أثارت صورة لسفير فلسطينبالجزائر، أمين مقبول، وهو يحمل "علم" جبهة "البوليساريو" الانفصالية جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استغرب عشرات المغاربة موقف السفير الفلسطيني الجديد في وقت يقدم المغرب ملكا وحكومة وشعبا دعماً كاملاً للشعب الفلسطيني. وتناقل عشرات المغاربة صورة السفير الفلسطينيبالجزائر وهو يتسلم "علم" "الجمهورية الوهمية" من الانفصاليين المقيمين بالجزائر، قبل أن يعمد نشطاء صحراويون إلى ترويجها بشكل واسع لتوريط الدبلوماسي الفلسطيني. سفير دولة فلسطين بالرباط جمال الشوبكي كشف لهسبريس تفاصيل صورة "علم" البوليساريو بعد تواصله مع السفير الفلسطينيبالجزائر، مشيرا إلى أنها جاءت على خلفية حضوره في إحدى الجامعات الجزائرية بمناسبة "يوم الشهيد"، تكريما لشهداء فلسطين، وضمن أجواء التنديد بما يعرف ب"صفقة القرن". وأضاف سفير فلسطين بالرباط: "اللقاء لم يتطرق إلى أي موضوع خارج القضية الفلسطينية. وبعد انتهاء المناسبة تجمهر عشرات الطلبة الجزائريين لأخذ صورة مع سفيرنا، قبل أن يتسلل شباب صحراويون يحملون "علم" البوليساريو ليأخذوا صورة معه". ووفق توضيحات الشوبكي فإن سفير فلسطينبالجزائر تسلم علم "الجبهة" وهو لا يعلم أنه يعود إلى "البوليساريو"، لتطابقه مع علم فلسطين، باستثناء النجمة والهلال اللذين يفرقان بينهما، خصوصا أنه كان مطويا. وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني، في تصريحه، أن "هناك جهات تبحثُ عن أي شيء لتضخيم هذا الموضوع الذي لا يحتمل أي تأويل"، مضيفا أن "الموقف الرسمي الفلسطيني هو مع الوحدة الترابية للمملكة المغربية"، وزاد: "لا تربطنا أي علاقة مع البوليساريو، وسفراؤنا في أي منطقة لديهم موقف بعدم المشاركة في أي مناسبة لها". لكن الشوبكي أوضح: "في بعض المناسبات بالجزائر قد تفاجأ بوجود عناصر محسوبة على البوليساريو، بالنظر إلى طبيعة العلاقة بينهما، وهو أمر خارج عن إرادتنا ولا يحتمل أي تأويل خاطئ". وأكد المتحدث ذاته أن "فلسطين تريد دعم كل العرب، سواء في الجزائر أو المغرب، وتبتعد عن النزاعات والخلافات بين الدول العربية"، مردفا: "لا نريد أن نخسر أي دولة عربية، وهو أمر تتفهمه الجامعة العربية..وفلسطين رحبت بدعوة الملك محمد السادس للأشقاء الجزائريين إلى فتح الحدود وحل الخلافات بطريقة سلمية". ودعا السفير الفلسطيني بالرباط إلى عدم محاولة إدخال "شرخ في العلاقات المغربية الفلسطينية، أو استغلال بعض السلوكيات الفردية التي قد تصدر أحيانا عن فلسطينيين خارج الموقف الرسمي تجاه قضية الصحراء".