المرشح الذي لم يقرأ ويستوعب ويؤمن ببرنامج حزبه فليدفن رأسه في الرمل، لا تكفي العواطف الجياشة لبناء الغد بل ما يبني الغد هو العقلانية المؤسسة، طالعوا برامج الأحزاب، على الأقل، إن لم تتدبروها، ففيها تكمن الحقيقة والتطلعات، أما الأشخاص فهم عابرون، من لم يخصص بعض الوقت لقراءة برنامج الحزب، الذي ترشح باسمه، لن يخصص، بالتأكيد، الوقت لتتبع مشاكل المواطنين، وللمواطن أن يطالع برامج الأحزاب وأن يجعلها أساسه في الاختيار، فالبرامج باقية والانتهازيون إلى زوال . والوطن أولا، أولا بما نحمله من قيم ومحبة وإخلاص بعيدا عن كل المزايدات… الوطن أولا لأنه العش والحضن والمدفن … الوطن أولا لأنه الولاء. الوطن أولا لأننا نحب بعضنا في الله والوطن، رغم قسوتنا على بعضنا، بتلك القسوة غير المبررة المدفوعة بأنانيات الكينونة النرجسية، يبقى ديدننا للوقوف في وجه العدو… الوطن أولا هو ذلك الآخر الذي ينتظر يدا تمتد إليه لتنقذه . الوطن أولا هو تلك الكفاءة التي تبحث عن من يكتشفها . الوطن أولا هو تلك الحرية والأمان اللذان ينشدهما المواطن. الوطن أولا هو أنت قبل أنا . الوطن أولا هم الغاضبون قبل المؤيدين . الوطن أولا هم كل هؤلاء المخلصون للقيم النبيلة حتى وإن أخطأوا في العمل بها، أو فشلوا في تفعيلها لأن الزمن السياسي لم يسعفهم، أو لأنهم أقل من اختياراتهم. الوطن أولا، صحراء وريف شامخ وأطلس بينهما يهتفون بصوت واحد: عاش الوطن، عاش المغرب بثوابته وعاش الملك. الوطن أولا تسامح قبل عقاب… الوطن أولا هو ما عبرت عنه الخطب الملكية وتنتظر من يفعلها بكل أمانة… الوطن أولا نموذج تنموي… وأول الوطن وآخره هو أن تختار من يستحق أن يمثلك، لا أن تختار من يتفنن في استمالتك . فكن ذكيا بما يكفي واختر النظافة، والنظافة طبعا نسبية !