خطا المنتخب الوطني المغربي خطوة كبيرة في طريق التأهل إلى الدور الثاني من مونديال قطر 2022، عقب انتصاره البين على المنتخب البلجيكي بهدفين دون مقابل، مساء أمس الأحد، على أرضية ملعب الثمامة، برسم ثاني جولات المجموعة السادسة. وأظهر المدرب وليد الركراكي ذكاء تكتيكيا كبيرا، بعدما نجح في امتصاص حماس المنتخب البلجيكي، المدجج بالنجوم، وصاحب الرتبة الثانية على مستوى ترتيب منتخبات العالم، وراء البرازيل. ودخل الفريق الوطني هذه المباراة، التي شهدت حضورا جماهيريا كثيفا، وكان بالفعل سندا كبيرا للعناصر الوطنية، التي خاضت المباراة بالقلب والروح، وأصرت على الظفر بالنقط الثلاث، والأخذ بثأر عمره 28 عاما، بعدما فاز الشياطين الحمر في مونديال الولاياتالمتحدةالأمريكية 1994، على الفريق الوطني بهدف واحد، في مباراة أبدع فيها رفاق مصطفى الحداوي. وعلى عكس مباراة كرواتيا، التي انتهت بالتعادل السلبي، ظهرت العناصر الوطنية بوجه مغاير، وفرضت أسلوب وطريقة لعبها على المنتخب البلجيكي، من خلال ملء وسط الميدان، وتقليل المساحات أمام الثنائي إيدين هازار وكيفين ندي بروين، ولاسيما في ظل تألق اللاعب المقاتل سفيان أمرابط، الذي قدم مباراة كبيرة، بالإضافة إلى لاعبي الخط الدفاعي، بقيادة العميد غانم سايس ونايف أكرد، وخلفهما الحارس المحمدي، الذي عوض ياسين بونو، في آخر لحظة، بعدما شعر هذا الأخير بدوار، قبيل الانطلاقة. وإجمالا، لقد كان اللاعبون في الموعد، وأبانوا عن رغبة كبيرة في تحقيق الفوز، سيما وأن الركراكي أكد خلال الندوة الصحافية التي سبقت المباراة على أن الفريق الوطني قادر على الفوز، وأن الرهان الأكبر هو العبور إلى الدور الثاني، وتكرار إنجاز مكسيكو 1986. وكاد الفريق الوطني ينهي الجولة الأولى متقدما، لكن حكم الفيديو تدخل في الدقيقة 45، بعدما ألغى هدف زياش، بداعي تسلل العميد غانم سايس، وهي حالة جدلية فيها نقاش كبير. ومع انطلاقة الجولة الثانية، حافظ الفريق الوطني على نفس النسق، حيث كاد الفريق الوطني أن يهز شباك العملاق كورتوا، لاسيما عبر زياش في الدقيقتين 51 و57، حيث سدد بجانب القائم. وراهن الركراكي على تغييراته، من أجل إعادة ضبط الأوتار، حيث أدخل الصابيري مكان أملاح وعطية لله عوض حكيمي، الذي وجد صعوبة كبيرة في إكمال اللقاء، بسبب الإصابة التي كان يعاني منها. وأعطى الصابيري نفسا جديدا لخط الوسط، قبل أن يمنح الفرحة لكافة الشعب المغربي، بعدما هز شباك الحارس كورتوا، في الدقيقة 73، عقب تنفيذه ضربة خطأ اصطادها الودادي عطية لله، ويرسل الكرة بطريقة جميلة إلى الشباك البلجيكية. وحتى ينهي كل الحسابات، عزز الركراكي الخط الدفاعي بإشراك الياميق محل أوناحي، الذي مازال بعيدا عن مستواه العهود، كما أدخل أبوخلال مكان بوفال، فسد جميع المنافذ في وجه البلجيكيين، رغم أن المدرب مارتنيز استنجد بالدبابة البشرية لوكاكو، الذي وجد نفسه تحت مراقبة الياميق. وفي الوقت الذي كانت الجماهير تنتظر صافرة النهاية، والاكتفاء بهدف الصابيري، أبى أبوخلال إلا أن يترك بصمته، ويعزز التفوق المغربي بهدف خرافي في الدقيقة 2+90. وسيكون الفريق الوطني على موعد يوم الفاتح من الشهر المقبل مع المنتخب الكندي من أجل تأمين العبور الرسمي، حيث يكفيه التعادل لحجز مقعد له بين الكبار.