شهدت قاعة بلدية القصر الكبير مساء الأحد الماضي الذكرى التأبينية لوفاة المناضل الأصيل الفقيد الحاج سي محمد الطويل، وتميزت هذه الأمسية بالحضور المتميز لرجالها ونسائها من مسؤولين وحقوقيين وسياسيين ونقابيين ومثقفين قادمين من شتى المدن القريبة والبعيدة. كما تفردت أيضا بتنوع شهاداتها من السياسي إلى النقابي ومن الحقوقي إلى المثقف والشاعر ،أمسية دافئة احتفت برجل أخلص للمدينة وارتبط اسمه بها فاحتفت به هي الأخرى عبر سياسييها ومثقفيها ومناضليها. افتتحت الجلسة بكلمة حسن الفريدي، الكاتب المحلي لفرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالقصر الكبير توقف فيها عند تجربة المرحوم الحاج سي محمد الطويل من خلال ثلاث نقط : وذكر في النقطة الأولى أن الفقيد كان من مؤسسي النقابة الوطنية للتعليم وطنيا ومؤسس فرعها بالقصر الكبير، كما أنه أول من أسس فرع حزب الوردة بهذه المدينة الضاربة في التاريخ، وساهم إلى جانب إخوة آخرين في تأسيس أول كتابة إقليمية بالعرائش ، مؤكدا أنه كان عضوا فاعلا في الأجهزة الوطنية التقريرية للحزب المنبثقة عن مختلف المؤتمرات، مشيرا إلى أنه ناضل بثبات وساهم في كسر الخوف الذي حاولت الآلة المخزنية زرعه في نفوس الاتحاديين والمتعاطفين جراء قمع شرس طال الحزب طوال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مبرزا أنه بسبب ذلك النشاط النضالي المكثف والجرأة في المواقف طرد المرحوم من عمله وحرم من قوت يومه وحوصر، غير أن ذلك لم يثنه عن مواصلة النضال، مذكرا أنه كان حاضرا بقوة في كل الاستحقاقات الجماعية والتشريعية التي عرفتها بلادنا منذ 1976 و حصل فيها الحزب بفضل ذلك الحضور المتميز، على الأغلبية في جل الاستحقاقات على الرغم من التزوير والتشويش والدسائس التي شابتها . واستعرض في النقطة الثانية المرحلتين الهامتين في حياة المرحوم والمدينة عندما تقلد الفقيد رئاسة المجلس البلدي للفترتين الممتدتين بين 1983 و1992 ثم بين 1997 و2003 لمدة 15 عاما ساهم فيها من موقع المسؤولية، إلى جانب مناضلين آخرين، منهم من قضى نحبه كالمرحوم سي عبد السلام بكور وسي عبد السلام بوية وسي مصطفى مومن وسي عبد السلام البدوي، ومنهم من ينتظر،ساهم بمعية هؤلاء وأولئك وبمعية تقنيين ومهندسين وأطر إدارية وأعوان رجالا ونساء ، في تغيير وجه مدينة القصر الكبير، سواء في بنياتها التحتية وعلى الأخص تجهيز المدينة بقنوات الصرف الصحي المعاصرة ومشروع القناة الباطنية للحماية من الفيضانات وإنشاء البنايات الإدارية ومقرات المقاطعات وقاعات الندوات والمحاضرات والتشجير والمرافق الخدماتية ، أو في رموزها الدينية والثقافية كترميم المسجد الأعظم الذي يعود تاريخه إلى فترة السعديين وبناء مكتبة جديدة، مشددا على أنه كان حريصا على ممارسة اختصاصاته كاملة بوصفه رئيسا للمجلس البلدي وبرلمانيا بالإقليم ، على الرغم من محاولات تدخل السلطة في هذه الاختصاصات، كما كان حريصا على اشراك المعارضة والاستماع إليها ومنبها إلى أنه كان يؤمن بأن تطور المدينة هو عمل تراكمي مؤسساتي تسهم فيه المجالس المنتخبة المتعاقبة بالتداول والتناوب على التسيير.وبالجملة فإن الفقيد، في رأيه، اشتغل بعيدا عن الأضواء داخل اللجن، مساهما في التشريع والرقابة وباحثا عن الاستثمار لفائدة سكان المدينة، معتبرا أن معمل الأحذية الذي يشغل مئات العمال والعاملات يشكل نموذجا موفقا لتدخلاته الحميدة . مصطفى عجاب عضو المكتب السياسي ألقى كلمة باسم المكتب السياسي للحزب استهلها باعتذار الكاتب الأول للحزب الأخ ادريس لشكر عن الحضور نظرا لتزامن الذكرى الأربعينية للفقيد الحاج سي محمد الطويل مع سفره إلى الديار الأوروبية في مهام تنظيمية تتعلق بالديبلوماسية الحزبية للدفاع عن وحدتنا الترابية، واعتبر أن تنوع الحضور الوازن في هذا الحفل التأبيني يجسد آيات الوفاء والعرفان للرجل الحكيم، مشيرا إلى أن الناس كانت تجتمع حوله حيا وتجتمع عليه الآن ميتا بسبب مواقفه الحكيمة ورزانته الراجحة ، مؤكدا أن تزامن هذه الذكرى الأربعينية للفقيد مع الأجواء الروحانية والنضالية ليوم الوفاء الذي أحياه الحزب يوم 29 أكتوبر الماضي بدرب مولاي الشريف تنفيذا لقرار القيادة التقريرية لجعل هذا اليوم الذي يصادف ذكرى غياب الشهيد الكبير والمعلم الأول في مدرسة الاتحاد المهدي بنبركة، لا يشكل أفضلية بين شهداء الاتحاد والذين يكرمهم مناضلو الحزب ويقدرونهم عاليا كما يقدرون تضحياتهم، بل هو اختيار في نظر الكاتب الأول يستند إلى أن المهدي هو الشهيد الملاك الذي لا نعرف له وبعد مرور 48 سنة من اختطافه جثة ولا قبرا حتى يمكن لورثته ومعهم أسرته الصغيرة والشعب المغربي الذي ضحى من أجلهم ، أن يؤموا إليه للترحم على روحه الطاهرة ، مشددا على أنه يوم يسترجع فيه الاتحاديون والاتحاديات ملامح وبطولات هؤلاء جميعهم ومعهم نساء ورجال طبعوا هذه المسيرة بتضحياتهم في المعتقلات والمنافي وأغنوا تجربتهم باجتهاداتهم الفكرية وبعطاءاتهم في مختلف مواقع المسؤولية وغيبتهم المنون من أمثال المرحوم الحاج محمد الطويل سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الجهوي ، مختتما كلمته بالقول إن المرحوم استطاع بجهاده وتضحياته وبصبره ووفائه ، أن يخلد اسمه في سجل صلحاء هذه المدينة وهذا الإقليم وهذا الوطن، واصفا إياه بالخدوم للناس والمخلص في رسالته وبكونه كان ً مفتاحا للخير مغلقا للشر تقضى على يديه حوائج الناس . وباسم الكتابة الجهوية للحزب بجهة طنجةتطوان قدم محمد الحامومي كلمة أبرز فيها وطنية الرجل الصادقة وحنكته السياسية العالية أثناء المنعطفات الدقيقة في المؤتمر الجهوي للحزب، مشيرا إلى أنه لما كان يشتد الخلاف داخل القاعة كان المناضلون يتحلقون حول الفقيد لاستشارته في المخارج الممكنة ، منبها إلى أنه كان يجعل الحزب في خدمة الوطن . زميله في النضال ورفيقه في المسار المشترك المناضل الطيب منشد ألقى شهادة معبرة من خلال محطتين وواجهتين : الواجهة الأولى وهي الواجهة النقابية، وتطرق فيها إلى التعرف على الفقيد سنة 1965 عندما عزم شهيد الطبقة العاملة عمر بنجلون إلى جانب مجموعة من المناضلين من مختلف المناطق المغربية،من بينهم الفقيد سي محمد الطويل عن منطقة الشمال،على القيام بجولات تحضيرية في إطار اللجنة التحضيرية لتأسيس النقابة الوطنية للتعليم نظرا لما عرفته الحركة النقابية آنذاك من حراك ومخاضات لتتوج تلك الجولات بتأسيس النقابة الوطنية للتعليم بعد ما حصد المناضلون في لائحة مستقلة 75 في المائة من الأصوات في انتخابات تلك السنة ، مشيرا إلى أن المرحوم كان من بين المؤسسين ومن بين الوجوه البارزة من منطقة الشمال، إلا أنه لم يتحمل المسؤولية في الأجهزة واصفا إياه بالزاهد عن المسؤوليات، لأنه كان يشتغل من الخلف يدعم ويفتح الآفاق ويقدم الدعم والمساندة على الرغم من أنه حضر أغلبية مؤتمرات هذه النقابة ، مؤكدا أنه كان من العناصر الأساسية التي تحركت،إلى جانب آخرين،لتأسيس البديل النقابي الكونفدرالية الديموقراطية للشغل سنة 1979 متذكرا في هذا الصدد مسيرة فاتح ماي بالقصر الكبير تلك السنة بأنها لم تكن فقط مسيرة عمالية ولكن المدينة خرجت عن بكرة أبيها تدعم المسيرة التي كان يقودها سي محمد الطويل ورفاقه. أما بالنسبة إلى الواجهة الثانية، فهي الواجهة الحزبية، وأوضح فيها أنه عرف الفقيد في كل الأنشطة التي عقدها الحزب قبل يوليوز 1972 قبل تعرفه إليه في النقابة، مبرزا أنه قاد الحزب في أحلك ظروف القمع والإرهاب وزوار نصف الليل ولم يكن يتخلف عن أي معركة من المعارك. كما أنه شارك في كل الأنشطة الحزبية وتحمل كل المسؤوليات على المستويات المحلية والإقليمية والوطنية، مشددا على أنه كان يجمع ولا يفرق ويفتح الآفاق حتى في الظروف الحالكة ، شاهدا على أن مدينة القصر الكبير أخلصت للرجل عندما منحت «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» الأغلبية لتشكيل المجلس البلدي سنة 1983 ولم تكتف بذلك، بل خرجت لمساندة الحزب في ليلة استثناية ظلت خالدة في ذاكرة القصريين لمقاومة التزوير الذي كانت تدركه بحدسها السياسي ليلة انتخاب رئيس المجلس البلدي كما وقع في انتخابات 1976 ، مثبتا أن الفقيد أخلص إليها وكرس جهده كله لخدمتها عندما كان رئيسا للمجلس البلدي وبرلمانيا باسمها بالعمل على تجهيز بنياتها التحتية بأحدث وسائل التطهير ليقيها من الفيضانات التي كانت تشتهر بها في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، مختتما حديثه بالقول إن فقدان الثقة بين هذه المدينة وحزب القوات الشعبية مرده إلى اعتبارات داخلية رافضا التفصيل في ذلك . من جانبه قدم ادريس حيدر المناضل الحقوقي الاتحادي رئيس منظمة العفو الدولية بالمغرب، شهادة تميزت بشاعرية رقيقة، ذلك أن الفقيد في نظره تفرد بقيمة أخلاقية ونضالية عالية وكان من عيار خاص واستثنائي، يبتعد في ممارساته السياسية عن التجريح ويسمو عن الدنايا، كما كان عفيف اللسان ، بشوشا وخجولا وعطوفا ،فريدا في إقدامه وفي شجاعته وانتصاره للحق وفي اصطفافه إلى جانب الشعب ، مؤكدا أنه عندما كان يشتد الخلاف بين المناضلين إلى مستوى غير محمود كان يستعمل كل مهاراته من أجل إيجاد أرضية للتفاهم ، متوقفا عند مواقفه الصلبة عندما أقدمت السلطات على تزوير إرادة سكان مدينة القصر الكبير في انتخابات 1976 و1983 وعندما تعرض رجال التعليم والصحة للطرد التعسفي سنة 1979 ، بحيث كان يهيئ المناضلين لجميع الاحتمالات بما فيها الاستعداد للاعتقال والاستنطاق، مقرا أن الإنسان فيه مرجع بإقباله على فعل الخير وحبه للعدل واستهجانه للخرافة وعطفه على الفقراء والمحتاجين متحسرا على الفرصة التي أضاعها عندما طلب منه الفقيد أن يجلس معه للإجابة عن مجموعة من الاشكاليات والأسئلة التي كان يطرحها آنذاك لأنه لم يجلس معه أو عنده ليستمع إلى مقاربته أو وجهة نظره، مشددا على أن الرجل كان يحافظ على التوازنات في التنظيم . وألقى الصادق الرغيوي باسم المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفيدرالية الديموقراطية للشغل، كلمة استحضر فيها مسار الفقيد في العمل النقابي النبيل بمفهومه الساطع واصفا إياه بجندي الخفاء يدعم ولا يتهافت على المسؤوليات، لذلك عقد المناضلون في هذه النقابة دورة المجلس الوطني تحت اسمه خلال نهاية الأسبوع الماضي طيلة يومين كان الفقيد حاضرا فيها بقوة عرفانا له ببعض الجميل، مشيرا إلى المواقف المبدئية التي وقف فيها الفقيد بجانبه عندما طرد من «الشبيبة الاتحادية » رفقة خالد البغدادي والمرحوم توفيق العمراني أثناء انتخاب المؤتمرين في عام 1989 بسبب «مشاغباته » الشبابية وعادوا إلى الحزب مباشرة بعد 24 ساعة بتنسيق مع الفقيد سي عبد الرحيم بوعبيد ، مضيفا أن المرحوم كان يتفهم«مشاغبات» الشباب ، مشددا على أنه كان لديه صدر واسع وقلب بسعة وطن وقدرة هائلة على الإنصات واحترام الآخرين، لذلك احترمه الآخرون المتفقون والمختلفون معه. الكونفدرالية الديموقراطية للشغل كانت حاضرة في هذا التأبين من خلال كلمة ألقاها باسمها المناضل النقابي الأستاذ بوغالب بالا ، الذي أكد أن خصال المرحوم كانت رفيعة:فهو في رأيه رجل التوافقات والتوازنات أعطى للمدينة الكثير، سواء بوصفه أستاذا ومربيا ومناضلا جسورا أو باعتباره رئيسا للمجلس البلدي وبرلمانيا بها، مذكرا في هذا الصدد بوقفته الصامدة في وجه الآلة المخزنية أثناء تزوير إرادة السكان في انتخابات 1983 وإسناد رئاسة المدينة إلى من لا يستحقها معددا في هذا السياق الأوراش الكبرى التي فتحها الفقيد في حياته من تجهيز المدينة بقنوات الصرف الصحي العالي الجودة وبناء المقاطعات وغيرها من التجهيزات ...مبرزا أن المرحوم كان تجربة حية في حياته وأضحى قيمة بعد مماته، مضيفا أنه كان مرتبطا وجدانيا بالمدينة وما الحضور الكمي الهائل والمتنوع في تشييع جنازته إلا دليل على أن الفقيد كان يحظى بمصداقية كبيرة في المدينة مطالبا في هذا الصدد بتسمية شارع باسمه. من جهته ألقى عبد السلام بنصالح البرلماني السابق والمناضل النقابي العتيد، شهادة في حق الفقيد اتسمت بالجرأة والخروج عن المألوف ، وأوضح في هذا الصدد أنه تعرف إلى المرحوم عن قرب في ثلاث مراحل بعدما تعرف في المدينة المجاورة العرائش إلى عدد من الأصدقاء، مبرزا أن أول من عرفه في مدينة القصر الكبير كان الفقيد سي محمد الطويل في سنة 1973، مذكرا في هذا السياق بالظروف التي انعقد فيها المؤتمر الوطني الثالث للنقابة الوطنية للتعليم والذي صاحب آنذاك أحداث مولاي بوعزة.وبعد قرار الإدارة برئاسة أحمد عصمان بتوقيف وتجميد فرع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالرباط والذي كان يديره الفقيدان عبد الرحيم بوعبيد وعمر بنجلون، تعرض الفقيد إلى أزمة عميقة عندما كان يرى عددا من المناضلين يذهبون إلى الكوميسارية للتخلص من البطاقة النقابية وتمزيقها بعد الهجمة الشرسة للإدارة على مناضلي الحزب، منبها إلى أن الرجل كان متواضعا في حياته اليومية لكنه كان أنيقا في لباسه وفي مخه لا تسمع منه العيب ولا يحب ممارسة الكولسة، مذكرا في هذا الصدد بتجربة الاعتقال في العرائش رفقة عدد من المناضلين العرائشيين ومن البادية من بينهم عبد الرحمن البطيحي، موضحا للتاريخ أن هناك «مناضلين» بتلك المدينة لم يكونوا يستطيعون زيارة رفاقهم في السجن بسبب خوفهم من الاعتقال ، داعيا في هذا الصدد إلى إحياء أمجاد الاتحاد الاشتراكي والعمل النقابي في هذه المدينة المقاومة لمواجهة الظروف الصعبة التي تجتازها البلاد . وتحت عنوان « خمسون سنة من الزمالة والمهنية» ألقى زميله الأستاذ عمر الديوري، كاتب أول لافتة للنقابة الوطنية للتعليم بالمدينة، كلمة استعرض فيها مراحل حياة المرحوم المهنية والنضالية منذ التحاقة بمدينة القصر الكبير مدرسا بمدرسة سيدي بو أحمد سنة 1963 إلى أن وافته المنية بها في 28 شتنبر الماضي، متوقفا عند أبرز المحطات الثقافية والنقابية والنضالية في حياة المرحوم إلى جانب تعرضه لمرحلة تسييره للشأن العام التي فتح فيها أوراشا كبرى ودخل اسمه إلى كل بيوت القصريين والقصريات ، مستحضرا في هذا الصدد مرحلة تأسيس جمعية«الشعلة»ً رفقة أصدقاء آخرين وتأسيس أول فرع للنقابة الوطنية للتعليم بالمدينة إلى جانب الحضور في المؤتمر التأسيسي ل«التضامن الجامعي» بالدار البيضاء ومعرجا على تجربته كمستشار معارض في انتخابات 1976 والطرد التعسفي الذي لحقه اثر نجاح إضراب 1978 ، مؤكدا على أن المدينة ارتبطت باسمه،نظيف اليد،ملبيا رغبات الجميع،لذلك خرجت المدينة شيبا وشيبة لتشييعه عربونا لما تركه فيهم الرجل من آثار حميدة . الشعر أيضا كان حاضرا في هذا التأبين بقصيدة للشاعر المصطفى اطريبق بعنوان«فقيد النضال» أوضح خلالها الشاعر أنه لو تتبعها لما أنهاها نظرا للمكارم الحميدة التي كان يتمتع بها المرحوم باعتباره قامة شامخة وهرما في الأخلاق والنضال والثبات مطلعها : الموت حكم ماله من مبعد {} يأتي بكل تأكد وتشرد فنرى الأحبة قد تهاووا {} مثل أوراق فلا من مبتغى أو مقصد ألوت بهم هوج الرياح {} فلم يعد ما بيننا أو بينهم من موعد ذهب الوفي محمد في خلسة {} كالحلم في نوم بغير تجسد فالعين حرى دمعها متواصل {} والقلب جمر ناره لن تهمد من جانبه قدم توفيق الطويل ،نجل الفقيد، كلمة باسم الأسرة أبرز فيها أبوة المرحوم وعطفه على الأسرة وعلى كل أسر الاتحاديين والمحتاجين، مشيرا إلى التسامح الذي كان يتميز به والحكمة التي كان يرتضيها منهاجا في حياته مربيا ومناضلا ومسؤولا عن المدينة التي كرس لها حياته فاحتضنته حيا وكرمت مثواه ميتا في جنازة مهيبة عرفانا له بما قدم من آيات الإخلاص والتفاني في خدمة الآخرين . واختتمت الأمسية بتقديم شريط مصور من إعداد «الشباب المدرس » يستعرض مختلف المراحل التي مر منها الفقيد، إنسانا ومناضلا نقابيا وحزبيا ومسؤولا عن الشأن العام المحلي بالمدينة وبرلمانيا على المستوى المركزي .