يحرص المغاربة، وقد عاينوا ارتطام الكلام بالكلام في أكثر من فضائىة عربية، على التعبير عن مساندتهم المطلقة لإخوانهم الفلسطينيين، في غزة وفي كل مكان؛ وهم لا يريدون الاكتفاء بالدمع والشجب والخطابة وإنزال اللعنات على الآلة الصهيونية وخدامها من سلالة «زحفطون»، بل يريدون المساعدة بالمال، والمجاهدة بالنفس.. ولكنهم، بسبب عدم ثقتهم في صلاحية صناديق التبرع والقائمين عليها، فإنهم يترددون وتتزاحم في جماجمهم آلاف الأسئلة، إذ من الذي يضمن وصول المساعدات إلى أهدافها؟ ومن الذي يضمن بناء الجسر نحو غزة؟ لقد عبر العديد من المواطنين عن استعدادهم للتبرع بأجر يوم أو يومين، واقترح البعض أن يتبرع كل المغاربة، شهريا، بدرهم لكل واحد، وأعربت مجموعة من الأسر عن رغبتها في تبني الأطفال اليتامى التي صنعت يتمهم المقنبلات والدبابات الإسرائىلية، ولم يتردد كثيرون في الإعراب عن رغبتهم في التبرع بالدم لصالح الجرحى الفلسطينيين، وآخرون كانوا يصرخون طلبا للسلاح وتذكرة ذهاب بدون عودة إلى القطاع.. المغاربة كرماء، فهل يكفي التعبير عن الكرم إذا لم تواكبه الإرادة في مأسسته وتفعيله؟.. هل يكفي أن نعبر دون أن نبادر.. هل يكفي أن نهش دون أن نصيب، وأن نحلم دون أن نطمح؟