رحم الله السي عبد السلام الفرحاني الاتحادي الأصيل والمثقف الملتزم والابن البار لمدينة الدارالبيضاء التي تذكر حضوره البهي إلى آخر رمق من حياته. لم يكن السي عبد السلام فرحاني فقط مرشحا لحزب القوات الشعبية، في الانتخابات الجماعية لسنة 1983 في الدائرة الانتخابية مبروكة، وهي بالضبط الدائرة التي يتواجد فيها إلى يومنا هذا مقر الحزب بسيدي عثمان، بل إنه كان أيضا من منسقي ومؤطري الحملة الانتخابية للحزب بمدينة الدارالبيضاء بحكم كونه كان عضوا بالكتابة الاقليمية للمدينة ومناضلا مشهود له بالدينامية وحسن الادارة.. أذكر أنه في عز الحملة الانتخابية يوم انعقاد التجمع الجماهيري التاريخي بملعب حديقة الجامعة العربية، اقترح أن نقوم بمسيرة انطلاقا من سيدي عثمان في اتجاه المدينة، وأن نقوم بتوزيع مناشير الحزب و فتح حوار مع جماهير مدينة الدارالبيضاء بكل الأحياء التي نمر عبرها. وعندما اقترب موعد بداية التجمع الخطابي كان عبد السلام ينقل بسيارته المناضلين عبر مجموعات إلى كازابلانكيز، وأذكر أنني كنت ضمن آخر مجموعة تلتحق بالملعب صحبة المرحومين ميلود فائق وعلال ثبات وطيب الذكر الأخ محمد شاغل. ولن أستفيض في وصف ما اكتشفناه عندما وصولنا إلى الكازابلانكير، لأن ذاكرة القوات الشعبية لازالت حية وهي تذكر تفاصيل يوم مشهود خطت فيه جماهير مدينة الدار البيضاء ميثاق الاتحاد الذي لن تنال منه صروف الدهر رغم كل الكبوات التي لا تنفك تصيب كل مسير في اتجاه المستقبل. وعلى الرغم من التزوير الذي طال انتخابات 1983 الجماعية، فقد استطاع الحزب ان يتمثل في جماعة سيدي عثمان بفريق قوي كان السي عبد السلام واحدا من أبرز أعضائه إلى جانب المرحومين الأستاذ عبد الله المعتمد واأستاذ عمر بولاي، و عميد مناضلي سيدي عثمان أطال الله عمره الحاج حزب الله والأستاذ عبد الرحمان العزوزي والمناضل عمر بوسلام، رفيق عمر دهكون والمناضل الفذ احماش ومحمد شاغل وغيرهم من المناضلين الذي كانوا يشكلون فريقا من 15 عضوا لازالات ساكنة سيدي عثمان وبورنازيل ومبروكة وحي لالة مريم تشهد لحضورهم النضالي المسكوك بمداد من ذهب. وسنة بعد هذا الموعد، أي بمناسبة الانتخابات البرلمانية التي تأجلت سنة أخرى بغرض الالتفاف على المد الاتحادي الكاسح الذي عرفته الانتخابات الجماعية، أجمع الاتحاديون بفرع سيدي عثمان على ترشيح عبد السلام الفرحاني، وفعلا كان ذلك. ويشهد التاريخ للسي عبد السلام أنه لم يتفرغ لحملته فحسب، بل كان مديرا لثلاث دوائر انتخابية، وهي دائرة المرحوم الأستاذ الجليل محمد الوديع الاسفي والمرحوم الأستاذ عبد الله المعتمد بالإضافة إلى دائرته طبعا.