استقبل إدريس لشكر, الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية, ايمانويل كولو, رئيس اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية المنتخب مؤخرا , مساء أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، بحضور وفاء حجي, رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء وعضو المكتب السياسي للحزب، وفتيحة سداس ومحمد بنعبد القادر عضوي لجنة العلاقات الخارجية للحزب, ثم خالد الشكراوي الأستاذ الجامعي بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس أكدال. وقد شكل هذا اللقاء فرصة سانحة للتداول في إستراتيجية العمل للجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية بقيادة امانويل ,على عدد من الملفات التي تهم القارة الإفريقية , خاصة فيما يتعلق بالسلم والاستقرار والأمن بالقارة السمراء، فضلا عن تقوية وتطوير التعاون الثنائي والدولي ما بين الأحزاب الاشتراكية المنتمية لإفريقيا. وبهذه المناسبة, ذكر الكاتب الأول بأن قرار دعم ملف ترشيح ايمانويل لرئاسة هذه اللجنة الإفريقية بالأممية الاشتراكية من قبل حزب الاتحاد الاشتراكي، قرار مستند على الموضوعية والحكمة والنزاهة، يأخذ بعين الاعتبار الكفاءة والقدرة على تدبير أشغال هذه اللجنة وفق خارطة طريق تتماشى والمبادئ والقيم التي تتبناها الأممية الاشتراكية، كما أن امانويل بإمكانه أن يفتح آفاقا عملية في المستقبل تخدم القضايا التي تشغل بال إفريقيا المتمثلة في السلم والاستقرار والبناء الديمقراطي والأمن والتنمية. وفي السياق ذاته، نصح لشكر صديقه ايمانويل رئيس اللجنة الإفريقية، بان يترك ملف قضية الصحراء بيد لجنة البحر الابيض المتوسط التي تشتغل على هذا الملف منذ مدة, والتي تضم في عضويتها حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب جبهة التحرير الجزائرية والحزب الاشتراكي الاسباني، مشيرا إلى أن اسبانيا تعرف جيدا الملف بحكم تواجدها في المنطقة قبل تسليمها للمغرب، لذلك شدد لشكر على أن اللجنة الإفريقية بإمكانها أن تشتغل على عدد من الملفات وعدد من القضايا بإفريقيا ,خاصة قضية الساحل والصحراء والتنسيق مع الأحزاب الاشتراكية في هذا الملف الهام والذي له انعكاسات خطيرة على كل دول المنطقة ,خاصة في الجانب الأمني نظرا للكم الهائل للأسلحة التي تم تهريبها بعد سقوط النظام الليبي السابق. وفي نفس الإطار ذكر لشكر بموقف الأممية الاشتراكية فيما يتعلق بقضية الصحراء، على أنها تدعم كل جهود الأمين العام والأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل سياسي متوافق عليه ومقبول بين الأطراف المعنية ، وعبر لشكر بنفس المناسبة أن الاتحاد الاشتراكي سيكون منخرطا في مشروع العمل الذي قدمه ايمانويل للكاتب الأول في هذا اللقاء، والذي يعتبر بمثابة خارطة طريق للعمل تخص اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية. وكان لشكر قد تحدث في بداية اللقاء عن الدور السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي الإنساني، الذي كان المغرب ولا يزال يقوم به من أجل إفريقيا وشعوبها، وذلك بحضوره الدائم بشكل ايجابي في جميع القضايا الدولية التي تهم إفريقيا، مذكرا كذلك بالتاريخ المشرق المتمثل في وقوف المغرب إلى جانب حركات التحرر بإفريقيا والأدوار الأساسية التي لعبها في استقلال شعوبها والتمتع كذلك باستقلالية القرار السياسي بهذه الأقطار الإفريقية. ومن جهته، قدم امانويل كولو, رئيس اللجنة الإفريقية لإدريس لشكر التهاني لانتخابه كاتبا أول للحزب, معبرا في نفس الوقت عن إعجابه بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي حضرها شخصيا ثم طريقة انتخاب الكاتب الأول، وروح المنافسة التي طبعت مشاركة المرشحين الأربعة الآخرين. وانتهز ايمانويل الفرصة لتقديم مذكرة حول مشروع برنامج عمل اللجنة الإفريقية, طالبا من الكاتب الأول أن يتقدم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بملاحظاته واقتراحاته من أجل اغناء محاور البرنامج والملفات التي بالإمكان الاشتغال عليها مستقبلا، لتتم المصادق على برنامج عمل في الاجتماع القادم للجنة الإفريقية وعبر ايمانويل عن ابتهاجه وإعجابه على الطريقة التي تعامل المغرب بها مع التحولات والمستجدات التي عرفتها المنطقة المغاربية والعربية مؤخرا, من خلال الحراك العربي، مشيدا بالمسار السياسي والتجربة المغربية التي راكمت قواعد أساسية وآليات في البناء الديمقراطي على عدة أصعدة. وفي آخر هذا اللقاء, عرض لشكر على رئيس اللجنة الإفريقية أن الاتحاد الاشتراكي مستعد وسيكون سعيدا لاحتضان اجتماع اللجنة الإفريقية القادم بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن قررت اللجنة ذلك.