انطلقت بعاصمة الأقاليم الجنوبية، اليوم، فعاليات الأيام الاقتصادية المغربية الفرنسية المنظمة من لدن الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب بمشاركة 50 شخصية من صانعي القرار والرياديين ورجال الأعمال الفرنسيين. وترأس الحدث، الذي يمثل مرحلة جديدة في تعزيز الإرساء الإقليمي للغرفة الفرنسية، لا سيما في الجهات الجنوبية للمملكة، كريستوف لوكورتي، السفير الفرنسي المعتمد لدى المغرب، وحضرته على وجه الخصوص كلوديا غوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، ومولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، وسيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، ومحمد جعيفر، المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة العيون الساقية الحمراء. وشكل برنامج "الأيام الاقتصادية"، الذي احتضنه القصر البلدي بالعيون، فرصة للفاعلين المحليين بجهة العيون الساقية الحمراء لعرض مخطط التنمية الجهوية لاطلاع الوفد الفرنسي على الإمكانات المتعددة وفرص الاستثمار المتاحة بالجهة؛ وذلك بفضل البرنامج الملكي الطموح للفترة 2021-2015 الذي وفر بالمنطقة إمكانات متعددة للاستثمارات والشراكات والتبادلات التجارية، كما عمل على إنجاز بنيات تحتية بمعايير دولية لتكريس مكانتها كقطب إفريقي محوري متميز. وتأتي هذه الأيام الاقتصادية المغربية-الفرنسية بعد زيارة الدولة الرسمية الأخيرة التي أكد خلالها البلدان المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية التزامهما بتعزيز التعاون الاقتصادي في القطاعات الإستراتيجية والمستقبلية. وارتكز جدول أعمال هذه الأيام الاقتصادية على عروض تقديمية لخطط التنمية الجهوية بالعيون، قدمها كل من المجلس البلدي للعيون ومجلس جهة العيون الساقية الحمراء والمركز الجهوي للاستثمار؛ وذلك لتحسين فهم الأولويات والفرص الاقتصادية للجهتين بشكل أفضل، وخاصة في القطاعات الواعدة مثل الطاقات المتجددة وصيد الأسماك والمياه والبنيات التحتية. وفي السياق ذاته، قُدّمت للوفد الفرنسي عدد من العروض المعززة بشريط فيديو حول المساعي التي تقودها المملكة المغربية برعاية الملك محمد السادس؛ بناء على النموذج التنموي الذي أطلقه في سبيل تحقيق تنمية شاملة على مختلف الأصعدة على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء. التنمية الجهوية وفي هذا الصدد، عبرت كلوديا جاوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، عن سعادتها بالوجود بحاضرة الأقاليم الجنوبية وبمشاركتها في فعاليات الأيام الاقتصادية الفرنسية المغربية رفقة وفد يتكون من 50 شركة فرنسية رائدة تضم مؤسسات قائمة في المغرب وأخرى تسعى إلى التوسع في المملكة المغربية. وأضافت المسؤولة الفرنسية، في تصريح خصت به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العروض المقدمة صباح اليوم ضمن الPDRالخاص بمدينة العيون وبجهة العيون الساقية الحمراء حظيت بإعجاب المشاركين"، مؤكدة أن "حجم المشاريع الطموحة يتيح للشركات الفرنسية فرصا حقيقية للدخول في شراكات استراتيجية للتطوير المشترك، بما يتماشى مع أهداف البرنامج حتى عام 2027". وسجلت رئيسة الغرفة الفرنسية أن "تعزيز الربط الاقتصادي بين إفريقيا وأوروبا بات واقعا ملموسا؛ ما يخلق فرصا واعدة للاستثمار المشترك"، واصفة هذا التوجه بأنه خطوة نحو "كتابة التاريخ" عبر التزام الشركات الفرنسية بخارطة الطريق التنموية للمنطقة، ومشددة على "استعداد الغرفة لدعم ومساعدة هذه الشركات في تحقيق أهدافها الاستثمارية". وعن طبيعة هذه الأهداف وأهميتها، أوضحت الغرفة الفرنسية، في تواصلها مع هسبريس، أنها "ستتركز في تقديم معلومات وخدمات للمستثمرين وللشركات الأجنبية، فضلا عن المنخرطين المنتمين إلى غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، من أجل تمكينهم وربطهم مباشرة بالمناطق والأقاليم التي يمكنهم الاستثمار فيها؛ خصوصا أنها مناطق جد غنية بإمكانيات ومؤهلات استثمارية واعدة، ومشاريع هيكلية جد مهمة". وتابعت: "لذلك، كان من الطبيعي أن تنتهج الغرفة الفرنسية مقاربة تسهيل المساطر وتقريب الخدمات، سواء من حيث المعلومات أو من ناحية تسهيل مواكبة جميع مراحل تطور الشركات المهتمة بالاستثمار في جهة العيون وأقاليمها، من نشأتها وصولا إلى التكوين وتطوير وتصميم مشاريعها". وختمت كلوديا حديثها لهسبريس بالقول: "نحن جد سعداء بمرافقة هذه الشركات في مسيرتها لتعزيز شراكاتها وتوسيع استثماراتها، بما يخدم تنمية المنطقة ويساهم في تحقيق رؤيتها المستقبلية". ريادة الأعمال واعتمدت الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب CFCIM، كفاعل اقتصادي في الجهات الجنوبية منذ سنوات، نهجا استباقيا لدعم الأولويات الجهوية؛ وذلك بتنظيم الأيام الاقتصادية المغربية-الفرنسية. كما تواصل تجسيد وتحقيق رؤيتها المتمثلة في تعزيز التنمية الاقتصادية الجهوية والتسويق الترابي، من خلال تحفيز ريادة الأعمال وجذب استثمارات عالية الجودة. ويضم الوفد خمسين شخصية من قادة الأعمال الفرنسيين المتخصصين في مجالات متعددة؛ بما في ذلك الصناعة والسياحة والطاقات المتجددة والتكنولوجيا وغيرها، حيث شكلت الأيام الاقتصادية فرصة لهذه الشركات لإقامة الروابط واستكشاف فرص وآفاق التعاون وتدارس مشاريع استثمارية ملموسة. وفي هذا السياق، أعرب رجل أعمال فرنسي يقود شركة متخصصة في الطاقات المتجددة بباريس عن اندهاشه بخصوص "البنية التحتية التي باتت تتوفر عليها مدينة العيون، خاصة بعد إحداث عدد من المناطق الصناعية متعددة التخصصات"، لافتا إلى أن "من نتائج الأيام الاقتصادية الفرنسية المغربية تثمين التعاون بين باريس والرباط للتنزيل الأمثل للشراكة الاقتصادية إلى مستويات متقدمة في المستقبل القريب". حري بالذكر أن مهمة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، التي يبلغ عدد أعضائها 3 آلاف عضو وأزيد من 20 ألف منخرط، تتمثل في تقديم الدعم والمشورة للشركات الفرنسية والمغربية في تسيير مشاريعها التنموية. وفي هذا الإطار، قدمت هذه الغرفة مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى تزويد المستثمرين وأعضائها بأفضل الحلول عبر تقديم المشورة، ودراسات السوق، والمنشورات، والتواصل، والربط الشبكي والاجتماعات المهنية، وبعثات التنقيب الثنائية BtoB في المغرب وعلى المستوى الدولي، وتنظيم المعارض والأحداث التجارية.