ودعت مدينة القصر الكبير بعد عصر أول أمس الأحد في جنازة مهيبة، المناضل الأصيل الأستاذ محمد الطويل .الجنازة انطلقت من المسجد الأعظم ، المسجد الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد السعديين والذي أشرف المرحوم بنفسه على إصلاحه عندما يدير الشأن العام بهذه المدينة المناضلة ،بحضور الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأستاذ ادريس لشكر وعضوي المكتب السياسي للحزب الأخوين الحبيب المالكي وسفيان خيرات والأخ عبد الرحمن العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل وعدد كبير من أعضاء المكتب الجهوي والإقليمي والمحلي للحزب إلى جانب برلمانيين وعدد كبير من الفعاليات السياسية وفعاليات المجتمع المدني بمختلف أطيافها بالإقليم والجهة، وجمهور غفير من المواطنين ،وطافت الشوارع الرئيسية لتنتهي في مقبرة الولي الصالح مولاي علي بوغالب من جانبه اعتبر ادريس لشكر الكاتب الأول لحزب القوات الشعبية في كلمة تأبينية له أن المرحوم كان يتميز بخصال عالية وأخلاق فاضلة، وكان وفيا لخطه النضالي وأن خروج الجماهير بهذا العدد الضخم لتشييع مثواه الأخير دليل أكبر على الاحترام الذي كان يحظى به والسمعة التي كان يتمتع بها، سواء في حياته أو بعد مماته. واستعرض الكاتب الأول للحزب المراحل النضالية القاسية التي تقاسمها مع المرحوم منذ 1972 في انطلاقة 30 يوليوز أثناء إعداد المؤتمر الاستثنائي للحزب ، الانطلاقة التي أسست للمغرب الجديد ، وعرج في هذا الجانب على المواقف النضالية الشجاعة التي كان يتميز بها المرحوم سواء عندما أدى ضريبة النضال بطرده من سلك التعليم أو عندما وقف صلبا ضد تزوير الإرادة الشعبية وتزييفها في الانتخابات الجماعية في 1983، مؤكدا أن المرحوم كان حريصا على النقاش الهادئ والرصين كما كان يسمع لخصومه وأعدائه قبل إنصاته لرفاقه عندما كان الأخ ادريس لشكر يترأس الفريق البرلماني الاشتراك، مضيفا أنه لما اشتد الخلاف داخل الحزب كان حكيما بأن كان أخا للجميع وكان يدفع بالتي هي أحسن لتجاوز الذات والأنا متمنيا له مقاما طيبا مع النبيئين والصديقين والشهداء والأحرار . وتقديرا لمكانة المرحوم في المشهد السياسي الحزبي بالإقليم والجهة نتوقف عند المحطات الأساسية في حياة المرحوم : * المرحوم الأستاذ محمد الطويل من مواليد 1937 ومن مؤسسي النقابة الوطنية للتعليم في 1965 ؛ * من المشاركين الأولين في الانخراط في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية 1959 ؛ * من الملتحقين باجتماع اللجنة الإدارية للحزب في يوليوز 1973 ؛ * من المؤسسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر الاستثنائي سنة 1975 ؛ * عضو اللجنة المركزية للحزب في عدة دورات ؛ * خاض معارك سياسية في مدينة القصر الكبير في الانتخابات الجماعية منذ 1976 وظل عضوا في الجماعات المحلية لعدة فترات كما وقف في المعركة الحاسمة ضد تزوير الإرادة الشعبية في الانتخابات الجماعية سنة 1983؛ * ترأس المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير لفترتين : من سنة 1983 إلى سنة 1992 ومن سنة 1997 إلى سنة 2003 كما انتخب برلمانيا باسم حزب القوات الشعبية في هاتين الولايتين بالمدينة ؛ * من المطرودين في الإضراب الشهير في أبريل 1979 للنقابة الوطنية للتعليم؛ * من مؤسسي الكونفدرالية الديموقراطية للشغل سنة 1978 ؛ * من أهم منجزاته عندما كان رئيسا للمجلس البلدي : تهييئ البنية التحتية للمدينة في الفترة الأولى لولايته وإصلاح المسجد الأعظم الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد السعديين . رحم الله المناضل الأصيل سي محمد الطويل وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه لراجعون.