"والله ما عرفت علاش غادي نصوت، واش على حدادي ولا بهلوي ولا تريعي، المهم ندير الواجب الوطني وصافي". كان هذا حديث مواطن من حي مبروكة بمقاطعة سيدي عثمان، في الدارالبيضاء، وهو في طريقه إلى دائرة التصويت مبروكة. إذا لمحت هذا المواطن وهو يكلم نفسه ظننت أنه يعاني مرضا نفسيا، لكن، بمجرد الاقتراب منه بدا شخصا طبيعيا، إنما حدث له ارتباك حول مسألة اختيار الشخص المناسب. يقول "لن أفصح عن اسم المرشح، حين سأدخل العازل سأقرر... أرجوك، لا تسألني...". قبل الوصول إلى الدائرة الانتخابية مبروكة، تسمع أصوات تنادي في أزقة ضيقة "وا صوتي على حدادي... واصوتي على البهلوي... ، قولي على من غادي تصوتي". أصوات سماسرة بعض المرشحين يتردد صداها في تلك الأزقة، ومنهم من كان يلقى استجابة من طرف الناخبين، وآخرون يسمعون وابلا من السب والشتم، من قبيل "نحن أحرار، نصوت على من نراه مناسبا لتمثيلنا في البرلمان". رغم انتشار بعض السماسرة في مداخل بعض الأزقة، إلا أن نسبة المشاركة في الفترة بين الثامنة والنصف والحادية عشرة صباحا كانت ضعيفة بالدائرة المذكورة. أغلب الوافدين على مكتب الاقتراع بدائرة مبروكة مسنون ومسنات، لكن، رغم ذلك، أبوا إلا أن يأتوا لأداء الواجب الوطني. يقول الحاج حسن (76 سنة) "ليست المرة الأولى التي أدلي فيها بصوتي، بل أحرص دائما على أداء الواجب الوطني... وأعي جيدا الحزب، الذي يستحق الفوز." أما عائشة الهاشمي (70 سنة) فقالت بصوت حانق "إلا بغينا البلاد تقدم، خاصنا نصوتو على اللي يمثلنا في البرلمان أحسن تمثيل". وعن عدم إقبال المواطنين، خاصة الشباب على المشاركة في عملية التصويت قال ممثل أحد الأحزاب، إنه لا يجب الجزم بضعف المشاركة، التي من المرتقب أن ترتفع بعد صلاة الجمعة وفي المساء. وأضاف أن الانتخابات التشريعية السابقة (2007) عرفت نسبة مشاركة عالية في المساء، بعد خروج الموظفين من عملهم. يشار إلى أن الدائرة الانتخابية مبروكة الشهيرة، باسم "دائرة الموت"، إذ تصارع حولها البرلماني محمد حدادي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، والبرلماني السابق رحال اجبيل، عن حزب الاتحاد الدستوري، الذي يتجاوز عمره 70 سنة، والذي كان يحصد المقاعد في الانتخابات التشريعية السابقة، ومصطفى التريعي، وكيل لائحة حزب التقدم والاشتراكية.