بعض صحافة ليزيسبانيول وهم يصفون منتخبنا بمنتخب الأممالمتحدة، يُظهرون جهلا كبيرا بعلاقة مغاربة العالم ببلدهم الأم، ويظهرون كذلك كسلهم في قراءة الهجرة المغربية رغم أن ببلدهم جالية مغربية كبيرة، يكفي أن يطلعوا على رقم التحويلات المالية التي يقوم بها مغاربة العالم، والتي تتجه صوب أبعد القرى والمداشر وتساهم في حفر بئر في تاونات وتعبيد طريق في وجان وبناء مدرسة في تافراوت ناهيك عن التحويلات القارة التي تكفل الآباء وتساعد الإخوة والأهل والجيران والأصدقاء، يكفي أيضا أن يراقبوا المعابر وكيف يفضل مغاربة العالم قضاء عطلهم في المغرب رغم توفرهم على إمكانية قضاءها في أماكن أخرى أكثر ترفيها ولكنهم يرغبون في العودة إلى الديار إلى روائح الدوار ودردشات راس الدرب وتوزيع الهدايا وتلقي أخرى وتبادل الزيارات وكؤوس الشاي والحلوى وأطباق الكسكس والرفيسة وأركان وأملو، وإقامة أعراسهم وكل أفراحهم المؤجلة في البلد وبكل طقوس البلد. تلعب الأمهات دورا بارزا في كل هذا، في زرع قيم الانتماء للمغرب والتكافل وواجب المساعدة وتغرس الهوية المغربية العريقة في أطفالها، الذين يقطنون باريس وبروكسيل ومدريد يرتادون مدارسها ومقاهيها ومولاتها، ولكنهم يعودون للبيت مساء ليقتعدوا صالونا مغربيا وفراشا مغربيا وطاولة أكل مغربية يتناولون طعاما مغربيا من نفس الصحن وبنفس نكهة البلد ودفء البلد، ولهذا وحتى لو كان الأب من جنسية مختلفة تطغى الجنسية المغربية دون أن تلغي الأخرى أو تعاديها والمغربيات متفوقات في هذا الأمر.. ارتباط مغاربة العالم ببلدهم الأم يتجلى أيضا في استقبال الأهل خصوصا الآباء في بلد المهجر، فكل مغربية في أي بقعة من العالم تحرص أن تستقدم الأجداد في لحظات معينة ليقضوا فترات طويلة بين الأحفاد لتتقوى العلاقات الأسرية بينهم ويحدث الاشتياق لهم، وبالتالي ضمان عودة الأبناء للمغرب للقاء أجدادهم.. الهجرة عند المغاربة هي مشروع عودة وليست مشروع حياة فتجد مغاربة العالم ومهما بلغت درجات ترقيهم الاجتماعي والاقتصادي في بلاد المهجر يحرصون أيما حرص على اقتناء منزل بالمغرب ربما حتى قبل أو بدون رغبة قي اقتناء بيت في بلاد يسمونها «الغربة» ويتحدثون عن حياتهم في «بلاد الغربة».. مرة وأنا اتجول بشوارع برشلونة رفقة صديقة مغربية أثار انتباهي تبني الإسبان الكبير للكلاب وتجولهم في المدينة مع أكثر من كلب، فيما يتجول المغاربة رفقة ثلاثة وأربعة أطفال، أخبرت صديقتي أن الأمر مضحك المغاربة يستغلون جودة الخدمات لتربية أطفال كثر ما شاء الله وهادو كيربيو الكلاب.. في المطار ونحن عائدات طلبت منا سيدة تشتغل ببلدية برشلونة وتقوم باستقراء أراء ضيوفها عن رأينا بالمدينة لم أتردد من إخبارها أن وجود كلاب يتجولون في كل الشوارع ويقضون حاجتهم في كل مكان أمر مقزز ويثير روائح كريهة، رغم قيام صاحب الكلب بالتقاط فضلاته إلا أنه لا يمكن تجفيف السوائل، أخبرتني أنني محقة وأنهم بصدد تهيئة فضاء كبير سيخصص لتجوال الكلاب.. التفتت نحو صديقتي وقلت لها «تيقيبيا غادي يجي نهار هاد إسبانيا غادي يبقاو فيها غير المغاربة و»الكلاب» الإسبان وحتى هوما ماشي إسبان لأن أصول الكلاب ليست بالضرورة إسبانية.. منتخب المغرب ليس منتخبا للأمم المتحدة هو منتخب المغرب الممتد، منتخب الأمهات المغربيات الحرات ومنتخب الانتماء العظيم لبلد عظيم وتربة لا تنفصل عن أبنائها.. #حنا_غير_نية_وغادي_نبقاو_دايرين_النية