تحل الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم الأستاذ محمد الطويل، الصديق الذي جمعتني به مسيرة طويلة تعدت الأربعين سنة، ابتدأت منذ سنوات الرصاص إلى تاريخ وفاته، وهي فترة نضال مرير خاضه الاتحاد الوطني للقوات الشعبية من أجل الحصول على الحقوق السياسية والاجتماعية والفكرية، وبعده الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأدى على ذلك مناضلوا الاتحاد ضريبة قاسية، ومنهم مناضلوا القصر الكبير في الستينات وفي السبعينات وكان من ضمنهم المرحوم محمد الطويل من الصعب جرد كل المراحل السياسية للمرحوم محمد الطويل في صفحات محدودة، وهذا يرجع إلى تداخل المحلي مع الإقليمي والوطني في نضاله، لهذا سأبرز بعض المراحل فقط. والتعرض لهذا المسار سيساهم لا محالة في اطلاع الأجيال الحالية على ما قدمته الأجيال السابقة من تضحيات، والتي كان من نتائجها ما يعرفه المغرب اليوم من انفتاح، هذا الانفتاح الذي لم يأت بغتة، بل كان نتيجة تلك النضالات من طرف الشعب المغربي ونضالات الاتحاد الوطني، وبعده الاتحاد الاشتراكي وبعض الأحزاب الأخرى، والمجتمعات المدنية والحقوقية. كان القصر في عهد المقاومة ملجأ للمقاومين، ومعبرا للفدائيين والأسلحة من الشمال إلى الجنوب، فبعد سنة 1953 جاءت إليه مجموعة مهمة لنشر فكرة المقاومة والتدريب وجمع الأسلحة ومنها: السيد عبد العزيز الماسي، والسيد بنحمدون، والسيد الحسين الزمورين والسيد محمد السباعي المعروف ببركاتو، والسيد عبد الله الصنهاجي، والسيد بريك، والسيد الحسن الدكالي « العرائشي» والسيد العربي الزموري، والسيد مولاي الطيب، والسيد محمد بن علي المكناسي، وغيرهم من الفدائيين الذين لقوا من القصريين كل الترحيب والدعم، وهؤلاء هم الذين غرسوا روح المقاومة والنضال بتعاون مع العناصر المحلية. وفي الستينات تعرضت مجموعة من المناضلين بعد تأسيس الاتحاد الوطني للاعتقال والمضايقات، منهم نقل إلى تطوان للمحاكمة، ومنهم من عذب في القصر الكبير وهم: السيد محمد بن إبراهيم الشتوكي، والسيد أحمد واكريم، والسيد محمد أصواب حاليا « أقديم» والسيد محمد العمراني، والسيد أحمد الريفي، والفقيه بجامع بوحديد السيد عبد القادر الشاوي صديق عبد الرحمان اليوسفي، والسيد عبد السلام الزكاري الفقيه بجامع الحسيسن اللملومي لاحقا، والفقيه العدل السيد أحمد البوطي، وصديقه السيد الراضي، والسيد محمد الغزاوي، والسيد محمد الوراكلي، والسيد محمد البقالي، والسيد علال الغزواني المعروف بفلوسو، والسيد عبد السلام البوطي، والسيد عبد السلام الستيتو، والسيد عبد القادر ولد الكاملة وأخرون، وجاءت تلك الاعتقالات نتيجة صمودهم وما تلقوه من دعم من طرف ساكنة هذه المدينة المناضلة المجاهدة، التي زارها قادة الاتحاد آنذاك ومنهم: المرحوم المهدي بن بركة، والسيد عبد الرحمان اليوسفي، والسيد محمد اليازغي. وفي هذه الفترة التحاق المرحوم بالقصر الكبير حوالي سنة 1964 قادما من أكدير، واتصل بهذه المجموعة الاتحادية. وفي بداية السبعينات وبالتحديد في سنتي 1973 و 1974 تعرضت مجموعة أخرى من المناضلين تمثل الجيل الثاني في المدينة للاعتقال والمضايقات ومنهم: المرحوم السيد محمد الطويل والمرحوم السيد أحمد العسري، والسيد علي بونجة، والسيد عبد السلام البوطي والسيد الحبيب الزمراني، والسيد محمد الجعادي والسيد علي باسو، وكان ذلك نتيجة حالة الاستثناء التي كان يعرفها المغرب عموما. وفي هذه الفترة الحرجة التي عرفها المغرب والتي سبقت عقد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء في 11-12/ يناير 1975. تعرفت عن قرب على المرحوم والمجموعة، حيث كات الاتصالات بين اعضاء خليتنا تتم في سرية تامة، كنا نتداول فيها البيانت الحزبية التي كانت ترسل إلى الطويل، وما كانت تنشره جرية المحرر. الصادرة في أبريل 1967 بعد منع جريدة التحرير سنة 1959. وكانت جريدة المحرر عاملا أساسيا في تشغيل وجمع مناضلي القصر الكبير لأنها كانت تنادي باستمرار النضال، والتعبئة من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية الأولى المتمثلة في استرجاع الصحراء المغربية، وكان المرحوم من المداومين على قراءتها. المؤتمر الاستثنائي ومن الأعمال التي تحسب للمرحوم أذكر الآتي: عمل المرحوم مع المجموعة الاتحادية على التهيء للمؤتمر الاستثنائي بالاتفاق والتنسيق مع مناضلي مدينة العرائش، وهكذا شارك مناضلوا القصر في المؤتمر بعضوين إثنين هما: المرحوم محمد الطويل ومحمد اخريف، ومن العرائش: السيد مصطفى القرقري، والسيد أحمد العمراني، والسيد حسن الخادري، وعن البادية منطقة العوامرة السيد محمد التباندي. فتح مكتب الحزب بعد العودة من المؤتمر الاستثنائي، عمل المرحوم على تكوين مكتب الحزب، واستئناف العمل الحزبي بالمدينة، فكان الاجماع التأسيسي بمقر سكناه الكائن بقيسرة السدراوي، ثم أسست الكتابة الإقليميىة من مكتبي القصر والعرائش وبعض فروع البادية، وانتخب مصطفى القرقري كاتبا لها، والمرحوم محمد الطويل نائبا له. واتخذت مقرها بالعرائش. وبقي المرحوم عضوا فاعلا فيها إلى أواخر أيامه. كما كان عضوا في اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي لمدة طويلة. مساره النقابي لقد كان المرحوم من المؤسسين الأوائل للنقابة الوطنية للتعليم سنة 1965 على المستوى الوطني، والتي بدات أول نشاطها في بالقصر الكبير في مدرسة سيدي بوحمد. كما عضوا بارزا في جمعية التضامن الجامعي في الستينات، والتي يرجع تأسيسها في المغرب إلى سنة 1933. كما كان من المؤسسين للكنفدرالية الديموقراطية للشغل في سنة 1979، وبعدها للفدرالية الوطنية للتعليم. مساره الانتخابي بعد صدور ظهير 30 شتمبر 1976 المعتبر بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم الجماعي، الذي جاء بعد حالة الإستثناء لسنة 1965 ودستور 1972 والمسيرة الخضراء لسنة 1975، نظمت انتخابات وطنية بتاريخ 12/11/ 1976، شارك فيها الاتحاد الاشتراكي بالقصر الكبير، وكان المرحوم الطويل العنصر الأساسي في مخاطبة الجمهور القصري آنذاك، فعمل مع مناضلي الحزب على كسر الخوف الناتج عن مرحلة القمع التي عاشها الاتحاديون في المدينة، وقد وجد الاتحاد قبولا لدى سكان المدينة، وتجند للحملة شباب المدينة الذين يرجع لهم الفضل في النتائج التي سيحصل عليها الحزب في كل المراحل الانتخابية بالمدينة والبادية، كانت تعقد التجمعات في المنازل وبعض الساحات المسموح بها،. ورغم ما شاب العملية الانتخابية من خروقات حصل الحزب على الأغلبية المطلقة في المجلس البلدي بالقصر الكبيرأي 13/ 25 وهي ترجمة لنضالية المدينة واستمرار لما حققه الحزب في انتخابات 29 ماي 1960، التي كان قد حصل فيها أيضا على الأغلبية وعلى المقعد البرلماني في شخص المرحوم محمد بن إبراهيم الشتوكي في انتخابات سنة 1963 . ومرت مرحلة السبعينات كلها نضال وصراع واصطدام في بعض الأحيان وبالخصوص بلمجلس البلدي، مع مسؤولي السلطة الذين كانوا لم يهضموا بعد روح التنظيم الجماعي الذي منح روساء الجماعات صلاحيات كان يمارسها رجال السلطة، ونتيجة لهذه المواقف، وإضراب الكنفدرالية الديوقراطية للشغل بتاريخ 04/04/ 1979 وقع الانتقام من عدة عناصر داخل المجلس وخارجه، تمثل في طرد مجموعة من المناضلين والتشطيب عليهم من الوظيفة العمومية في قطاعات متعددة، منهم: من كان عضوا بالمجلس وهم: المرحوم محمد الطويل، ومحمد أخريف، والمهدي المجول، ومحمد سعدون. ومن خارج المجلس عدد آخر من رجال التعليم الابتدائي والثانوي منهم: السيد محمد الجعادي، والسيد حسن الشارف، والسيد الأمين بنمسعود، والسيد بيا رحال الداودي، والسيد أحمد التيجاني البجنوني، والسيد محمد المغوالي. والسيد عبد السلام بكور، والسيد محمد الميصي، والسيد إدريس حيدر، والسيد أحمد اليعزوبي. ومن الصحة السيد المهدي صابر. وتعرض تقنيوا وعمال معمل السكر Sunabel الذي بني سنة 1976 وشغل سنة 1978 بالقصر الكبير إلى هجمة شرسة إثر نفس الإضراب، حيث أوقف عن العمل عدد من العمال والتقنيين فاق 35 موظفا ذكرني ببعضهم اليسد لحمر محمد منهم: السيد محمد لحمر والسيد بنرزوق عبد الكبير، والسيد الحشلافي بوسلهام، والسيد هروس محمد، والسيد الدراز وغيرهم. أما الممسؤولون النقابيون بقيادة السيد خايف الخنتير، فقد أحيلوا على المحكمة الابتدائية بالعرائش وبعدها على محكمة الاستيناف بطنجة التي أيدت الحكم الابتدائي. وحسب حكمي العرائش وطنجة الذين وكنني منهما السيد عبد السلام السلاوي أحد المحكومين، الأول بالعرائش عدد 740/79، قضية 575/79 . بتاريخ 16/04/79 . والثاني بطنجة قرار 6396/6/1 قضية 6324/6/1 بتاريخ 29/05/79. فقد تم الحكم على 6 معتقلين بالحبس بين 100 يوم وثلاثة أشهر، وغرامة بين 250 و150 درها. وشمل الحكم كلا من: السيد خايف الخنتير كاتب النقابة في المصنع، وأعضاء المكتب ومنهم، السيد بريكا عبد السلام، والسيد عبد السلام السلاوي الذي لم تسو قضيته لحد الآن، والسيد البردعي محمد، والسيد الباهي محمد الجيلالي، والسيد الربيعي علي. كما اعتقل عضو آخر هو البلغيتي عبد السلام. وهذا العدد الضخم من المطروطين والمعتقلين كان ترجمة لقوة النقابة ولنشاط المرحوم محمد الطويل في هذا الميدان. ولم ينته مسلسل المضايقات ضد الاتحاديين، ففي الثمانينات والتسعينات وخلال انتخابات « 1983 و1984 و 1997 و2002» تعرض للاعتقلال والمساءلة والمضايقة الكثير من المناضلينن منهم: عبد السلام بكور، والمختار السباعي، وعلي بونجة، محمد أخريف، وبوغالب العطار، والحجي الحفيظ. ومن البادية أحمد الزفري، 1982 وعبد اللطيف الشدادي 1983، أعتذر لمن لم اتذكر إسمه لأن المضايقات شملت عددا كثيا. وللتاريخ، وباعتباري شاهدا على هذه المرحلة أقول: إن الانتخابات الجماعية بالقصر الكبير عرفت عمليتين تزويريتن أثناء انتخاب مكتبي المجلس البلدي في سنتي 1976 و1983. مساره المهني ولد المرحوم في صيوفة قيادة حكامة إقليمتطوان سنة 1937، ودرس بالمسيد إلى أن حفظ القرآن وبعض المتن، ثم التحق باتعليم العصري بتطوان في المرحلة الابتدائية والثانوية، وهو متزوج وخلف ذرية متكونة من 5 أبناء وبنتين، وتوفي يوم السبت 22 ذي القعدة عام 1434? موافق 28/09/2013م. عين المرحوم معلما بأكدير، حيث صادف زلزالها الرهيب لسنة 1960، ثم انتقل إلى مدرسة سيدي بوحمد بالقصر الكبير في موسم 1963 - 64. ومما وجد في ملفه الإداري في هذه الفترة أن الشرطة كانت تراقبه مراقبة صارمة حيث كات تستدعيه كل مرة لاستفساره ومضايقته، ثم عين مديرا لمدرسة الداخلة بالعوامرة، ومنها انتقل إلى مجموعة مدارس عين العبيد التي أصبحت تسمى بمجموعة مدارس مولاي إسماعيل وفيها حصل على المعاش سنة 1997. ب - الإنجازات الانحاادية في الجماعة الحضرية بالقصر الكبير تحت ءئاسة محمد الطويل: تقلد المرحوم رئاسة المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير لفترتين اثنتين: الأولى في سنة 1983 والثانية في سنة 1997. كما كان نائبا برلمانيا في نفس الفترة. ومما هو جدير بالإشارة أن الحزب في شخص محمد الطويل حصل في الانتخابات البرلمانية لسنة 1984 على رقم قياسي يناهز 18000 صوتا، وهو رقم عجز أغلبية روساء الأحزاب على الحصول عليه. ومن الإنجزات الهامة التي حققها الفريق الاتحادي بالقصر الكبير برئاسة المرحوم أذكر: منجزات البنية التحتية كانت المدينة تفتقر لقنوات التطهير الكبرى، فالمدينة لم تكن فيها إلا قناتين، واحدة كبيرة ترجع ترجع إلى عهد الحماية أصبحت مهددة بالانهيار لأنها ترجع إلى سنة 1924 ومبنية بالآجور، تنطلق من المرينة مارة بشارع محمد الخامس إلى نهر لكوس. والثانية تنطلق من المرينة في اتجاه النهر بمحاذاة السكة الحديدية ثم تدخل تحتها في اتجاه النهر وترجع إلى سنة 1960 . ونظرا لتوسع المدينة فقد أصبح من الصعب تلبية حاجيات السكان في الميدان المعماري دون وجود قنوات الصرف الصحي في المناطق التي أحدثت فيها التجزيئات القديمة والحدديثة. فقامت البلدية وبالخصوص في عهد الاتحادين وبرآسة المرحوم محمد الطويل بإنجاز أكبر قنوات التطهير ومنها: المرحلة الأولى: انطلقت فيها قناة التطهير من نهر لكوس إلى شارع الحسن الثاني مارة بوسط المدينة. والمرحلة الثانية انطلقت من المرحلة الأولى إلى منطقة سيدي بالعباس. والمرحلة الثالثة انطلقت من نهر لكوس غرب المدينة إلى محطة القطار الكبرى قرب أولاد أحميد وصل طولها حوالي 4 كلمترات. وهذه القنوات كانت أساس الإصلاحات التي عرفتها المدينة سواء في عهد الاتحاديين أو في عهد الهيئات الأخرى التي سيرت البلدية. البنايات الإدارية قام المجلس البلدي في عهد المرحوم محمد الطويل بإنشاء بنايات إدارية بين سنتي 1989-1990 شملت بناء المكتب المركزي للحالة المدنية بحي سيدي بورمانة، وبناية المقاطعة الرابعة لمصالح المجلس والسلطة، والمقاطعة الثالثة التي خصص بناؤها السفلي للإدارات، والبناء العلوي للمحاضرات والندوات والاجتماعت الكبرى،. والأنشطة الثقافية. كما بنى سوق الجملة والمجزر البلدي بأولاد أحميد اتداء من سنة 1984. الجامع الأعظم يقع الجامع في عدوة باب الواد وهو أقدم حي في المدينة، أو قل هو المدينة القديمة نفسها، على ارتفاع 15م من سطح البحر، وعلى مساحة تقدر بحوالي 2600 م دون المكتبة الحديثة. تم إغلاق المسجد منذ 1982 إلى 1986 لكونه أصبح غير صالح لأداء الشعائر الدينية، فبات إصلاحه أمرا ملحا من ساكنة المدينة. وهكذا يمكن القول بأن من أهم الأعمال الاجتماعيه ذات البعد الديني التي قام بها المجلس البلدي في عهد الاتحادين برآسة محمد الطويل إصلاحد الجامع الأعظم، الذي ثم بعد الاتفاق مع وزارة الأحباس في شكل اتفاق يقضي أن يقوم المجلس بإصلاح الجامع مقابل تقديم الوزارة قطعة أرضية تستغل كمقبرة للمسلمين في المدينة هذا الاتفاق الذي صادق عليه المجلس في دورة فبراير 1986. وقد تم الإصلاح بالشراكة مع جمعية كونت لهذه الغاية كان يرأسها السيد إدريس الطود ومن أعضائها السيد مصطفى اليعقوبي والسيد الخليل الطرمباطي، والسيد محمد الحداد، والسيد محمد عدة، والسيد عزيز المكزاري وأعضاء آخرون. وتم الإصلاح بين 1986 و1991 من طرف المجلس البلدي بالقصر الكبير وبإشراف محمد اخريف، الذي كلف من طرف الرئيس المرحوم محمد الطويل. وكان من نتائج هذا الإصلاح ظهور معطيات جديدة كان لها أثر بالغ في إعادة النظر في تاريخ المدينة في المرحلة الرومانية. فالتصميم الأول للجامع يشبه جامع القرويين، كان في الأصل صغير الحجم في عهد الأدارسة والمرابطين، ومن الصعوبة تحديد تاريخ مدقق لبناء الجامع وإن كان البعض مثل الأستاذ أحمد أشعبان يرجعه إلى أواخر الأدارسة حينما كانت المدينة إمارة إدريسية، غير أن أولى النصوص الواضحة التي أشارت إلى اسم الجامع هو ما جاء في كتاب البكري ص 110 ( سوق عامرة وجامع ). وعلى أساس هذا الاحتمال الأخير يمكن إرجاع تأسيس الجامع إلى القرن 5? 11 الميلادي أو قبله، تم توسع في عهد الموحدين والمرينيين، وقد اكتشف محمد أخريف أصول بعض سواريه القديمة أثناء إصلاح الجامع «1986-1992».كما اكتشف فيه أحجارا ضخمة ونقائش رومانية. لقد كانت له أهمية دينية وعلمية على مدى العصور، تتجلى في كونه كان منطلقا للجهاد في مختلف العصور وعلى الخصوص في معركة وادي المخازن، حيث كانت تقام فيه صلوات الأعياد وإحياء الذكريات الدينية، ومنه انطلقت مظاهرة 1956 ضد المحتل الأجنبي التي سقط فيها عدة شهداء. ومن الناحية العلمية كان يقوم بدور المدرسة الدينية على مختلف المستويات عبر العصور منذ عهد الموحدين إلى عهد الدولة العلوية حيث ازدهرت فيه الحركة الفكرية والعلمية، فكان عاملا من عوامل هجرة كثير من علماء الأندلس إلى القصر الكبير الذين درسوا فيه ومنهم العالم الصوفي مولاي علي بن خلف بن أبي غالب القرشي الأندلسي، وقد أنجبت مدرسة هذا الجامع عدة علماء وأدباء منهم: - عبد الجليل القصري صاحب شعب الإيمان - سيدي جميل القصري - أبو الصبر أيوب الذي اشتهر في معركة العقاب - أبو المحاسن يوسف الفاسي وغيرهم من العلماء والأدباء. ويعتبر الجامع الأعظم بمثابة متحف للمدينة، فهو يحتوي على بقايا آثار لمختلف العصور التاريخية بدءا بالرومان « النقائش» ومرورا بالموحدين والمرينيين والسعديين ووصولا للعلويين. مشاريع اجتماعية وثقافية عمل المجلس البلدي في عهد المرحوم على خلق مكتبة عامة أسفل مسجد ... وزودها بالكتب لتقريبها من الأحياء الموجودة خلق طريق السكة الحديدية وهي: حي السىلام، وحي العروبة، وحي النهضة. قام المجلس بإنجاوين اثنين هما: - اصلاح الحدائق الموجودة وإنشاء بعض النافورات التي لم تكن موجودة. - انشاء حدائق جديدة: قام المجلس في عهد محمد الطويل بإنشاء حديقتي جديدتين كبيرتين وحدئق صغيرة، وهي على الشكل التالي: أنشأ حديقة جميلة في المرينة وسيجها بالحديد، وحديقة كبيرة مساحتها حوالي 5 هكتارات بروافة العليا. وهي التي بنيت فيها المقاطعة الخامسة، ومستشفى للحي. إضافة إلى حدائق صغيرة داخل الأحياء منها: حديقة بحي سيدي سعيد، وقام بحملة مكثفة للتشجير همت مختلف المناطق. و نظرا لملء مقبرة مولاي علي بوغالب عن آخرها وعدم وجود قطعة أرضية لذلك، كان المجلس البلدي تحت رئاسة الطويل، وكما سبق القول قد اقترح على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تقديم قطعة أرضية تخصص كمقبرة للمسلمين بمدينة القصر الكبير مقابل إصلاح المجلس للجامع الأعظم، وهذا ما وقع الاتفاق علية وسلمت القطعة التي قام المجلس بتسييجها إلا أن السؤال الذي يراود الجميع هو لمذا لم يشرع في استغلالها إلى اليوم. بعض التدخلات الأخرى إضافة إلى أعماله في المجلس البلدي، كانت للمرحوم تدخلات أخرى قد لا يعرفها البعض ومنها: تدخله لبناء مصنع الأحذية بالمكان الموجود به الآن بجانب نهر لكوس وطريق الرباط، لأن الغير كان يريد بناءه في جهات أخرى بدعوى وجوده في موقع مهدد بالفيضانات رغم أن صاحب المشروع الأجنبي كان يلح على بنائه بالقصر، وأتذكر أن الطويل التجأ للسيد محمد اليازغي الذي كان آنذك يشغل حقيبة وزارة إعداد التراب والسكنى والتعمير والبيئة في حكومة التناوب منذ سنة 1998 فأزيل الاعتراض وأنشئ المصنع. كما أنه ساهم بتدخلاته في الإسراع ببناء الحزام الواقي من الفيضانات الذي كان سيمر خلف المدينة وتحول إلى شرق المدينة مارا بالمرينة نحو نهر لكوس فقضي نهائيا على أخطار الفيضانات في منطقة المرية، وقد ساهمت فيه عدة مؤسسات ووزارات ووصلت كلفته 12 مليار سنتم، وزاره محمد اليازغي أثناء بنائه وهو عبارة عن نهر باطني. وختاما أقول إنه طوال هذه المسارات التي ذكرت بعضها كان المرحوم يتمتع بثقة كبيرة من طرف المكتب السياسي، وله اتصال واسع مع أغلب المناضلين في المغرب. وكثيرا ما كان يختار لترأس الاجتماعات الجهوية وغيرها لأنه كان مقبولا من طرف الجميع. وقد عرف دائما بالابتسامة وسعة الصدر والحوار الهادئ وعدم ترك الجروح لدى الغير، وهو سلوك صاحبه إلى وفاته.