يوم استثنائي بامتياز، يوم يعتصره الحزن والأسى والألم الذي خيم على مدينة بوزنيقة التي استقطبت حشودا كبيرة من مختلف جهات المملكة لتشييع جنازة السي أحمد الزيدي مساء أول أمس، ابن هذه المدينة البار الذي أخلص لها وخدمها طول حياته، بل أخلص للوطن كله عبر ممارسة مهامه الإعلامية والسياسية والجمعوية بكل تفان واخلاص. كان في مقدمة المشيعين للجنازة ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي، وعبد الواحد الراضي الكتاب الأولون للاتحاد والحبيب المالكي رئيس اللجنة الادارية للحزب، وكل اعضاء المكتب السياسي واللجنة الادارية وبرلمانيو الحزب بالغرفتين والمناضلون الاتحاديين من كل الجهات والمدن المغربية. الاستثناء ظهر جليا ابتداء من الساعة الواحدة زوالا في الاختناق الذي عرفته حركة السير في الطريق السيار، وخصوصا في مدخل هذه المدينة التي شهدت أمواجا بشرية هرعت إليها من أجل الحضور في جنازة سي الزيدي الذي وافته المنية بغتة لم يستسغها كل أصدقائه وأقاربه ومعارفه ورفاقه في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. الاستثناء بدا واضحا في وجوه عدد من النساء والرجال الذين ينتمون لهذه المدينة التي تجمهرت في المدارات الطرقية تنتظر الموكب الجنائزي الذي سيمر بعد أداء صلاة الجنازة، كل هؤلاء في لحظة نفسية يطبعها الحسرة والألم على فقدان رجل من طينة الزايدي ، المناضل الاتحادي الذي مارس السياسة بأخلاق عالية طيلة مساره النضالي والتمثيلي في المؤسسات المنتخبة الجماعية والبرلمانية. الاستثناء كان جليا في الحضور المكثف ووزن الشخصيات التي كانت في هذه الجنازة الاتحادية، حيث جمعت مستشاري جلالة الملك فؤاد علي الهمة، وعمر عزيمان، ومحمد المعتصم، وعبد اللطيف المنوني، ثم رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، وعبد الله باها وعددا من الوزراء، ثم الأمناء العامين للأحزاب السياسية ورؤساء الفرق البرلمانية بمجلس النواب والغرفة الثانية وعددا من البرلمانيين. كما كان لافتا للنظر حضور فعاليات اليسار المغربي التي كان يحرص الفقيد على استمرار علاقات طيبة ونضالية معها، كما أن الاستثناء كان حاضرا كذلك في استقطاب هذه الجنازة للرياضيين والفنانين والكتاب والشعراء وعدد كبير من وسائل الإعلام الوطنية المسموعة والمكتوبة والالكترونية. ثم الاستثناء كان بارزا في رجال الأمن والدرك الملكي الذين كانوا ينظمون حركة المرور وتسهيل السير للسيارات الكثيرة السائرة في موكب جنائزي في اتجاه مقبرة جماعة الشراط، ومشت أمواج بشرية كثيفة على الأرجل على ما يزيد عن أربعة كيلومترات من أجل الوصول للمقبرة مكان دفن سي احمد الزايدي، كنا نجد في طريقنا عددا من النساء اللائي يزغردن ويصلين على النبي، وأخريات لم يتمالكن أعصابهن وانخرطن في نوبات بكاء حزين على هذا المناضل الشهم والأصيل، وسمعنا إحداهن تقول كان المرحوم «ولد الناس». وبعد الانتهاء من عملية الدفن، ألقى أحمد رضى الشامي القيادي الاتحادي كلمة تأبينية في حق الفقيد، عدد فيها مناقب المرحوم، وخصاله التي تربى عليها.