أن تمتد يد أو أياد خبيثة لتدنيس تذكار فقيد الشعب المغربي والإنسانية جمعاء رحمه لله وأحسن مثواه، فتلك نهاية الأخلاق وعنوان جهالة جهلاء، لن تضر السي عبد الرحمن في شيء بعد أن غادر إلى دار البقاء. فعل حقير ينم عن حقد دفين لكل ما يرمز إليه الفقيد الكبير: وطنية لا حدود لها، وإيمان عميق بقيم الحرية وحقوق الإنسان وانخراط صادق في بناء الجسور بين الشعوب دفاعا عن العدالة الكونية… أغاضهم في حياته بما كان له من دور في ترسيخ الوحدة الوطنية في إطار دولة ديمقراطية قوية تستند لمشروعيات دينية وتاريخية ووطنية ومؤسساتية نقيضة لكل مقومات مشروعهم الهادف لتقويض كل أسس الأمة المغربية وإقامة خلافة أبي بكر البغدادي وما شابهه من رموز التطرف والإرهاب والمسخ الحضاري للتاريخ والدين الإسلامي الحنيف، وأغاضهم في مماته بما كان لرحيله من صدى عميق لدى المغاربة على اختلاف توجهاتهم، الذين أشادوا بخصاله: النزاهة والاستقامة والزهد والتبصر وغيرها من قيم الشهداء والصالحين وأولي الألباب. أجل، جسد عبد الرحمان اليوسفي مكارم الأخلاق في سيرته بكل أبعادها، في حياته الخاصة، في علاقاته الإنسانية وفي السياسة الحبلى بالألغام الناسفة للخلق القويم. استلهاما لسيرة الفقيد الكبير، ما كان بودنا أن نخوض في نقاش لا معنى له في ما يخص المقارنة بين الفقيد وغيره من الأحياء والأموات، ولا أن نرد على هرطقات المهرطقين وكلام السفهاء، ولكن الفعل الخسيس تجاوز المدى… هو فعل يستحق الإدانة من قبل الضمائر الحية، في السر والعلن، في كل وسائل الإعلام الوطنية من فوق منابر المساجد ومنصات الخطابة والكتابة، ومن مختلف المؤسسات، من الحكومة والبرلمان. أما نحن معشر الاتحاديين والاتحاديات، فإننا لن نلجأ يوما إلى خطاب الكراهية والتعصب لأن اليوسفي وبوعبيد وعمر والمهدي ربونا على قيم نبيلة، كما أن الإسلام الذي نشأنا عليه علمنا ألا نذكر موتانا إلا بالخير. روح اليوسفي أطهر من أطهرهم، وصورة الرجل لدى أولي الألباب أنظف ممن أوحوا من بعيد لأصحاب الأيادي الآثمة والنفوس الشريرة بفعل ما فعلوا… فبئس الدعاة هم! وبئس الفاعلون! وطوبى لروح أبينا عبد الرحمن، أبقى لله روحه سراجا نهتدي بأنواره في سيرنا على هديه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.