لنا يا رفاقي ورفيقاتي موعد اليوم، وغدا… وطوال المستقبل! تنطلق يومه الثلاثاء، والى غاية 22 دجنبر الجاري، بالمقر المركزي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، أشغال لجنة إفريقيا التابعة للأمم المتحدة، وتليها أشغال الأممية الاشتراكية للنساء، ثم مجلس الأممية الاشتراكية، الهيئة العليا لهاته المنظمة الدولية الكبرى. وفي جدول الأعمال، الذي ستنكب عليه الكفاءات والطاقات والقيادات الاشتراكية في العالم، قضايا ذات أبعاد إقليمية، كما هو حال قضايا التمكين للمرأة العربية وفي منطقة »مينا( شمال إفريقيا والشرق الأوسط)، أو الصراع العربي الإسرائيلي، وأخرى ذات أبعاد قارية، تتجلى في الاهتمام بقضايا جوهرية تشغل بال الشعوب والقيادات القارية الإفريقية، ومنها قضايا الأمن والسلم والبناء الديموقراطي، علاوة على رهانات المناخ وتحدياته التي تكشف موضوعا شائكا بالنسبة للقارة، إضافة إلى قضايا السلاح والحروب البيْن إفريقية، وتتوج الأشغال بالانكباب على القضايا التي تشغل بال العالم،هنا والآن …ومستقبلا، يناقشها أنصار الاشتراكية والخيار الديموقراطي، بحضور أبرز قادته من أمثال بيدرو سانشيز، صديق المغرب وصديق الاتحاد، ونصير القضايا العربية العادلة… وأمام قادة الاشتراكية نقط ساخنة يتمحور عليها نشاط الإنسانية في القرن الواحد والعشرين وينشغل بإشكالاتها، من قبيل التطرف وسبل مكافحته وكيفية بناء فرص للسلام وتعزيز الأمن، ثم استشراف المستقبل البشري، من وجهة نظر تقدمية، علاوة على قضايا ذات صلة بالتنظيم الأممي الداخلي … إن اختيار موضوعي التمكين للمرأة العربية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي من زاوية إفريقية، ليس اعتباطيا، بل إن الأممية، بذراعيها النسوي والإفريقي، تضع إصبعها على أحد أهم الرهانات والتحديات التي تشغل بال شعوب الدائرة العربية الإفريقية، والاتحاد من موقعه التاريخي، وباعتباره أحد امتدادات الحركات التحررية في المنطقة، علاوة على تاريخه في قضية التمكين للمرأة المغربية، التي تعزز صفوفه بنضالية منقطة النظير، والمعروف بنشاطه في المنظمات ذات الصلة، يكتسب الشرعية والأهلية النضالية والفكرية لكي يحتضن مثل هذا النقاش ويدفع به نحو أفق متحرر من كل الترسبات التحقيرية للمرأة، مهما كانت دواعيها، سواء ليبرالية متوحشة أو محافظة رجعية أو عنصرية إقصائية، ومتحررا من كل سوء الفهم والملابسات التي تضر بالحق الفلسطيني في التحرر. ولعل انتماء الاتحاد إلى الأممية الاشتراكية لوحده، كان العنوان العريض لاختياره أفقها الإنساني الداعم لحقوق النساء في صناعة التحولات الكبرى في سيرة البشرية، وفي دعم الشعوب المضطهدة في تكوين شخصيتها الوطنية وبناء دولتها الحرة والتمكين لكيانها بالنمو والازدهار في أمن وسلام. سيكون لهاته الاجتماعات تاريخ، به يتم توقيع عناصر التفكير الاشتراكي الجديد، وبه يتم تسجيل الاحتضان المغربي الاتحادي لهاته التظاهرة الكبيرة، وسيكون لها تاريخ، من حيث الظروف التي تعقد فيها، بما هي ظروف معقدة إقليميا وقاريا ودوليا، وفي وقت يتطلع العالم إلى الاشتراكيين من أجل صياغة الحلول واستكمال مهامهم من أجل مستقبل سلمي ديموقراطي تبلور فيه الشعوب حقوقها في جو من الأخوية الأممية والرفاقية المتضامنة، بديلا للحروب والاستعمال السيئ للسلطة والاقتتال، مستقبل تكون فيه الأرض محط اهتمام كي تكون كوكب الناس جميعا. وما من شك أن قرار الأممية الاشتراكية عقد هاته اللقاءات في المغرب، الأرض الإفريقية التي ظلت قبلة لكل أحرار القارة، وفي البيت الاتحادي، قرار يحكمه الوعي بأن بلادنا وضعت القارة الإفريقية في صلب توجهاتها المستقبلية، وهي تُقدم في هذا الباب أفضل العروض الجيوسياسية والجيواقتصادية، بل أفضل العروض الروحية لخدمة القارة، وهو قرار إذ يتشرف الاتحاد باحتضانه، يعتبر عربون اعتراف لما بذله المغرب من أجل القارة وما يضعه من آفاق لها، في إيجاد حلول للقضايا الحارقة التي تقض مضجع الشعوب والقادة الوطنيين المسؤولين على حد سواء، ومنها الهجرة والإرهاب والتوقيف غير الدستوري للحياة السياسية وتحديات المناخ، التي تتمتع فيها بلادنا ب»تفويض« قاري لطرحها على أنظار العالم ومتابعتها. لقد تمكن الاتحاد من تأكيد مشاركته في قيادة السفينة الاشتراكية الدولية، من خلال مساهماته وكذا مجهوداته على كل الجبهات، الشبابية وسط «»اليوزي»«، وأيضا وسط البرلمانيين الاشتراكيين والاشتراكيين الديموقراطيين، وفي المحور العربي الديموقراطي التقدمي، علاوة على تواجده في كل طبقات المسؤولية في المنظمة الأم، وفي منظماتها الموازية، وهو ما يتعزز اليوم باحتضان الحدث الكبير، الذي يعتبره الاتحاد حدثا وطنيا بكل ما في ذلك من معنى وقوة والتزام، نظرا لما يحظى به الاشتراكيون في العالم من تقدير واحترام في أوساط شعبنا وفي أوساط نخبته وقيادته. مرحبا مجددا … ولنا موعد يا رفاقي غدا وبعد غد.. وطوال المستقبل!!