دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والتلاحم والتماسك أمام هذه المحنة والعدوان الصهيوني المتواصل، مؤكداً في الوقت ذاته أن العدوان لن يكسر إرادة الصمود والتمسك بالثوابت والمبادئ والحقوق الفلسطينية. وظهر هنية خلال خطاب متلفز بثته فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس مساء السبت (27/12) ، مبدياً رباطة جأش وإصرار على التحدي مع حزن واضح على فقدان مئات الشهداء والجرحى الذي ارتقوا في الغارات الصهيونية. وأكد هنية أن المجازر الصهيونية لن تفتّ من عضد الشعب الفلسطيني الذي ازداد تمسكا بحقوقه وثوابته ، مشيراً إلى أن الاحتلال ارتكب في السابق، مجزرة البراق، ودير ياسين، وصبرا وشاتيلا، ونحالين والحرم الإبراهيمي، والبلدة القديمة في نابلس، وبيت لحم والبريج وخانيونس، وغيرها من المجازر التي خرج الشعب الفلسطيني بعد كل مجزرة ومذبحة أشد عوداً وأكثر قوةً . ضرب الصمود وأشار هنية إلى أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة يهدف إلى ضرب الصمود الأسطوري في قطاع غزة -الذي وقف صامداً في وجه الحصار الإسرائيلي والدولي- ورفع لواء العزة دون أن يحنِ هاماته إلا لله الواحد القهار . وأضاف يريدون ضرب ثقافة المقاومة والممانعة، ويريدون أن يحدثوا فجوة بين الحكومة الشرعية وحاضنتها الشعبية، فهم يريدون تحويل أنظار العالم عن المشكلة الحقيقية التي جوهرها الاحتلال، وتهويد القدس، ومئات الحواجز، والحصار الذي لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيل، لذلك فهم يهدفون من خلال ماكنة الإعلام المضلل أن يظهروا المشكلة وكأنها في حماس أو في بعض الصواريخ أو بعض أساليب المقاومة . وكرر هنية قسمه بالله عدة مرات، أن حركة حماس والحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصامد لن يتنازلوا عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، وقال: والله لو علقونا على المشانق، وأسالوا دماءنا في الشوارع والطرقات، ومزقونا إلى أشلاء، فإننا لن نتنازل عن فلسطين أو القدس أو حرية أسرانا، ولن تأخذوا منا موقفا يسيء لشعبنا ومقاومتنا . وحدة حقيقية وجدد هنية دعوته للشعب الفلسطيني بالتوحد والتلاحم والتماسك أمام هذه المحنة والعدوان الصهيوني المتواصل الذي يستهدف الحجر والشجر والإنسان، والمرأة قبل الرجل، والطفل قبل الشاب، لافتا إلى أن المطلوب الآن وحدة حقيقية وتماسك ورباطة جأش . وأضاف ومن هنا فإنني أحيي أهل الضفة الغربية الذين خرجوا في مسيرات ومظاهرات دعما ومساندة لإخوانهم في قطاع غزة، وأثبتوا في ذلك أنهم رغم كل عوامل التفرقة والتجزئة من الصهاينة وأعوانهم، إلا أنهم شعب موحد ومتماسك . رفع الحصار وفتح المعبر ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني، الجامعة العربية إلى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة فوراً وبصورة عملية، وإلى فتح معبر رفح وإلى الأبد، وظهر وكأنه يوجه رسالة عتاب إلى مصر، قائلاً: لقد فتحوا معبر رفح الآن لأسباب إنسانية وإن كان ذلك متأخراً، إلا أننا نؤكد ونشدد على أن المعبر يجب ألا يغلق مجدداً . وأضاف الشعب الفلسطيني لا يجب أن يعود إلى الحصار الظالم، ومطلوب من الدول العربية وحكوماتها ألا تسمح للإرادة الصهيونية الأمريكية أن تمرر قرارها علينا، فالقرار العربي يجب أن يبقى مستقلاً . وفي الرسالة الثالثة، دعا هنية إلى فك الشراكة الأمنية والسياسية بين قادة الاحتلال والزعماء العرب والقادة الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة قيام شراكة فلسطينية- فلسطينية على أسس الصمود والثوابت والحقوق الراسخة. تحية إلى الأحرار ووجه هنية التحية إلى الشعوب العربية والإسلامية وإلى كل الأحرار، وقال إننا نقدر الهبة الشعبية والجماهيرية في العواصم العربية، والتي تدل على أن هذه الأمة جسد واحد، وكذلك أحيي التحرك الشعبي في الضفة الغربية وأراضينا المحتلة عام 1948، وأطالبهم بالتقدم خطوات أخرى لتقديم الدعم والمساندة إلى الشعب الفلسطيني الثابت على أرضه . ونعى رئيس الوزراء إلى الشعب الفلسطيني جميع الشهداء، بمن فيهم اللواء توفيق جبر القائد العام للشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، والعقيد إسماعيل الجعبري مسؤول الأمن والحراسات، وكافة الضباط والجنود وكافة شهداء المجزرة الصهيونية. وختم هنية خطابه بتلاوة آيات قرآنية وعبارات تشدد على رفع المعنويات وتزرع روح الصمود والتحدي ومقاومة الاحتلال، وقال لتستمر هذه الحكومة العتيدة بمسؤولياتها الأمنية والمدنية، فهذه المجزرة تستهدف النظام والأمن والاستقرار، وهم يريدون مؤسسة أمنية تُبنى على أعينهم وفق إراداتهم وأوهائهم، لكن هذا لن يكون أبدا بإذن الله .