اصبح الحديث عن النسقية المعجمية من خلال المفردات المتخصصة داخل المؤسسات ضروريا ،وذلك لما يكتسبه الإنتاج المعجمي من ابعاد سوسيو معرفية بحكم تحديده للانتماء الى مجموعة معينة قد تكون اجتمماعية او مهنية ، مما يعني بناء مفاهيم تقنية خاصة ، يملك من خلالها ابعادا هوياتية ، تساعد على انتاج معجمي متخصص ومعلل يكون غير اعتباطي ، لانه لا ينفصل عن محدداته الاجتماعية للغة او عن ما تؤديه من وظائف على المستوى المعرفي ، ذلك ان تسهيل العملية التواصلية بين الافراد والمؤسسات كمسالة رئيسية تقوم من خلال نقل المعلومات واستقبالها وتحليلها وتخزينها وتوظيفيها بالشكل الملائم . مظاهر الاشتغال اللساني للغات المتخصص شكل الاشتغال اللساني على اللغة بجميع مستوياتها الشفوية والمكتوبة والأدبية والعلمية والتقنية والمهنية ، اهتمام العديد من الدراسات اللسانية والتطبيقية ، مكن من ظهور علوم جديدة تنطلق من مفاهيم تقنية وعلمية دقيقة اغنت التراث اللغوي المكتوب ، تجاوزت فيه النظريات المعيارية التي اعتمدتها الدراسات النحوية وفقه اللغة التي كانت تشتغل على اللغة في ابعادها الكلاسيكية والمعيارية . لقد اجتهدت الدراسات المعجمية الحديثة من خلال البحث في بنيات اللغات المتخصصة ومكوناتها المعجمية ارتباطا بالسياق التطبيقي كالترجمة الالية ومعالجة النصوص وفهم الكلام وتركيبه بغاية معرفة الاستخدامات الممكنة لذلك ، وللمعجم المستعمل في شتى المجالات المتخصصة للوقوف على حمولتها الدلالية والمعرفية وبناء مصطلحات مختصة بها . قضايا تنظيم المعارف المتخصصة في النظريات المصطلحية الحديثة علاف عن الانسان ومنذ امتلاكه القدرة على التفكير والكلام على تسمية كل الأشياء المحيطة به ، او كل ما يشغل باله بعد ان نحت لذلك أسماء واشكال لسانية تحولت الى مواضعات طرحت أسئلة بخصوص التعارض الموجود بين اللغة العامة واللغة الخاصة، وهو تعارض امتد الى التفريق بين المصطلحية والمعجمية كما تاسس ذلك في الادبيات اللسانية وفق تصور تقليدي معياري . ان تنظيم المعارف المتخصصة في النظريات المصطلحية الحديثة اسس لما يعرف بظهور لغات التخصص من اجل الإجابة عن العديد من الاحتياجات المتعددة في مجال دراسة لغة المجال، لبناء نسقية معجمية لدراسة المصطلح باعتباره الفاظا تساهم في نقل دلالات مقننة اجتماعيا ويمكن ادراجها ضمن ممارسات مؤسسة او ضمن مجالات من المعارف حتى تنتج تواصلا متخصصا وفعالا بين الخبراء . الاستعمالات اللغوية المتخصصة داخل المؤسسات ارتبطت الاستعمالات اللغوية المتخصصة داخل المؤسسات في الأصل بما هو مكتوب قبل ان ترتبط بالتحولات التقنية الحديثة ، ولعل ما يعكس ذلك هو هذا العدد من النشرات والتقارير والرسائل التي تحيل على مجالات متخصصة ومتعددة ، وهي في عرف الدرس اللساني انتاجات لغوية متعددة يمكن اخضاعها للتحليل وللمقاربات اللغوية، بحكم وظيفتها التواصلية والتي تنطلق من سياق سوسيو خطابي ، كاللغات القانونية والإدارية والسياسية ن وهو ما يفرض انجاز ما يسميه الباحث بالتهيئة اللسانية التي تشمل نطاقا واسعا من المناهج والمقاربات ،وتضم كل من المصطلحية والمعجمية والترجمة والمقاربات المبنية على المتون بهدف ملاحظة الكلمات المولدة داخل المجموعات الخطابية . من اجل ضبط التقاطعات اللسانية والتفاعلات المعرفية لقد عمل الكتاب للدكتور عبد النبي سفير الاستاذ بكلية الاداب بظهر المهراز بفاس على تناول مجموعة من قضايا اللغة المتخصصة ، وذلك حتى يتمكن القارئ العربي من الانفتاح على مجموعة من العلاقات التي تنسجها اللغة مع مكونات أخرى ، بغاية ضبط مجموعة من التقاطعات اللسانية والتفاعلات المعرفية، عبر ادراك وتحديد المادة المعجمية المتخصصة والمستعملة وطبيعتها ومصدرها وسبر الحمولة المعرفية للوحدات المصطلحية وشرح وتتبع الكيفية التي يعالج بها الفرد والمؤسسة على حد سواء المعلومات المخزنة داخل كل وحدة مصطلحية واحالاتها على مرجع مفترض او تاسيسها لنظام مفاهيمي معين . *باحث اكاديمي