إلى آنا أخمادوفا أنَّا، يَشُقُّ عليَّ هذا النأيُّ، وليسَ لي من مؤنسٍ سواكِ في ليل تكسرَ وأصرخُ أناديكِ لي رغبة أن أرجَّ سكينة مقبرة « كاماروفو» حيثُ تقيمين منذُ عدم بعيد وأرهفُ السمعَ، لا قمرَ يبشِّرُ برجعِ صداكِ ولا أنتِ ترسلين في الهواء بصيص فرحٍ بشيء ما منكِ أعاوِدُ التفكير فيكِ فأجدكِ مثلَ سَعَفَة اخضرَّ قلبك بالحبِّ مراراً لكنَّ الفجيعة كانت المآلُ حتى لكأن الحب أوصدَ فيك باب اللُّقيا آنا أخمادوفا، يصهَلُ قلبي حينَ أناديك أنادي شبيهتي فيك المرأة الغاصَةَ بالنداء واللوعة والندى والمواعيد الأرجوانية في الجهةِ اليقظى من الغواية لا شيء يسعِفُ خاطري يا آنَّا سوى أن أفهمَ، فقولي لي: – ما القُبلةُ؟ { وأسمعُ الصدى: بابُ الأبديةِ} – ما الغياب؟ {واسمعُ الرجعَ: مرآة كَدِرة} – كيفَ نأتي لنرحَلَ؟{وأسمعُ الهفهفةَ: نرحل لنأتي} – منْ خَرَّبَ هذا الصَّمت؟ {وأسمعُ الرنينَ: إنها الرياحُ} – ما الجسد؟{وأسمعُ الهسيس: نافذة} – أمَا من مسلكٍ؟ {وأسمعُ الصراخَ: الألم} – متى يصبح القلب بلا حواس؟{ وأسمعُ المواءَ: حينَ التَّوَلُّه} – لماذا يعتصرني السؤالُ؟؟{وأسمعَ التكَّاتِ: كيْ تصيري عطرا لوردة} أنّا..يا المنذورة للهاثك القديم بين أوديسا وموسكو ماذا تفعلين الآن بكل ذلك البياض؟ في سديمك المطلق، ماذا تصنعين بالهدأة ؟ أي نارنجةٍ تشتهين أن أعصرها على شاهدة قبرك؟ طائر الصفاري الذي يغني الآن على شفا شهوتي وددتُ لو أهديكِ شدوهُ يا أنا.. وددتُ لو اجمعُ لك حفيفا خفيفا في قارورة عطر من «سابترسبورك وأحشو لك غيمات بقطنِ الحنين ولموتٍ لذيذ أشهى من موتك أدعوكِ تحت شجرة القيقب الضخمة معكِ أجلس يا أخمادوفا البعيدة وأحكي لك عن ليلة نزل فيها المطر مِدْرارا ونزلتْ مَعهُ زخَّاتُ الحُب تحركتْ لَها نَواقِيس الغَيث… رقيقا وعذبا كان الدخول من تلك الليلة إلى المرجِ حتى رأيتُ في ما يرى الساهي يدين بِخِفَّةِ الجَنَاح تطيران في تضَام.. عودي إلى نهرك السماوي يا أنا روسيا ليست بخير نامي ولا تفكري في الأمر بعد حينٍ ستُفرغُ العاصفةُ من فزعها العظيم. بعد حين سيجيءُ الفرح. (17 أبريل 2022)