سيعقد أعضاء المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة مراكش اسفي لقاءهم الجهوي برئاسة الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر مرفوقا بعضوي فريق العمل المكلف بالجهة الأخ محمد ملال و الأخت بديعة الراضي. و يأتي هذا اللقاء الحزبي في إطار تنفيذ البرنامج الذي انبثق عن أشغال اجتماع المكتب السياسي المنعقد في 28 و 29 ماي 2020 و الذي تضمنه البيان السياسي الهام الصادر عن هذا الأخير. و تعتبر هذه الخطوة التنظيمية والسياسية التي أقدم عليها المكتب السياسي في ظل الظرفية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا بشكل عام و جهة مراكشآسفي بشكل خاص و المتمثلة أساسا في انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد 19) وما ترتب وسيترتب عنه من مضاعفات وانعكاسات. وهي كذلك خطورة و فرصة هامة أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب بالجهة من أجل المشاركة والمساهمة في مطارحة العديد من القضايا ذات الصبغة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي تشكل مصدر اهتمام وهموم مواطنات ومواطني الجهة بشكل خاص ومواطنات ومواطني بلادنا بشكل عام. فإذا كانت جهة مراكشآسفي تشكل ثقلا ديمغرافيا يضعها في المرتبة الثانية بعد جهة الدارالبيضاءسطات، وأهمية اقتصادية تضعها في المرتبة الرابعة وطنيا، فإن هذه الجهة لم تحظ بالعناية اللازمة من تدبير السياسات العمومية لكي تتبوأ المكانة التي تستحقها وتتناسب مع ما تتوفر عليه من مؤهلات وإمكانيات. وما التعثرات والاختلالات التي صاحبت العديد من المشاريع التنموية وما رافق ذلك من سوء التدبير الذي تعاني منه العديد من المجالس المنتخبة والإدارات العمومية في مختلف القطاعات حيث تمت متابعة العديد من المسؤولين قضائيا بتهم الفساد وتبديد الأموال العمومية إلا عوامل جعلت الجهة في العديد من الأقاليم تعيش وضعية الهشاشة والإقصاء. إن تدارس هذه الوضعية خاصة في سياق تداعيات جائحة كورونا التي تعاني منها الجهة بشكل حاد يقتضي من المشاركات والمشاركين في هذا اللقاء الجهوي استحضار ما أنتجه الفكر الاتحادي من اجتهادات وما وراكمته الممارسة الاتحادية من خبرة ميدانية خاصة ما يتعلق بالوثيقة التي وضعها الحزب لدى اللجنة المكلفة ببلورة النموذج التنموي الجديد ومن خلال الأرضية التي أعدها الكاتب الأول للحزب أو من خلال البيان الأخير الصادر عن مكتب السياسات. وهي لعمري وثائق هامة تشكل المنطلق الأساسي لتوجيه تفكير وعمل الاتحاديات والاتحاديين بالجهة لتفعيل مقتضياتها ومضامينها على أرض الواقع على شكل مشاريع وبرامج تنموية في إطار تصور الحزب للجهوية و اللاتمركز وفي إطار وضع اللبنات الأساسية لبناء الجهة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية و البيئية. سيلتقي المسؤولون الوطنيون الاتحاديون والاتحاديات في هذا اللقاء الجهوي الهام من أقاليم الصويرة و مراكش وقلعة السراغنة واليوسفية وآسفي وشيشاوة والحوز والرحامنة برئاسة الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر مرفوقا بالأخت بديعة الراضي والأخ محمد ملال عضوا المكتب السياسي وفريق العمل المكلف بالجهة لإعطاء إشارة الانطلاق من أجل الانخراط في الإعداد للاستحقاقات السياسية والتنظيمية التي تنتظر حزبنا بروح عالية من الانسجام والمصالحة والعمل الميداني المشترك والجاد و الهادف إلى تقوية الارتباط مع المواطنين والمواطنات والاهتمام بقضاياهم و همومهم اليومية والانفتاح على ما تختزنه الجهة من طاقات وكفاءات وفعاليات والعمل على توسيع القاعدة الاجتماعية لتنظيمات الحزب وتجديد هياكله، وكذلك الاستعداد الجيد لخوض معركة الاستحقاقات الانتخابية التي تقتضي بلورة تصور و خطة عمل وبرنامج سياسي وتنظيمي وإشعاعي بتضافر وتوحيد وتنسيق جهود كل مناضلات و مناضلي الحزب على مستوى الجهة بشكل تكاملي ومنسجم ومتجانس ومتضامن تكريسا لرؤية الحزب وتصوراته للجهوية و اللاتمركز التي تعتبر من الركائز الأساسية لإنجاح النمودج التنموي الجديد الذي يحاول حزبنا المساهمة في بلورته وتقعيده على أرض الواقع. لذلك نتمنى كل التوفيق لكل الاتحاديات والاتحاديين الذين بوأهم أخواتهم وإخوانهم في المؤتمر العاشر للحزب مسؤولية تدبير الشأن الحزبي، ومن المؤكد أن ما سيصدر عن هذا اللقاء الجهوي الهام من نتائج وخلاصات سيكون له بعده في إطار تقوية الحزب وتمكين جهة مراكشآسفي من فرصة الإقلاع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.