تسلب القنطرة المعلّقة على ضفتي نهر الشراط عبر الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين الرباط والمحمدية، عند مدخل مدينة الصخيرات في اتجاه بوزنيقة، والشبيهة بقنطرة وداي يكم، أنظار الزائرين، وهم يتطلّعون إليها بفضول كبير ويتتبعون تفاصيلها الشامخة، في فضاء أكسبها جمالية بحكم الطبيعة المحيطة بها وزادها رونقا وعظمة تشكيلها وكيفيات تشييدها وربط أجزائها فيما بينها، التي بقدر ما تشد انتباه العابرين وتثير إعجابهم، بقدر ما تخيف الكثيرين منهم بسبب علوّها من جهة وتقادمها من جهة أخرى، ويرتفع منسوب «الأدرينالين» أكثر حين تصل أصوات «طقطقة» الحديد واحتكاك قطعه بعضها بالبعض أثناء عبور السيارات عليه إلى الآذان، مما يجعل عددا من مستعملي الجسر المعلّق يرغبون في مغادرته بشكل سريع خوفا من وقوع ما لاتحمد عقباه. قنطرة واد الشراط، هي عبارة عن جسر يعود تشييده إلى عشرينيات القرن الماضي وتحديدا سنة 1917، وضع تفاصيله الهندسية المهندس الفرنسي فيردينوند أرنودين، الذي أشرف بنفسه على عملية البناء التي ساهم فيها خبراء وعمال فرنسيين ومغاربة، وتم استعمال مواد ترتكز أساسا على الفولاذ الصلب والأسلاك الحديدية المتينة والصفائح المعدنية، وفق معادلات رياضية دقيقة مقاومة للضغط وحركة وسرعة الرياح وعوامل التعرية، وفقا للمعطيات المتداولة في هذا الإطار. وخضعت قنطرة واد الشراط للصيانة في فترة استقلال المغرب سنة 1958، وتمت إعادة تجديدها في الفترة ما بين 1976 و 1977، كما قامت السلطات المغربية بوضع لوحتين رخاميتين في مدخلي الجسر تدلان على أن سنة تدشين الجسر هي سنة 1958. ويصل طول القنطرة إلى 103 أمتار ابتداء من المدخل الشمالي إلى المسلك الجنوبي، بعرض يصل إلى 6 أمتار، وممر للراجلين من كلتا الجهتين يبلغ عرض كل واحد منهما 60 سنتمترا، وتتكون الأسلاك التي تحمل الجسر من عدة توليفات حبلية. وتعتبر القنطرة من التراث المعماري الوطني العريق، فهي تربط الماضي بالحاضر، وشاهدة على تغيرات كثيرة عرفتها المنطقة خاصة والمغرب عامة، وباتت تستقطب تصوير أفلام سينمائية عالمية، بالنظر لشكلها وللخصوصيات المجالية المحيطة بها، لكن هذا الجسر أضحى ومنذ سنوات لا يبعث على الاطمئنان فقد تآكلت عدد من القطع المستعملة في تشييده، وطال الصدأ البعض الآخر، وبات استعماله مخيفا للكثيرين، وهو ما دفع لتوجيه نداءات منذ سنوات لإصلاحه أو لتشييد قنطرة جديدة، تم التفاعل معها جزئيا من خلال الإعلان عن منع مرور شاحنات بحمولات مرتفعة والترخيص لتلك التي لا تتجاوز حمولتها 3.5 طن، دون أن تتوقف موجة القلق والخوف من التفشي. وضعية تتواصل إلى غاية اليوم، في ظل عدم إتمام إنجاز القنطرة الجديدة المحاذية لها، التي يمكن أن تشكل بديلا آمنا، لتظل بذلك قنطرة واد الشراط التاريخية التابعة لوزارة التجهيز والنقل، وفقا لتصريحات مسؤولين بالجماعة الذين استقت «الاتحاد الاشتراكي» رأيهم بخصوص هذا الموضوع، الذين أكدوا على أنها هي من تشرف عليها وتعتمدها معبرا من المعابر الأساسية في المنطقة، مبرزين بأن هناك مشاكل أخّرت إتمام القنطرة البديلة، لكنها ستكون جاهزة في الوقت المناسب متى تم إتمام كل الأشغال الضرورية. ويطالب العديد من المواطنين بأن يتم الاهتمام بقنطرة واد الشراط وأن يتم الاحتفاظ بها كإرث تاريخي وعمراني للمنطقة، وأن يتم تسريع خطوات إنجاز القنطرة البديلة مع العمل على توفير الأمن وضمانه للمارة ولساكنة المنطقة على حد سواء، من الظواهر الإجرامية التي تقع هناك. صحفية متدربة