أولا:عن خلفيات ترجمة بنكراد لكتاب شبكة التواصل الاجتماعي لروبير ريديكير … لم يكن سعيد بنكراد، ممن يرضون من الغنيمة بالإياب، رغم ما راكمه من «غنائم»/ مُؤلفات مَرجعية في مجالها، وما ترجمه من كتب مُؤسسة في بابها، ورغم انتصاره «البطولي» المستحق على مختلف عوائق مساره حياته الأسرية فالمهنية والعلمية: طفلا يتيما، وتلميذا مشاغبا، وطالبا «مناضلا يساريا» «حالما وشرسا» في بركان وفاس وباريس( وتحملني، ص51-196) فأستاذا جامعيا «مجتهدا» في كل من مكناس والرباط. لقد ظل الرجل هو هو، بلغة المناطقة، يقرأ باستمرار تجديدا لمعارفه وتنويعا لها، ويكتب دوما دون انقطاع في أفقه المعرفي، ويترجم بانتظام، على أساس خلفياته الفكرية والسياسية. كل ذلك دون أن يهرول، كما هرول كثير من المهرولين من مجايليه، ودون أن يبحث عن «مجد وهمي، أو يلهث وراء شهرة مزيفة» ( وتحملني، ص270). في هذا الأفق المعرفي والنضالي ومدارهما عنده الإنسان، ذكرا وأنثى، دون تمييز أو تفاضل، سيترجم سعيد بنكراد كتابا جديدا وراهنا إلى اللغة العربية، ولفائدة القراء بالعربية، تحت عنوان، شبكات التواصل الاجتماعي، حرب التنانين (2023)، للفيلسوف الفرنسي المبرز في الفلسفة. وقد أصدره صاحبه روبير ريديكير (Robert Redeker ) سنة 2021، تحت عنوان، Réseaux sociaux :la guerre des léviathans، Groupe Elidia, Editions du Rocher ;FR. إن رهان سعيد بنكراد وهو يستضيف هذا القريب الغريب في بيت اللغة العربية وبيئة أهلها، شبكات التواصل الاجتماعي لروبير ريديكير، فضلا عن ضيافات سابقة لباقي الكتب الأخرى الموازية له والمعمقة لمجراها، من قبيل، الإنسان العاري، الدكتاتورية الخفية للرقمية، لمارك دوغان، وكريستوف لابي، وأنا أسلفي إذن أنا موجود، تحولات الأنا في العصر الافتراضي لإيلزا غودار، رهان حياة ووجود بالنسبة إليه، ولمسيرته السياسية والمعرفية والمهنية. فهو لا يمارس الترجمة، أو يستضيف الغرباء من باب الترف أو طلب الكسب، بقدر ما يمارس الترجمة وضيافة الغريب ( بنعبد العالي، ص125)، من موقع نضالي، وبنَفسٍ سياسي «تقدمي»، وبأفق وطن عربي يريده حداثيا وعلمانيا وديمقراطيا، ويحلم به كريما وعادلا ومنصفاً. ذلك ما يشهد عليه في سيرة تكوينه، ويُقر به وهو يقول:» لقد آمنا بالإنسان، وآمنا بحقه في الحرية والديمقراطية وفي الحياة الكريمة، وحقه أن يكون مواطنا بما تقتضيه هذه الكلمة من التزام بالواجب وتمتع بالحقوق أيضا، كنا نريد خير الإنسان حيثما وجد»( وتحملني، ص67). تلك هي الاختيارات الوجودية الكبرى التي آمن بها سعيد بنكراد وعاش من أجلها، ومن أجلها يعيش ليقرأ ويكتب ويترجم، ويخوض المعارك الكبيرة والصغيرة لتحقيقها، وفي طريقها أعطى «ضريبة» باهظة من حياته دون ضجر أو مزايدة. يحكي الرجل عن نفسه، ويكشف عن قناعاته في الحياة وما يقوم به في حياته العلمية : «أنا لست من الذين «يدينون» و»يشتمون» و»يشجبون» ويعلنون عن المواقف المبدئية الكبرى، أنا أقتفي آثار التخلف والجهل والتعصب الديني في مظانه، أي في ما يسكن البديهي في حياة الناس: في لباسهم وصورهم ووقائعهم اليومية وردود أفعالهم». (وتحملني، ص255.) وما ترجمته، في نظري، لكتاب شبكات التواصل الاجتماعي لروبير ريديكر الذي نحن بصدد تقديمه والتفاعل معه، سوى إحدى اللبنات من تلك الاختيارات الكبرى، وواجهة من واجهاتها لتصريف تلك القناعات وتأويلها، وفضح ما يبدو بدهيا في حياة الناس، وما هو بالبدهي فيما يكتب ويؤلف، وفيما ينتقيه لقراء العربية برموش عينيه للترجمة، وكأننا ونحن نقرأها نحس بأنفاس المُترجم على امتداد الكتاب ترافقنا وترسم لنا معالم الطريق، وكأنه كاتبه ومن رحمه خرج. تذكير بشبكة التواصل الاجتماعي وإنسان البصل من باب التذكير والتقريب، نحيط القارئ باللغة العربية أن كتاب، روبير ريديكير، شبكات التواصل الاجتماعي، حرب التنانين، الذي ترجمه سعيد بنكراد إلى العربية مطلع هذه السنة 2023، كتاب يتكون من ثلاثمائة وست وثلاثين صفحة (336) من القطع المتوسط. يتضمن الكتاب مقدمة «باذخة» للمترجم (من ص11 إلى ص30). نعتبرها مؤطرة للترجمة وموجهة للقارئ العربي، ومساعدة له لارتياد عوالم الترجمة وفهم مضامين الكتاب، وأسباب ضيافة الغريب وقَبوله والترحيب به والتعايش مع ما يعرضه عنا مما وصلت إليه لغتهم وفكرهم وفلسفتهم وعلمهم وثقافتهم وحضارتهم و ومآلات كل ذلك القريبة والبعيدة، على الإنسانية قاطبة، وعلى الأجيال المقبلة في المنظور المتوسط . لم يعرض المترجم في هذه المقدمة على قوة كثافتها، وجميل لغتها ونظمها، إلى إشكالات الكتاب، وأسئلته الحارقة ومخرجاته المرتقبة فحسب؛ بل تفاعل مع ما جاء فيه على أساس أنه صاحب قضية، واختيارات كبرى في الحياة، وما بعد الحياة، بل ومن موقع العارف بموضوع الكتاب وتحدياته، ومن زاوية الخبير بالمرجعيات الفلسفية التي يمتح منها الكاتب ويستند إليها، رؤية وتحليلا واستخلاصا، وعلى قاعدة ما تتيحه له السميائيات في فك ألغاز اللغة والصورة ، والكلام والثرثرة وأنساق الثقافة والتواصل وبناء المعنى، ومن منطلق خلفية سياسية مؤطرة يتعذر تجاهلها في هذا السياق، تُعلي من إنسانية الإنسان وتنتصر له، ضدا على ما تحوكه شبكات التواصل الاجتماعي، مجسدة في تنين الغافام، وهي تسعى لمراقبته فمعاقبته، ومسخه وتدجينه، وفضحه فالتحكم فيه. كل ذلك وغيره، وهو راض على ثرثراته واستعرائه، وفرح برأيه وما يتلقاه من لايكات وإيموجات. فالإنسان في شبكة التواصل الاجتماعي، عند المترجم نقلا عن فليب بروتون (P.Breton)، «شبيه بالبصل، إنه طبقات من قشور موضوعة فوق بعضها البعض»؛ بل الدولة الحديثة نفسها ومكتسباتها، في شبكة التواصل الاجتماعي في مهب الريح، تتربص بها قصد التهامها وتدمير سيادتها والحلول محلها. كما سيتضح أدناه. ثانيا: من تنين الدولة إلى تنين شبكات التواصل الاجتماعي: نحو كائنات رقمية اعتمد روبير ريديكير في كتاب «شبكات التواصل الاجتماعي، حرب التنانين»، في عرض محتوياته، وبسط إشكالاته، وتقديم الأمثلة والشواهد عليها، على عناوين مختلفة ومتنوعة ومتفاوتة، على خلاف السائد في عرض محتويات الكتب الأكاديمية، من أقسام أو فصول أو مباحث، وغيرها، وإن أخضعه مع ذلك، لما تخضع له الكتب من استهلال وعناوين، وخاتمة ومراجع. وهو كتاب راهن بسط فيه المؤلف واقع هذه الشبكات وتحدياتها الكبرى، سواء بالنسبة للإنسان والطبقة البورجوازية بمكتسباتها في الحرية وتقديس الحياة الخاصة، أو بالنسبة للدولة الحديثة، بإرثها التاريخي، ومؤسساتها العريقة، «رغم كل أشكال المقاومات الفاشلة لبعض الدول مثل الصين وروسيا أو إيران» (ص41). لقد جاء التنين الجديد والصاعد متمثلا في العالم الرقمي لينتصر للفوضى والتشظي وشعبوية الحشود، و ليلقي بكل مكتسبات الطبقة البورجوازية المتراكمة في زمن سابق إلى مزبلة التاريخ. فمع شبكات التواصل الاجتماعي تصير الدولة مجرد شباك للخدمات، ويصير فيها الإنسان المواطن أو الشعب مجرد بطن للاستهلاك، وتتحول فيها الأحزاب إلى «حالات سابقة على السياسة». فلم «يعد الناس يقبلون بوجود الدولة، إلا من أجل ما تقدمه من خدمات»(ص83 ريديكير)، وربما لهذه الأسباب يهاجرون منها ويهربون زرافات ووُحدانا نحو فضاء افتراضي يوهم بالحرية والرحابة والسعة والمساواة والسعادة والخير العميم، فتقتل السياسة وتدين أهلها. لقد عالج ريديكير في كتابه شبكات التواصل الاجتماعي قضايا كثيرة، وتحت عناوين مختلفة، وزودها بكثير من الأمثلة والوقائع والشواهد، مستلهما فكر أشهر أعلام الفكر الفلسفي الغربي القديم منه والحديث، ومحينا كثيرا من خلاصاته، وعينه على إبراز ما تشكله هذه الشبكات، بأجهزتها التكنولوجية، من خطر داهم على الإنسان والدولة ومصيريهما. وهو ما ينبغي الوعي به والإعداد له بما يلزم. غير أن الإلمام بمجمل القضايا التي بسطها الكتاب عن شبكات التواصل الاجتماعي ورصد خصائصها ومخاطرها، في هذا الحيز المحدود، يقتضي التركيز على مدخل نراه هاما في هذا الصدد، على أن يكون عنصرا محفزا فقط للعودة إلى الكتاب والإسراع في اقتنائه وقراءته دون وسائط إضافية. وفي هذا الاتجاه، فإننا نقترح مدخلا واحدا نفترضه سندا كافيا لتقريب مضامين الكتاب، وإبراز أهميته القصوى بالنسبة للقارئ بالعربية في المغرب ومختلف الدول العربية، هو مدخل واقعة دونالد ترامب وتغريدة الموت. ثالثا: واقعة دونالد ترامب ( D.Trump) و سلطة الغافام والحجر المُعمم لم يكن عبثا أن يستهل ريديكير كتابه عن شبكات التواصل الاجتماعي، بواقعة دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية مع شبكات التواصل الاجتماعية، وخاصة مع عمالقة الرقميات، المدعوة الغافام (GAFAM= أي غوغل، وآبل، وفايس وبوك، وأمازون، وميكروسوفت (Google, Apple, Facebook, Amazon Microsoft)، وبالتحديد مع تويتر والقائمين عليها. وهي الحادثة التي انتهت إلى هزيمة نكراء وغير مرتقبة لأقوى رئيس وأكبر وأغنى دولة ديمقراطية في العالم، بمصادرة تغريداته غير الملائمة «لمعايير ساكنة تويتر… وحذف حسابه نهائيا» (ريديكير، ص31). لم يكن السبب الحقيقي وراء هذه المصادرة والحذف راجعا إلى الطبيعة الاستفزازية لشخصية ترامب، وتصريحاته غير المحسوبة، أو لغرابة أطواره في اتخاذ مختلف القرارات المحلية أو الدولية، وقفشاته الفجة، وطريقة تصريفها الأهوج؛ بل ببساطة لأنه تجرأ وردّ بجرأة، على تويتر، وتمرد على قيمها. ولمعاقبته على هذه «الخطيئة»، وتأديبه على هذه الجرأة السوقية أو «الشعبوية»، كان لا بد من تعبئة وسائل الإعلام لمحاربته ومطاردته ومحاصرته أينما وجد، حتى جسدت كل الشر فيه. وللتذكير فبعد هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية لسنة 2020، دعا أنصاره الرافضين للاعتراف بانتصار جو بايدن Joe Biden) ) عبر تغريداته فقط إلى اجتياح الكابيتول في يناير 2021 وممارسة العصيان المدني للإطاحة بالديمقراطية، بما هي «ديكتاتورية طبقة بورجوازية حاكمة»(ص299). وكأنه بذلك يتجرأ على ممارسة الضغط الرقمي على الدولة ومؤسساتها، ويتطاول على الديمقراطية، ويسعى للإجهاز على أجهزتها التنفيذية. وهو ما لم تسمح به شبكات التواصل الاجتماعي، ومنها تويتر، التي انتصبت نفسها حَكما لمراقبته ومعاقبته والحكم عليه لأنه خرق القانون، ومارس نوعا من العنف، وما ينبغي له. وذلك إيذانا، بلغة ريديكير، ب»انشقاق الدولة والطبقات السائدة الجديدة التي تمثلها الغافام» (ص303). إنه مؤشر قوي على بداية إبدال حضاري جديد، يتمثل في التأسيس لصراع سيتمدد ما شاء له أن يتمدد، بين تنين الدولة الحديثة بمؤسساتها التنفيذية التي كان يمثلها ترامب ويرمز إليها، وبين تنين شبكات التواصل الاجتماعي مجسدة في الغافام، وهي في طريقها نحو التأسيس لشرعية الحكم باسم الدولة والأخلاق والدين ومعاقبة من يجب معاقبته، وفي مقدمتهم رئيس الدولة ذاته، وقد تحول عندها إلى شر مطلق، وشيطان رجيم (ص306)، وبالتالي إلى شخصية مكروهة للإقصاء لنتأمل مخرجات هذه الواقعة الدالة في بابها، وعلى تعبير ريديكير نفسه: «يخفي القمع الذي مارسته شبكات التواصل الاجتماعي والذي مارسته الغافام على ترامب حدثا بالغ الأهمية: الحرب من أجل القوة والسيادة بين شكل قديم من التنانين، تنين الدولة الديمقراطية، وبين شكل جديد يتمحور حول الاقتصاد الرقمي» (ص307). لم تكن حادثة ترامب مع الغافام مجسدة في تويتر حادثة عارضة، بل يمكن النظر إليها باعتبارها مؤشرا على ظاهرة تعم وتنتشر، «ظاهرة للقطيعة، وظاهرة للقفزة، وقفزة أنتربولوجية وقفزة سياسية» (ص227) . إنها بداية الانتقال من «عصر الفكر إلى عصر السمارتفون»(ص301 شبكات)، وبداية التمرد على النخب البورجوازية بشهاداتها العلمية العليا، أو « الشخصيات المزهوة بدبلوماتها وتربيتها وعلمها وموقعها في المجتمع وانصهارها في الثقافة، مرادفا لنوع من الغباء»(ص32). إنها لحظة «كراهية المعرفة، وكراهية اللغة الرفيعة و» كراهية الذكاء، وكراهية المثقفين وكراهية الإرث الثقافي»(ص240)، والإعلاء من شأن حشود المبحرين من الشعب، وإعطاء الكلمة «للحائرين» و»الساخطين» و»المتمردين» و»الثائرين» و»الغاضبين» وتافهي الثقافة لمزيد من الثرثرة والضجيج والاستعراء والتلصص والكراهية والعنف والاحتفاء بكل ما يقود إليها. تأسيسا على ما سبق، تُعد حادثة ترامب المذكورة أعلاه، مؤشرا على تدشين زمن جديد يتم بموجبه الانتقال من زمن تنين الدولة الحديثة بمؤسساتها المعلومة إلى زمن تنين شبكات التواصل الاجتماعي وعينها على التحكم في الحياة السياسية، والسيادة على مؤسسة الدولة ، بإرثها الديمقراطي التاريخي. بهذا المعنى، فإن» الصراع بين إدارة دونالد ترامب وبين الغافام هو صراع سيادة من أجل الهيمنة على العالم.(ص307). لم يعدم ريديكير جملة من الأمثلة الأخرى الداعمة لتحليله والشاهدة على استنتاجاته في مجالات ذات الصلة. فأورد واقعتين تعكسان سلطة شبكات التواصل الاجتماعي وقوتها الضاغطة على مؤسسات رياضية وأخرى إعلامية. الأولى، لما ضغطت على منظمي طواف فرنسا للدراجات القاضي بالتخلي عن خدمات المضيفات سنة 2020 المكلفات بتقبيل الفائز ومنحه باقة ورد، والثانية، ما وقع سنة 2021 من ضغط مارسته توتير على هيئة جريدة لوموند الفرنسية لسحب رسوم غزافيي غورس، ودفعه إلى الاستقالة من الجريدة، بضغط من القاطنين في تويتر. فقد أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي سلطة نافذة ورادعة. إنها ديكتاتوريا الرقمية التي تسعى إلى تدمير ما تبقى من إنسية الإنسان. في مقابل ذلك، لم يكن القائمون عن شبكات التواصل الاجتماعي سُذجا وأغْرارا في حربهم على الدولة والإنسان. فهي في حاجة ماسة إليهما معا، سواء بتشجع حكومات الدول على رقمنة إداراتها ومؤسساتها وتيسيير الولوج إليها، ولعل هذا ما يفسر من جهة موقع الرقمنة في أولويات أجندة الدولة المغربية، في مقدمتها النموذج التنموي الجديد(2021)، ومن جهة أخرى، تخصيص وزارة مستقلة للانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أو سواء بالعناية بالإنسان/ المستهلك، وعلاجه من أزمات مرتقبة، من منطلق» الحب الأبوي (ص83)، لعل أمضى الشواهد على ذلك الأزمة الصحية التي كان سببها انتشار جائحة كوفيد .19 سنة 2020، وحجر الناس في منازلهم الخاصة، أو بالأحرى في مرائب ومحميات و»حظائر» في ما يشبه الإقامات الجبرية، وتحت مراقبة السلطات الإدارية والاقتصادية. وهي التجربة التي عاشها المغاربة شأنهم في ذلك شأن كثير من مجتمعات العالم. إنه الحجر المعمم(ص279) يحد من حركات الناس وتنقلاتهم، ويعرضهم للرقابة المستمرة. إنها شفافية شبكات التواصل الاجتماعي. الإنسان الشفاف و الإنسان المرقمن. وهو ما كان وراء تحويل الإنسان إلى كائنات رقمية بلا روح ولا هوية، وبالتالي تسريع ما أصبح يعرف ب»البُعديات»، من قبيل «العمل عن بُعد، والطب عن بُعد، والمُقبّلات عن بُعد، والمدرسة عن بُعد..(ص292)، وتلك حكاية أخرى من حكايات شبكات التواصل الاجتماعي، ستكون موضوع مقالة مستقلة أخرى.