بالأمس القريب شيدوا بناية على بابها دعوة أغرت صاحبنا بالفضولِ وداعبت أحلامه الدفينة.. تناثرت حروفه وارتد صداه أوراقا بلا أثر.. » » » » » » » » كان الصرح مرقصا بالمدينة انتصبت فيه أضواء تلهو بالزمن وتدغدغ صمت الزوار فتشرد الذاكرة وتمضي خارج السفر.. » » » » » » » » في مرقص المدينة تتحرك الأجساد مثل دمى تدوس ظلها ولا تبالي.. تُضرَب كف بكف وتُداعَب كأس بكأس تنثر الفراغ جرعات بلا توان فأي قبو هذا الذي صار دخانا تصّاعد إلى الأعالي؟ قيل يا دار كوني بردا وسلاما وارفقي بالحال.. » » » » » » » » هي ذي الأرض تدور حولي تدور مثل كرة سددتها قدم من خيال.. مثل طير فارق عشه لم يخف حجر الأهالي وما لي في المكان رصيد ينفذني من الضلال.. » » » » » » » » في مرقص بالمدينة يرتفع الإيقاع وصوت المغني إذ يغني يرتد صداه يا من ضيع في الفكر حبره تقدم .. ولا تشعل فتيل السؤال هنا مملكة بلا شطآن لا مكان فيها للرقيب فاغنم من الحاضر ما اسطعت وكن فيها بدر الزمان.. أرهف السمع قليلا لنبض الأشجار وانتشي إكسير الحياة كما العشاق يتبادلون رسائل العيون.. » » » » » » » » » في مرقص بالمدينة ارتد الحرف وحيدا مثل غيم أخلف وعده وغاب عن البستان.. تخلخل الزائر الحاضر وقيل «اليوم خمر وغدا أمر».. هي ذي اللحظة سيدة المكان واللعبة فيها متواصلة بالكأس والرهان.. فمن يمسك السحاب حين الأفق بدا مثل نجم آيل للسقوط؟ ... كتب مراسل الجريدة صباحا: «بالأمس في مرقص المدينة شوهد بدر الزمان ضيفا ثملا يرقص برجل واحدة يغنى بصوت مبحوح يتلذذ بقبلات سريعة نسي العالم فصار حكاية من طين نام في العسل.. نادوه باسمه يا.. فأوغل في السكون وحين أيقظوه لم يجدوا غير ظل بلا جسد» !...