حجت حشود غفيرة تضم فعاليات سياسية وثقافية وإعلامية وحزبية ونقابية وشخصيات رسمية، إلى المسرح الوطني لمحمد الخامس مساء يوم الجمعة 19 دجنبر 2014 من أجل الحضور في حفل الأربعينية للراحل الاتحادي احمد الزيدي، الذي نظمته عائلة الفقيد بتعاون مع أصدقائه تحت شعار «قيمة الوفاء«. لقد غصت كل جنبات محمد الخامس بالمناضلين الاتحاديين وسكان مدينة بوزنيقة الذين أحبوا الفقيد ومازالوا أوفياء لروحه الطاهرة، وبمجموعة من الإعلاميين والصحفيين رفاق درب المرحوم ، فضلا عن قياديين اتحاديين وحقوقيين، وبرلمانيين، ووزراء سابقين، كل هؤلاء جاؤوا ليشاركوا العائلة في تأبين هذا الرمز الاتحادي الذي أخلص لحزب الوردة منذ التحاقه به. في بداية الحفل الذي قدمه الإعلامي الزكاري الإدريسي صديق الفقيد والشاعرة المبدعة ثريا مجدولين، كان موعد الحضور مع شريط وثائقي حول مسار حياة الراحل أحمد الزيدي، يحكي عن احمد الزيدي الإنسان داخل أسرته، ثم الزيدي الإعلامي في الحقل الإعلامي والصحفي ، بالإضافة الى الزيدي في الواجهة البرلمانية والتشريعية، ثم الزيدي كمناضل في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وتخللت هذا الشريط عدة شهادات لشخصيات تعرف الفقيد عن قرب في هذه الواجهات ككل ذكرت بخصاله وأخلاقه وعطاءاته المتعددة فيها ونضالاته وتضحياته. كثيرة هي اللحظات التي تعاطف معها الحاضرون والحاضرات في هذا الحفل التأبيني، واستسلموا للدموع وهي تنزل من العيون دافئة، للبكاء على رحيل رجل مناضل من طينة أحمد الزيدي، كاللحظة التي قدمت فيها ابنته سعاد الزيدي قصيدة بعنوان «قنطرة الموت» المهداة إلى روح والدها والى روح المرحوم باها، واللحظة التي لم يقو فيها الإعلامي الزكاري على الحديث في الميكروفون بقوة البكاء الذي انتابه من شدة التأثر وحساسية اللحظة، ورمزية القصيدة الرائعة التي قدمتها ابنة الراحل. وتناوب كذلك خلال هذا الحفل التأبيني، الذي حضره، كل من رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، ومصطفى الخلفي زير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، وقيادات حزبية، وعدد من رجال الفكر والثقافة والصحافة، على خشب المسرح، أفراد من عائلة الفقيد ورفاقه في السياسة وزملاؤه في مهنة المتاعب، حيث ألقوا كلمات عددوا من خلالها مناقب الراحل، معيدين تشكيل الصورة المشرقة والمضيئة التي خلفها الراحل أحمد الزايدي لدى مختلف هذه الأوساط. وفي هذا الصدد، ذكر رفيق الراحل في الحزب، عبد العالي دومو، في كلمة بالمناسبة، بالخصال التي ميزت المسيرة السياسية للفقيد، من قبيل الإنصات للآخر، والثبات على المواقف، والتشبع بروح الديمقراطية، وممارسة السياسة بأخلاق، والصدق والنزاهة والتفاني في خدمة الوطن والدفاع عن مصالح المواطنين، واعدا بالمحافظة على الإرث النضالي الكبير الذي تركه الفقيد. من جهته ألقى الصحافي خالد مشبال في هذا الحفل التأبيني، الذي نظم تحت شعار «قيمة الوفاء»، الضوء على التجربة الصحفية للراحل بالإذاعة والتلفزة الوطنية (دار البريهي) على مدى عقدين من الزمن بدءا من سنة 1974، وقال، في هذا الصدد: «إضافة إلى تفوق الفقيد في إعداد وتقديم نشرات الأخبار، فقد شكل عنصر توضيب وتحليل الخبر أهم مميزاته». وأضاف مشبال أن الكتابة التحريرية للصحافي الراحل تميزت ببراعة تلخيص التفاصيل، واهتمت بمساحة الصورة أكثر من مساحة الكلام. وفضلا عن السياسي والصحافي، حضر الزيدي الانسان ورب الأسرة، من خلال كلمة باسم أسرته تلاها نجله سعيد الزيدي، أبرز فيها رقة الأب الذي شمل بعطفه كل أفراد أسرته، ونزاهته وتفانيه في الدفاع عن مصالح الناخبين التي أكسبته ثقتهم، ووفاءه لمبادئ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولروح الديمقراطية التي جعلته يحظى باحترام الفرقاء قبل الأصدقاء. وأعرب نجل الراحل عن شكره وتقديره للتعاطف الكبير الذي أبانت عنه مختلف أطياف المجتمع المغربي في فقدان المرحوم أحمد الزيدي، والتي تجسدت بشكل واضح في جنازته. كما تميز موعد الوفاء هذا بإلقاء قصائد شعرية في رثاء الفقيد، وإهداء عائلته إبداعات فنية لمناضلين بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان موضوعها حول الراحل.