المنطقة، خلال سنة 2002، ومنذ ذلك الحين، وهم يؤدون «التريطة» شهرياً دون كلل أو ملل إلى غاية أبريل 2004، بعد تعرض زوجها لكسر في الحوض أدى إلى عجزه عن التحرك والخضوع للعلاج لفترة طويلة، انقطعت المداخيل عن الأسرة التي كانت مطالبة بتوفير مصاريف التطبيب والأكل والشرب... سيما أن «ابا عمر» لم يكن سوى «قهوجي» يتردد على الأسواق، ولا يستفيد من أي تأمين أو تقاعد أو غيره... المؤسسة المانحة للقرض وبعد تعذر التوصل إلى حل من أجل تسوية عائلة الصواف للديون المتراكمة عليها ، ستلجأ إلى القضاء، لتباع الشقة في مسطرة للبيع بالمزاد العلني الى أحد الأشخاص، لتتوصل على إثرها الأسرة بمحضر الاعلام بالإفراغ بتاريخ 3 أبريل 2008، لم «تمتثل» له لأنها ستكون معرضة للتشرد والمبيت في الشارع، تضيف فاطمة! اعتقال «ابا عمر» والمصير الذي ينتظر أسرته، أرخى بظلاله على العديد من الأسر ممن التقت الجريدة ببعض أفرادها، والذين اشتكوا لها ضائقاتها المالية لعوامل متعددة أبرزها إفلاس بعض الشركات التي كان يشتغل بها أقارب لهم يكفلونهم، وهم يدلون بالحجج والوثائق المدعمة لما يصرحون به، إضافة إلى مشاكل أخرى، مما شكل لهم عائقاً للاستمرار في تسديد ديونهم للبنك. وضع سيدفعهم إلى الخروج إلى الشارع والطواف بأزقة حي النسيم وحناجرهم تصدح بشعارات التضامن مع «ابا عمر» للمطالبة بإطلاق سراحه، وحث الجهات المسؤولة من أجل التدخل لإيجاد حل يرضي الأطراف بأجمعها يأخذ بعين الاعتبار حاجتها وعوزها والظروف الاقتصادية العامة التي تعيشها بلادنا، والتي تتميز بموجة الغلاء وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية وغيرها... التي أرخت بظلالها على الجميع، وذلك عبر مراجعة واجب الدين الشهري المطالبين بتسديده حتى يتسنى لهم أداء ما هم مدانون به ومواجهة أعباء الحياة اليومية.