على الأقل, وهذا هو حالنا, تأتينا الأنباء أحيانا لتطمئننا على كلابنا قبل حتى أولادنا القابعين في بلاد المهجر, فطوبى للكلب «لي لا» الذي لم يكن ينتظره في المغرب غير المبيت في الشارع, وتسول بقايا العظام والطعام في مطارح الأزبال, وتحمل جور رماة أطفال المدارس الذي يشمون الكلاب بباقة مختارة من الحجر في أعينهم وظهورهم. حال الكلاب في المغرب لا يختلف عن حال بعض البشر, فشوارع المغرب في المدن تعرف معاشرة تاريخية واجتماعية وألفة خاصة بين بني الإنس وبني كلبون, يتقاسمون التشرد والظلم وسوء المعاملة, وحتى غياب التلقيح, فأغلب كلاب المغرب ومشرديه من البشر لا يحملون «الجلبة», وليست لهم مناعة ضد الرفاهية والهناء, طالما الشقاء مكتوب على جبينهم من أول يوم. كلاب الشارع في اسطنبول مثلا تحمل صفائح معدنية على آذانها, مدون بها آخر يوم تم تلقيحها فيه, مع أرقام هاتفية لمكتب حفظ الصحة العمومية, وهي تتجول بين الناس بكل اطمئنان وأمان, وترافق السياح في جولاتهم وتوصلهم حتى فنادقهم, ثم تعود لتتجول من جديد, وتتكلف سيارة خاصة تجوب الشارع لتنظيفهم وفحصهم بشكل دوري, أما في القاهرة فهناك مستشفى العباسية الخاص بالكلاب وبه مقابر نقشت عليها شواهد بأسماء الكلاب وأسماء أصحابها. الكلب المغربي, أعزكم الله, أصبح مفضلا على الرجال حتى في اقتسام السرير والنوم, وهاهي ممثلة هوليود الشقية والفاتنة, كيت بوسورث, تطلق مفاجأة من عيار ثقيل أمام وسائل الإعلام الأمريكية وتصرح بأن الكلاب لها أولوية في حياتها, مؤكدة أنها قد تطرد رجلا من حياتها بدلا من أن تطرد كلبها المغربي. فالممثلة الهوليودية كيت بوسورث, التي أدت بطولة الفيلم الشهير «عودة سوبرمان» سبق لها أن زارت المغرب وقضت عطلتها به, وعوض أن تغرم على أرض المملكة السعيدة برجالها, لم يعجبها في بلاد تحتفل ب 1200 سنة على تأسيسها, سوى بكلب, عطفت عليه وشدها من أول نظرة فقررت تبنيه وتفضيله على الرجال في العطف والحنان. المثير في تصريحات بوسورث المزدادة سنة 1985 بمدينة لوس آنجليس الأمريكية, أنها أشارت إلى أن صديقها عارض الأزياء البريطاني جيمس روسو لم يكن سعيدا عندما أخبرته بأن الكلب سيشاركهما السرير, لأنها لا تعتزم التخلي عن صديقها المقرب (الكلب المغربي يا حسرة) تحت أي ظرف, وقالت: «أحب كلبي.. لقد تربيت على أن تنام الكلاب في سريري, واعتبر صديقي الأمر غريبا في المرات الأولى التي قضاها معي». هذا وقالت الممثلة الأمريكية في تصريحات تناقلتها أغلب وسائل الإعلام الدولية والمواقع الإلكترونية المهتمة بأخبار السينما والمشاهير أن «الكلب يأتي قبل الرجل في البقاء على السرير», مؤكدة أنها قد تطرد رجلا من حياتها بدلا من أن تطرد كلبها المغربي, أو على رأي الكاتب المصري الشهير أنيس منصور : «كلما عرفت الإنسان إلا وازددت حبا للكلاب» فلكم الاختيار!