محاولات الجزائر الزج بالفلسطينيين في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ليست وليدة اليوم. فعلى امتداد العقود الماضية وإلى الأزمة الحالية، لا تفوت الجزائر أي فرصة لإقحامهم بشتى الوسائل، بما في ذلك التدليس والمغالطات، لكي تصور الأمر بأن الفلسطينيين يساندون صنيعتهم الجبهة الانفصالية، في أسلوب جبان يفتقر إلى أدنى المقومات الأخلاقية. ولنكن واضحين، إن الموقف الرسمي لدولة فلسطين، وهو ليس وليد اليوم، لا يعترف بالكيان الوهمي الذي تستجدي الجزائر بمختلف الوسائل حشد الدعم له. والأكيد أن قصر المرادية يعرف ذلك، فلماذا إذن هذا السعار والإصرار المَرضي على محاولات القفز على هذه الحقيقة واللهاث وراء أي مناسبة لإظهار أن هناك دعما ما من جانب الفلسطينيين لأطروحتهم البائدة، حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى الكذب والتضليل كما حدث مؤخرا مع السفير الفلسطينيبالجزائر. المساندة العربية لنضال الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته، ليست شعارا للاستهلاك، بل ترتكز على عدة أسس ومبادئ، ومن أهمها عدم الزج بالفلسطينيين في النزاعات والخلافات العربية، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالقضية الفلسطينية، أكثر من ذلك، هناك موقف رسمي فلسطيني، يقول بلا مراوغة أو لبس، بأن فلسطين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبالتالي فأي تصرف خارج عن هذه الثوابت خيانة للقضية الفلسطينية. الشعار الفضفاض الذي ترفعه الجزائر كونها تساند فلسطين ظالمة أو مظلومة، مجرد ادعاء لا يصمد أمام الممارسات المسيئة لشعب وقضية فلسطين، لأن ما تحتاجه فلسطين من العرب، هو الدعم المادي والسياسي، الدفاع عن مطالبها في الساحة الدولية، وليس استغلالها كل مرة من أجل أطروحة وهمية، والأكيد أن الفلسطينيين يعرفون جيدا، من يساندهم في مختلف الظروف قولا وفعلا، ومن يسعى بكل الوسائل غير الأخلاقية للزج بهم في خلافات ونزاعات ثنائية.